اللواء الرجوب في ملعب الرياضة - محمد الشيخ

  • 9/30/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اللواء جبريل الرجوب شخصية ذات حضور مهم ومؤثر في الساحة الفلسطينية، سواء السياسي منها أو العسكري، ومن يرصد سيرته يدرك تماماً أنه رقم حاضر بقوة في القضية الفلسطينية؛ سواء في شقها الداخلي أو الخارجي، وبذلك فإن المجالين السياسي والعسكري هما ملعباه اللذان يستطيع أن يفرض فيهما تكتيكاته ومراوغاته وتسديداته وحتى أهدافه. سيرته السياسة باعتباره عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح وأحد أعضاء السلطة الوطنية الفلسطينية، وكذلك قيمته العسكرية بصفته رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في السلطة الفلسطينية، تمنحه وجوب الاعتراف بأحقيته في أن يكون لاعباً سياسياً مهماً، لكن تلك السيرة لا تمنحه أبداً حتى بطاقة الاعتراف بأن الرياضة ملعبه حتى وإن قفز عليها فجأة ليصبح المسؤول الرياضي الأول في فلسطين؛ بصفته رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية، ورئيس اتحاد كرة القدم. لن أتحدث هنا عن فشل الرجوب في إدارة أكثر من ملف رياضي دولي منذ تسلمه حقيبة الرياضة الأكبر في بلاده كسحبه للطلب الفلسطيني بإقصاء إسرائيل من (الفيفا) بعدما أصبحت في لحظة فاصلة القضية الرياضية الأولى في العالم، وتفاعل معها كل مناهضي الاحتلال الإسرائيلي، ولن أقف على الأزمة التي أثيرت جرّاء ما تسرب عن تصويته لجوزيف بلاتر ضد علي بن الحسين في انتخابات (الفيفا) الأخيرة والتي عدت طعنة غادرة منه، وإنما سأقف على موقفه الأخير من رغبة الاتحاد السعودي في نقل مباراة المنتخبين السعودي والفلسطيني إلى أرض محايدة وطريقة تعاطيه مع تطورات الأحداث. مبدئياً يجب أن نعترف أن من حق الرجوب أن يسعى لتفعيل قرار (الفيفا) بلعب المباريات على الأراضي الفلسطينية، وأن من حقه كذلك أن يمني نفسه برؤية المنتخب السعودي في فلسطين المحتلة، وهو الذي يدرك الثقل السعودي بكل أبعاده، بل إن من حقه أن يتصلب في موقفه وأن يصعده إلى أبعد ما يستطيع من التصعيد الإعلامي والقانوني، لكن ما يجب أن يعلمه الرجوب أنه ليس من حقه التنظير في مسألة ذهاب السعوديين إلى فلسطين وهي رهن الاحتلال الصهيوني وهي القضية التي يراها السعوديون رسمياً وشعبياً قضية مبدئية لا مساومة فيها، فضلاً عن سعيه لتمرير رؤيته بشكل يُسطح القضية ويسخفها، وهو الذي يعلم تماماً أبعاد الموضوع وتجاوزه للبعد الرياضي بمراحل. موقف الرجوب السيئ في إدارة الأزمة لم يقف عند تنظيراته وتعنته، بل تجاوزه إلى تلميحاته المرفوضة في موقفه الإعلامي بعد قرار (الفيفا) إقامة المباراة في أرض محايدة، بقوله أثناء مداخلته في إذاعة (ألف- ألف) السعودية اذ كنت ضيفاً معه عليها إنهم في الاتحاد الفلسطيني لا يملكون القدرات ولا الإمكانات ولا النفوذ في (الفيفا)؛ لكنه سُيصّعد الأمر لأنه -وبحسب وصفه- "ليس خروفا" ليقبل بأي شيء يفرض عليه. تلك الإسقاطات المرفوضة إن كانت تعبر عن شيء فإنما تعبر عن فكر لا يحترم الحد الأدنى من مبادئ الروح الرياضية ولا قوانينها، وتؤكد بالفعل أن الرجل بكل تاريخه السياسي وثقله العسكري لا مكان له في ملاعب الرياضة بكل مُثلها قيمها ومبادئها حتى وإن حمل كل تلك الحقائب الثقيلة رياضياً.

مشاركة :