حذر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف ،في خطبة الجمعة 1442/10/2 من الغفلة بعد الانتباه. وذكر في خطبته مبتداءً بحمد الله وشكره ذاكرًا فضله وموصيا بتقواه ثم قال : اقتضت حكمة الله وكمال علمِه ولطيفُ خبرتِه أن نوَّع من العبادات، وجعلها وظائف على القلب واللسان والجوارح، ومنها الظاهر والباطن، يجمعها كلها معنى واحدٌ به تتحقق العبودية؛ هو: اجتماع غاية الحب مع غاية الذل لله وحده . وقال فضيلته : وعدّد سبحانه تبعاً لذلك مواسم العبادة، وكرّر أوقاتَها ومناسباتِها فضلاً منه ورحمة، فلئن مضى موسم فيتلوه مواسم، ولئن رُفِع منارُ عبادة وأدركه من شاء الله من العباد، فعما قريب يُرفَع لهم غيرُه، ولئن خُتِم على باب أجرٍ بمن سبق إليه فيوشك أن تُفتَح بعده أبواب . وذكر فضيلته أنه قد رحل عنَّا شهر رمضان الذي جعله الله من أعظم مواسم الطاعة، ومن أكبر أسواق الخير، مَنْ أحسن فيه ووُفِّق للطاعة فليعلم أنه ليس رمضانُ وحدَه موسمَ العمل، ومَنْ أساء أو قصر فليبادر بتوبة تكمل ما نقص من إيمانه، قال تعالى (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون). وأضاف فضيلته ومَنْ ذاق حلاوة العبادة في رمضان، وامتلأ صدره بالخشوع والذل لله، حريٌّ به أن يستعيذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الغفلة بعد الانتباه، فما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة . وأكد فضيلته أن الموفَّقُ من اغتنم الفرصة قبل أن يحال بينه وبينها، فجعل العام كله رمضان، يسارع فيه إلى الخير ويسابق إلى الطاعة، فإن الإقبال على الله ليس له زمان ولا موسم، وما تمضي من عمر المؤمن ساعة من الساعات إلا ولله فيها عليه وظيفة من وظائف الطاعات، فالمؤمن يتقلب بين هذه الوظائف ويتقرب بها إلى مولاه وهو راج خائف . واختتم فضيلته الخطبة بالإشارة إلى أن من توفيق الله للعبد أن يداوم على الصيام والقيام بعد رمضان، فيصوم ستا من شوال لقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، ويصوم ثلاثة أيَّام من كل شهر، أو الاثنين والخميس، وعرفة لغير الحاج ، وعاشوراء وغيرها من أوقات الصيام المطلق والمقيد، ويقوم من الليل ما تيسر له، مع المداومة على نوافل الصلاة ، والاكثار من تلاوة كتاب الله وذكره سبحانه وغيرها من العبادات مع الإحسان إلى الخلق .
مشاركة :