تتجدد معارض الكتاب من عامٍ إلى آخر وتتنوع مواردها وأنشطتها بالزخم الثقافي الحافل على الرغم من اختلاف الظروف الراهنة، ولا يزال زخم المشهد الثقافي حاضراً بقوة، لأن الثقافة هي الرافد الأساسي في حراك المجتمعات وتقدمها وتطورها ورقيها. ويتطلع المثقفون لأن يكون كل معرض كتاب قادم مواكباً لهذا الزخم الذي يسمو بالإنسان ويرتقي بالفكر الهادف. دافع للإبداع وفي هذا السياق، أكد خالد الظنحاني، رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، أن معارض الكتاب في الإمارات تشعرك دائماً بأن هناك حالة من الزخم الثقافي والإبداعي المزدهر على كافة مستويات العمل الإبداعي، نتيجة للنهضة الثقافية الكبيرة التي تعيشها الدولة، ويلمسها العالم كله، مضيفاً، أن هذه النهضة الثقافية تواكب النهضة العمرانية، فالدولة وفرت للمثقف بيئة خصبة للإبداع، ولذلك فالمبدع الإماراتي يعيش عصره الذهبي، بفضل تشجيع ورعاية القيادة للمبدعين والمثقفين على وجه العموم، فالكل يشعر بهذا التطور والاهتمام بالمثقف الإماراتي من خلال معارض الكتاب، كما أن هذه المعارض أصبحت دافعاً لعطاء المبدعين. وتابع الظنحاني: ولا شك أن للمبدع طموحاته في المعارض، فهو ينتظر دعماً حقيقياً لموهبته، من قبل الجهات الثقافية ودور النشر، التي يأمل منها تقديراً معنوياً ومادياً لإبداعه، فالكلمة المقروءة زهرة فؤاد الكاتب أو الشاعر أو الأديب، وهي تزهو وتورق بحوافز التقدير والدعم والتشجيع، لافتاً إلى أنه في حال فقدان المبدع الإماراتي لوقفة من دور النشر مع موهبته، فذلك قد يؤثر على الإبداع والعطاء لانشغال المبدع بالمعيش اليومي والتزامات الحياة. ملتقى للفكر ومن جانبه، قال الدكتور طلال سعيد الجنيبي، أديب وشاعر: «إن معارض الكتاب تمثل للمثقف عيد لقاء أهل الفكر مع نتاجاتهم الإبداعية، والتواصل معهم والتفاعل المباشر مع رموز إبداعية في لحظات قيّمة ولا تنسى، وخاصة في مثل هذه المحافل الثقافية والمعارض تتيح لشرائح كثيرة من المجتمع الوصول إليها والاستفادة من أجوائها الثقافية الإيجابية». مشيراً إلى أن هذه المعارض حققت الكثير ولكن الطموح أن تتم الاستفادة منها بشكل أكبر، استثماراً للظروف والمعطيات التي لا تتوفر في غير بيئة معارض الكتاب من فعاليات وأمسيات وحلقات نقاش وبحث وطرح، فضلاً عن الجوانب الاجتماعية الأخرى المرتبطة بالثقافة. الدعم الثقافي للشباب وقال الكاتب والباحث الدكتور محمد حمدان بن جرش: تمنح الأجندة الثقافية المؤسسات فرصة مهمة لبناء حالة من التكامل الثقافي ومواصلة البناء الفكري والتواصل المجتمعي من حيث زخم البرامج والأنشطة المصاحبة كحالة متفردة ومساحة مرتقبة، وهي حالة قائمة على المعرفة المسبقة بطبيعة الفعاليات والأنشطة المزمع إقامتها في كل فترة من فترات العام، لتكون كموعد يدرج في إقامة تلك الأجنحة الثقافية التي لها حضورها في المشهد العام وفق فترة تنفيذها، وبهذا تكون هناك إمكانية للقيام بأنشطة تكاملية بين المؤسسات الثقافية، وخاصة عندما تكون الفعاليات من طراز رفيع، وذات تأثير يتجاوز مدة الفعالية نفسها من حيث الأهمية والتلاقح الفكري والإنتاج الأدبي الذي يمس التكوين الحقيقي لكل رواده، ويمنحهم فرصة من التواصل الدائم مع حدث ينسج خيوطه مع أطياف رواده، مشيداً الجسور القوية بين الثقافة والمجتمع. وما يجعل من هذا الحدث فرصة استثنائية مشاركة مؤسسات ثقافية كثيرة من مختلف إمارات الدولة ومن خارجها، وخاصة أن الحضور الذي يشهده المعرض يتيح لتلك المؤسسات التواصل مع الجمهور الكبير الذي يتابع المعرض في كل دوراته، ويسهم في تحقيق أهدافه في خلق مناخ من القراءة التي ستظل عنواناً أصيلاً للثقافة، وباعثاً على تواصل العمل الثقافي بالتوازي والتزامن مع غيره من الفعاليات الثقافية، وبالتالي يسهم في بناء فكر الإنسان ووعيه، ويعزز من جانب المعنيين في طرح إنتاجهم الدائم، ما يساعد المؤسسات الثقافية على تحديد البوصلة والاتجاه معاً، وصولاً إلى ترسيخ حضورها في هذا المحفل الكبير والتواصل مع هدفها المتمثل في الإنسان المتعلم المثقف الواعي. عرس ثقافي ومن جانبها، قالت الكاتبة شهد العبدولي: في ظل جائحة كورونا، اعتقدنا أن الحركة الثقافية ستتوقف، ولكن في الإمارات أكملت المسير وأثبتت للعالم أنها استطاعت أن تتجاوز تحديات الجائحة العالمية، ومن ضمن ذلك استمرار وعودة الحياة الثقافية إلى معتادها مع الحفاظ على جميع التدابير الوقائية، مختتمة: ونحن ككُتاب من دولة الإمارات دائماً ما ننتظر المعارض والفعاليات الثقافية التي تشعرنا بنشوة النجاح ولاسيما في الإصدارات الجديدة، وفيها تتجدد اللقاءات مع مبدعي الدولة. كما أن واقع معرض الكتاب بالنسبة لي شخصياً هو واقع جميل له أثر كبير في نفسي، حيث إنه يقربنا من الوسط الثقافي ويجعل باب التواصل دائماً مفتوحاً مع الكُتاب والقراء، ونأمل في ظل تطبيق التدابير الاحترازية والوقائية أن تعود معارض الكتاب إلى سابق عهدها، وتظل دائماً عرساً ثقافياً جماعياً يلتقي فيه محبو الأدب على أرض هذا الوطن الغالي.
مشاركة :