عيد الفطر في مصر له مذاق خاص، وعلى العصور تنوعت العادات والتقاليد لدى المسلمين في مصر بعيد الفطر وترجع إلى مئات السنين، والتي تنوعت بما يتناسب مع خصوصية كل فترة وما بها من مقومات اجتماعية وثقافية، ورصدت"البوابة" أجواء احتفالات العيد خلال تلك العهود الماضية، حسبما ورد ذكرها بالروايات التاريخية. الدولة الطولونية: واشهر ما يميزنا اليوم هو حكم العيد وبالرجوع للسجلات التاريخية وجود أن الكحك بداية صناعته كانت في فترة حكم الطولونيين، حيث كانت تصنع في قوالب منقوشة عليها "كل واشكر". ومن الوقائع الغريبة التي تميزت بها حقبة الدولة الطولونية أن يهتم الوزير أبو بمر المادرالي بصناعة الكعك في العيد، حيث كان يحشوه بالذهب، إلا أن ذلك لا يمنع من القول بأن بداية وجود الكعك تعود إلى عهد المصريين القدماء. الدولة الفاطمية: قام الفاطميون بصناعة وعمل الكعك والغريبة والبيتى فور والبسكويت والمعمول وغيرها من حلويات العيد المختلفة، وهي المأكولات التي ظلت موجودة حتى وقتنا الحاضر، وقد تميز الاحتفال بالعيد في مصر بخصوصية كبيرة خلال ذلك العهد حيث كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة وإقامة الموائد الضخمة في قصر الخلافة، حيث أنشئ لذلك الغرض مطبخ لصناعة الحلوى أطلق عليه "دار الفطرة"، في عهد الخليفة العزيز بالله. العصر المملوكي: وخلال حكم المماليك أخذت العيدية الشكل الرسمي وأطلقوا عليها الجامكية وكانت تقدم على شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية ويحيط به الكعك والحلوي، وتقدم العيدية من السلطان إلى الأمراء وكبار رجال الجيش وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها. العصر العثماني: وفي الدولة العثمانية كان يشهد الاحتفال بعيد الفطر أجواء خاصة حيث كانت مدافع القلعة تطلق أيام العيد الثلاثة في أوقات الصلوات الخمس، وفي اليوم الأول يذهب أمراء الدولة وكبار رجالها إلى القلعة في موكب حافل ثم يتجهون لجامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لتهنئة الباشا. وفي اليوم الثاني تقدم القهوة والحلوي والمشروبات وتفوح رائحة البخور في القلعة التي ينزل الباشا إليها للاحتفال الرسمي بالعيد في "الجوسق" المعد له والذي فرش بأفخر الوسائد والطفافس، ويتقدم للتهنئة الأمراء الصناجق "كبار البكوات المماليك" و"كبار الضباط" و"الانكشارية" كما يأمر الباشا بالإفراج عن بعض المساجين. العصر الحديث: أما في العصر الحديث فتتميز بالعيدية والمراجيح والملابس الجديدة والكعك، وزيارة الأماكن الترفيهية كالحدائق والسينما والملاهي وكذلك الالتقاء بالأصدقاء، وزيارة الأقارب وتبادل التهاني أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد والتي يضاف إليها استخدام الألعاب النارية داخل المناطق الشعبية وغيرها من المناطق فضلا عن الخروج للتنزه.
مشاركة :