أكد رؤساء بعثات الحج أن الأصوات التي ظهرت في وسائل الإعلام مستغلة حادث التدافع بمنى للإساءة للمملكة والتقليل من مجهوداتها ليست بجديدة لأنها تعودت على أن تعكر الصفو ومن ثم تصطاد في الماء العكر. في البداية أشاد رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف رئيس مكتب شؤون حجاج الإمارات د. محمد بن مطر الكعبي بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وحكومة المملكة في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، مؤكداً بأن المتتبع للتطورات المذهلة في بلاد الحرمين والمشاعر المقدسة يلمس الإنجاز العظيم لخدمة الحرمين. وقال الكعبي في حديث خاص ل"الرياض": "في البداية شكراً على الاهتمام، وأود أن اعرب عن تقديري لجهود خادم الحرمين وحكومته على المجهودات الجبارة المبذولة في سبيل خدمة الحجاج وضيوف الرحمن، المتفحص والمتتبع للتطورات المذهلة السريعة في بلاد الحرمين والمشاعر المقدسة يلمس الإنجاز العظيم من المملكة وحرصها على راحة ضيوف الرحمن وسلامتهم. وتابع: نهنىء الملك سلمان وحكومته بالقفزات التطويرية التي لمسها الجميع في بلاد الحرمين، ونهنىء الشعب السعودي الشقيق بذلك، نحن الآن لا نتكلم عن المملكة بل عن الإمارات، لأننا نبض قلب واحد وفي خندق واحد، ونسأل الله بنصره وعونه أن نجتاز بتحالفنا التحديات التي تعبث بالأمة العربية وبالإسلام ثانياً. رئيس الشؤون الإسلامية بالإمارات: حادث التدافع لا يقلل من جهود خدمة الحجاج وأضاف "حجاج الإمارات الذين يزيدون عن خمسة آلاف حاج جميعهم بصحة وعافية، وتأكدنا واطمأننا أنهم بخير، ومنهم من عاد إلى الوطن وهم يقدرون الجهود التي بذلتها المملكة من أجل إراحتهم كضيوف للرحمن ويحملون كل الحب لهذه الأرض الطاهرة، ان كان حادث التدافع عرضاً فهذا لا يوقف من الهمم ولا يقلل من عمل الحكومة المملكة، لأن وقوف ملايين متحركة قد يسبب حادثاً عارضاً، ونسأل الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته وأن يبعثهم يوم القيامة ملبي". وحول الأصوات التي غمزت ولمزت وقللت من المملكة قال: "هذه أصوات ليست جديدة ولم تفاجئنا، ولم تأت هذه المرة بشيء جديد عليها، لأنها تعودت على تعكير الصفو ومن ثم تصطاد في الماء العكر، أي أنها تجمع الأمرين، أحب أن انوه بخطبة الجمعة في المسجد الحرام التي ألقاها الشيخ صالح آل طالب، كانت خطبة قوية وصريحة، وأشكر القائمين عليها وعلى المسجد الحرام". من جهته اشاد المنسق العام لبعثة الحج السودانية عصام خلف الله بالدور الكبير للمملكة في خدمة ضيوف الرحمن واصفاً اياه ب "المشرف"، وأشار خلف الله أن بلاد الحرمين لن تؤثر فيها كتابات بعض الأقلام المغرضة او تصريحات بعض المسؤولين الذين يستهدفون امنها من خلال التشكيك في قدرتها على إدارة موسم الحج بعد حادث التدافع بمشعر منى. منسق البعثة السودانية: المملكة تقوم بمجهودات جبارة لا ينكرها إلا جاحد وأوضح منسق البعثة السودانية خلال حديثه ل"الرياض" بأن المملكة مهما عملت من خطط فلن تستطيع أن تتصدى لقضاء الله وقدره، وكشف عن وفاة ثلاثة حجاج سودانيين في الحادث، وقال: "الحمد لله الحجاج السودانيون بخير، فقدنا ثلاثة منهم اذ انتقلوا إلى رحمة الله، وحتى