العالم الجليل الأستاذ الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب. العارف بالله المستنير.. له مواقف واضحة فى تجديد الخطاب الدينى، ودائما ما كان سبّاقًا فى أطروحاته العلمية والفقهية والدينية التى كانت بمثابة تحريكاً للمياة الراكدة فى ملف التجديد، وتحمل تعبات ذلك كثيراً لدرجة أنه كاد يدفع حياته ثمنا لهذا، وخططت الجماعات التكفيرية والإرهابية لاغتياله لكن عناية الله أنقذته من هذا المخطط، ليكمل المسيرة التنويرية التى كتبها الله عليه. لاشك أننا أمام عالم جليل، خاض غمار مشوار ودرب صعب، وتم تعيينه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى عضواً بمجلس النواب، ومن ثم تم انتخابه بالتزكية رئيسا للجنة الدينية بمجلس النواب.. هذا المكان والمكانة تضع على عاتقه مهام جلل، منها لابد أن يستكمل مسيرته التنويرية من خلال خروج قوانين وتشريعات تتوافق مع الشريعة الإسلامية وفق مقتضيات العصر الحالى. من أبرز مواقفه خلال الفترة الوجيزة التى قضاها بمجلس النواب تصديه بكل قوة لقضية الختان، وقدرته على هزيمة المواقف الرجعية لنواب حزب النور السلفى، وكان رده عليهم بالحجة والبينة، مؤكدا أن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر بذلك. وهذا ليس غريباً على الدكتور على جمعة، فالمتتبع لفتاويه وكتبه وإصداراته الدينية يجدها كالنبراس المنير تضئ طريق المسلم بالجمع بين الأصالة والمعاصرة، من خلال الفهم العميق للقرآن الكريم والحديث النبوى، وفهم هذا التراث وكيفية الاستفادة منه. لم ينقطع عن إقامة دورات تعليمية عبارة عن حلقات تدريس للطلاب خلال ستة أيام فى الأسبوع، تبدأ مع شروق الشمس وحتى الظهر، أراد من خلالها إرساء تقليد لحماية الفكر الإسلامى من الضياع، عبر قراءة النصوص الكلاسيكية بالطريقة التى كتبت بها وليس بالطريقة التى يرددها الناس. كان يقوم بزيارات دورية إلى السجون لإقامة الحوارات مع سجناء إسلاميين يعتنقون الفكر المتطرف، وذلك لتكوين نواة لفكر تحررى وإنشاء مبادرة تتسم باللاعنف، واستمرت هذه الزيارات لأكثر من ثلاث سنوات منذ تسعينيات القرن الماضى. له مواقفه الواضحة تجاه الجماعات الإسلامية المتطرفة، ويعتبرهم إرهابيين مجرمين ولا علاقة لهم بالإسلام، وإرهابهم نتاج عقول فاسدة وقلوب صلبة، واعتبر أن أفضل علاج لمشكلة التطرف الإسلامى هو الفهم الحقيقى للشريعة الإسلامية، بالإضافة لمعرفة الفقه وفهمه. فى سبتمبر 2014 كان من الموقعين مع 226 من علماء السنة البارزين على خطاب يدين تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ومبادئه الدينية. وأصدر فتوى تؤكد المساواة بين الرجال والنساء فى جميع الحقوق والواجبات، بما فى ذلك حق المرأة فى الترشح لرئاسة الدولة، وذلك فى نوفمبر 2006. كما أصدر فتوى بخصوص النقاب والحجاب، معتبراً أن حجاب المرأة فرض شرعى، أما النقاب فهو عادة وليس عبادة، واعتبر الاحتفال بعيد الأم جائز شرعاً لا مانع منه ولا حرج. وسبق أن اختير ضمن أكثر 50 شخصية مسلمة تأثيراً فى العالم منذ عام 2009 حتى 2020، حسب تقييم المركز الملكى للبحوث والدراسات الإسلامية فى عمان - الأردن، وشغل منصب مفتى الديار من عام 2003 إلى 2013. كما نال الدكتور على جمعة عددًا من الجوائز والأوسمة، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، فقد نال نجمة القدس من الرئيس الفلسطينى محمود عباس، كما حصل على درع الجيش المصرى وقدمه له الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى ومنحه له الرئيس عبد الفتاح السيسى. ومنحه الملك الأردنى عبدالله الثانى وسام الاستقلال من الدرج الأولى، وتم تكريمه من قبل منظمة اليونسكو لجهوده فى مكافحة الإرهاب.
مشاركة :