كيف تقرأ القوى الكردية الفاعلة ما يجري في الأراضي الفلسطينية؟ وما تصوراتها حول آفاق تطورات الأوضاع هناك؟ هنا وجهة نظر واحدة من أبرز تلك القوى: نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بدران جيا كرد، يقول لـ RT إن للشعب الفلسطيني قضية عادلة ومشروعة، لا يمكن تجاوزها أو إنكارها، وهو يملك الحق المشروع في النضال بجميع أشكاله لتحقيق مطالبه، ويضيف "لكن، وفي نفس الوقت نرفض كل أشكال الصراع التي تلحق الضرر بالمدنيين وعلى الجميع الالتزام بالمعايير الدولية في حماية المدنيين أثناء الحروب". ويطالب جيا كرد المجتمع الدولي الذي "بات له مسؤولية كبرى على ما يجري ميدانيا، بعد أن تدولت القضية الفلسطينية، بأن يضغط على طرفي الصراع والعودة إلى طاولة المفاوضات" وهو السبيل الوحيد كما يرى جيا كرد "لدرء المنطقة من صراع يخشى توسعه، ليشمل قوى أخرى وهو ما سيؤدي إلى حدوث حروب تشبه الحروب الإقليمية الواسعة المستنزفة للطاقات". ويطالب المسؤول الكردي بتدخل عاجل من المجتمع الدولي، "لإخراج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أن يكون ورقة سياسية تستغله كثير من القوى التي لها مصلحة في إثارتها والترويج وفق مصالحها". ويشير جيا كرد إلى أن ذلك هو موقف الإدارة الواضح والصريح بالنسبة لقضية الشعب الفلسطيني، ويشير إلى أنه من الضروري التنويه إلى مسألة لا بد منها، تتعلق بموقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تجاه قضية الشعب الكردي، وهو موقف يصفه جيا كرد بأنه "سلبي جدا" ويقول إن حماس "تتخذ موقفا داعما للسياسات التركية الإلغائية، والإنكارية، ضد شعبنا وليس خفيا ازدواجية السياسة التركية تجاه الشعب الفلسطيني وعلاقاته الاستراتيجية مع الحكومة الإسرائيلية". ويشدد على أن القضيتان الكردية والفلسطينية "هما القضيتان الأساسيتان في الشرق الأوسط، وإن لم يتم حلهما بالسبل الديموقراطية فإنهما ستشكلان دائما مصدر صراعات وعدم استقرار في المنطقة". وعلى ذلك يقول إن على "حركة حماس أن تعيد النظر في سياساتها تجاه نضال الشعب الكردي في تحقيق حقوقه المشروعة". ويرى جيا كرد أن "ما يجري من صراع دموي بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية ناتج عن انسداد المناهج الحوارية في حل القضايا الاستراتيجية العالقة بين الطرفين دون تثبيت الحل الراسخ وفق حل الدولتين بموجب قرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1967 وسيطرة إسرائيل على باقي أراضي فلسطين التاريخية". ويضيف أنه "لا بد من إنهاء السياسات العنصرية التي تؤدي إلى التهجير وانتهاك الحريات وحقوق المدنيين" ويشير إلى أن "الطرفين لا يرجحان مفهوم الدولة الواحدة، وكل منهما يريد حل الدولتين وفق الشروط التي يراها متفقة مع مصالحه" وحول أفق الحل يقول إن "الرؤية القوموية المتجذرة في مجتمعات الشرق الأوسط تسببت بالكثير من الحروب الدموية في المنطقة، ولذلك لا بد من تجاوز تلك المفاهيم التي لا تؤدي إلا إلى صراعات عرقية ودينية ذات أمد طويل، وقد باتت المنطقة بحاجة إلى ذهنية تشاركية تستند على التعايش المشترك فيما بين جميع المكونات وفق نظام سياسي كونفدرالي ديموقراطي، يملك فيه كل شعب حقوقا متساوية، وهو ما يمكن أن يكون ضمن نظام ديموقراطي لا مركزي". أسامة يونس المصدر: RT تابعوا RT على
مشاركة :