الآن الإصابات ليست محصورة، لدينا عدد من الحجاج المفقودين لكنهم ليسوا ضمن المتوفين، المملكة قائمة بدورها في الحج على الوجه الأكمل، وهذا الأمر منذ الأزل وليس من اليوم أو أمس، استقبالها لضيوف الرحمن من جميع الدول واهتمامها بالحرمين الشريفين واهتمامها بالمرافق ووسائل المواصلات وانشاء شبكات القطارات ومشروع جسر الجمرات، ومشروعات التوسعة الضخمة في الحرمين الشريفين وغيرها من المشروعات ماهي إلا من أجل راحة الحجاج وضيوف الرحمن". وأضاف "المملكة دورها مشرف في خدمة ضيوف الرحمن اذ تقوم بمجهودات جبارة لا ينكرها الا جاحد والشمس لا يمكن ان تحجب بغربال، وفي كل عام نشهد تطوراً وحرصاً واهتماماً بالحجاج، منذ القدوم وحتى المغادرة ينال الحاج أرقى معاملة، والجميع يبحث عن تذليل كل الصعوبات التي تواجهه، ماحدث في منى من تدافع تسبب في مئات الوفيات والإصابات ماهو الا قضاء وقدر، ومهما تعمل المملكة فإنها لا يمكن ان ترفع القدر وتتصدى له، لأن الله عز وجل اذا اراد شيئاً قال "له كن فيكون"، وليس لأحد ان يرد قضاء الله، لكن نقول نسألك اللطف يا الله، على مدار الأعوام الماضية شاهدنا تنظيماً محكماً من قبل المسؤولين، المسؤولون يعقدون ورش عمل ودورات تدريبية لمؤسسات الحج ومسؤولي بعثات الحج، ونزود دائماً بالمستجدات من خطط تفويج ومرور وغير ذلك، هنالك عمل كبير، ايضاً توزع المملكة منشورات توعوية للحجاج، لا يوجد هناك اي تقصير وماحدث قضاء وقدر". نائب رئيس لجنة الحج العمانية: المملكة تبذل كل ما في وسعها لراحة ضيوف الرحمن واستطرد "المملكة لا تؤثر فيها الاقلام المغرضة التي تنشر الإشاعات والأكاذيب وتختلق القصص والروايات بهدف الإساءة لها والتقليل من العمل الكبير الذي تقوم به، التنظيم مميز بتوفيق الله اولاً ثم بدعم القيادة، ونسأل الله العون للشعب السعودي الذي عرف بكرم ضيافته وحرصه على الوقوف مع الحجاج ومساعدتهم، عندما ينوم الحاج في اي مستشفى سعودي سواءً كان خاصاً او حكومياً فالعلاج من الألف للياء مجاناً، هنالك اهتمام بالمرضى وما تصعيدهم إلى عرفات بقوافل طبية إلا أبلغ دليل على الحرص الذي يجدونه من المسؤولين، العمل المبهر والمشرف الذي تقدمه المملكة للحجاج هو اكبر رد على من يغردون خارج السرب، كل نجاح هو توفيق من الله، والكمال لله تعالى واذا حدث شيء في أي من الجوانب فإنه قضاء وقدر وليس من باب التقصير، ونسأل الله ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته". من جهته، قال نائب رئيس لجنة بعثة الحج العمانية سلطان بن سعيد الهنائي في حديث خاص ل "الرياض": "من خلال متابعتنا الدقيقة تم التأكد من تعرض خمسة حجاج عمانيين للإصابة في حادث التدافع بمنى، الحمد لله تلقوا العلاج اللازم بالمستشفيات وغادروها في ذات يوم الحادث". وأضاف "حكومة المملكة تبذل كل ما في وسعها من أجل راحة ضيوف الرحمن، والخدمات المقدمة للحجاج ميسرة ودقيقة، عندما تأخذ بالأسباب التي تجنب وقوع الحوادث من خلال تسخير كل الامكانات المتاحة ووسائل السلامة والاحتياطات التي تحمي الحجاج من أي حادث سلبي ومع ذلك يقع الضرر ويقدر الله ذلك فهذا قضاء وقدر خارج عن إرادة الإنسان ولا يملك أحد القدرة على منعه".
مشاركة :