فلسطين لا تخافي القدس أرض السلام والأنبياء والرسالات

  • 5/17/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الصدام الذي جرى بين المقدسيين والجنود الإسرائيليين في أواخر شهر رمضان بحي الشيخ جراح لم يكن الأول، فإسرائيل منذ عرفناها قبل نصف قرن (1948)، وهي بذات القسوة والعنجهية بحق الأخوة الفلسطينيين، وهو الأمر الذي يدفع إلى مزيد من العنف والدمار والخراب، فالإشكالية الأخيرة في القدس الشريف وبحي الشيخ جراح تحديدًا، من سلب الفلسطينيين مساكنهم وتهويدها بمستوطنين يهود لن تعالج بهذا المنطق وتلك العقلية، ولا سبيل إلا للحوار المباشر وعودة الحقوق للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. إن الصدام الأخير في القدس الشريف، ثم انتقاله إلى قطاع غزة كشف لنا الكثير من المتغيرات على الأرض خاصة بعد توقيع أربع دول عربية في العام الماضي 2020 على مذكرات واتفاقيات سلام مع إسرائيل (الإمارات والبحرين والمغرب والسودان)، بالإضافة إلى الاتفاقيات السابقة مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، فما من صراع اليوم إلا ويتم تعليق الأسباب على إحدى الدول الموقعة على اتفاقية السلام مع إسرائيل، وهذا ما لم نعهده في السابق!! وبحكم زيارتي بالعام الماضي (2020) للقدس الشريف والدخول إلى البلدة القديمة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك فإن الإشكالية الكبرى هو تداخل أتباع الأديان السماوية في مساحة لا تتعدى الكيلومترات، ففي البلدة القديمة هناك مسلمون ومسيحيون ويهود، ويقيمون صلواتهم في ذات الوقت ولا يفصلهم إلا جدار واحد!  ففي الوقت الذي يجب أن يسود السلام والتسامح والتعايش في أرض الأنبياء، الأرض المباركة، نرى الصدام في أي لحظة، لذا حالة الاستنفار تكون على مدار الساعة، وأي تراخي من قوات الأمن (الإسرائيلية والفلسطينية) لا شك سيؤدي إلى صدام دموي لا تحمد عقباه. الصدام الأخير في حي الشيخ جراح جاء بسبب تهويد مساكن الفلسطينيين، فقد صدر قبل أيام بيان عن منظمة التعاون الإسلامي تدين وتستنكر (الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على حرمة المسجد الأقصى وعلى المصلين الآمنين، مؤكدة رفضها لهذا التصعيد الخطر)، كما جدّد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد العيسى باسم شعوب العالم الإسلامي وعلمائه ومفكريه المنضوين تحت مظلة الرابطة (التأكيد على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع جهود السلام، وصولاً إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يُمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية)، وهو بيان يوقف المزايدة على مقضية القدس وحقوق الشعب الفلسطيني. إن الدول العربية وفي مقدّمتها الدول الخليجية كانت ولا تزال الداعم الرئيس للقضية الفلسطينية، ولمن شاء فليقرأ تاريخ الدول الخليجية ووقفها مع الشعب الفلسطيني في جميع مراحله، ومع ذلك يخرج علينا اليوم من يغرّد شتمًا وسبًّا في البحرين والإمارات والسعودية، وقد نسوا وتناسوا مواقف هذه الدول من القضية الفلسطينية، وأنهم لازالوا محافظين على تلك العهود، والمتأمل فيها يجدها تغريدات مدفوعة الأجر لتعكير العلاقات مع الدول الخليجية، فالصدام الذي وقع في القدس الشريف بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين لسنا في وارد لتحديد المخطئ والمتسبب في تلك الأحداث وتصاعدها التي راح ضحيتها العشرات بعد استخدام الأسلحة والصواريخ والقنابل!!، ولكن لماذا يقوم بعض الفلسطينيين من افتعال الصدام مع دول الخليج وفي مقدمتهم الشقيقة الكبرى السعودية مع مكانتها الدينية ومسئولياتها ودورها في نصرة القضية الفلسطينية. نعلم بأن الأخوة في حماس والجهاد قد اختاروا محور الشر الذي تقوده إيران لانسجام رؤاهم وأهدافهم، وهذا شأنهم لاعتقاهم بأن إيران ستحرك الحرس الثوري والمليشيات العراقية وفي مقدمتها (فليق القدس) لتحرير القدس الشريف من أيدي الإسرائيليين، بل وستطلق صواريخها البلاستية من طهران مباشرة إلى تل أبيب كما يفعل الحوثيين من ضرب المدن والمنشآت السعودية، وهذا شأن الأخوة في حماس والجهاد لثقتهم في المرشد الإيراني (علي خامنئي) وأتباع الإرهابي الهالك قاسم سليماني الذي قتل الشعب العراقي والسوري واللبناني واليمني قبل أن تصفيه مع أبو مهدي المهندس الطائرات الأمريكية في الأراضي العراقية!! من يعتقد بأن فيلق القدس الإيراني بقيادة (العميد إسماعيل قاآني) والمتواجد في الأراضي العراقية سيتحرك في اتجاه إسرائيل فهو واهم، فالأحزاب والمليشيات الإيرانية التي ترفع الشعارات الثورية لتحرير فلسطين والقدس والأقصى تعلم بأن هناك من العرب من تنطلي عليه مثل هذه الشعارات البالية!، فالأحزاب والمليشيات الإيرانية تولي قبلتها إلى عواصم الدول العربية مثل بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وتستعين بالخونة من العرب الذين باعوا ضمائرهم للحرب بالوكالة عن النظام الإيراني!! فلسطين لا تخافي فعين الله ترعاك، وما الأحداث الأخيرة إلا لتمحيص الحق عن الباطل، وما قدس الأقداس إلا أرض للسلام والمحبة والتعايش، (فاصبر صبرًا جميلاً إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا) «المعراج: 5 ـ7».

مشاركة :