تحت إشراف الأستاذ الدكتور محبوب علي خان ، قسم اللغة العربية ، كلية جمال محمد ، تيريتشيرابالي ، تاميل نادو ، الهند، يعد الباحث السيد عبد الناظر كي بي رسالة الدكتوراه في “التأثير الاجتماعي والثقافي لأدب الرحلة في الأدب العربي، (مع نظرة خاصة لكتابات أشرف أبو اليزيد) Socio-Cultural Infمuence of Travelogue in the Arabic Literature , (with a special reference to Ashraf Aboul-Yazid). ويقوم السيد عبد الناظر كي بي الآن بتطبيق المنهج وتدوين منهجية البحث ومقاصده. يذكر أن كتابات أشرف أبو اليزيد في أدب الرحلة تشمل أربعة إصدارات هي سيرة مسافر (2008)، نهرٌ على سفر (2015)، قافلة حكايات مغربية (2017)، و(أيام دمشقية ) الذي صدر ربيع هذا العام ( 2021)، كما تضمن كتاب الباحثة سبينة ك (شعرية السرد في روايات أشرف أبو اليزيد) ملحقا للرحلات الكاملة للكاتب إلى مدن الهند. وضم (سيرة مسافر) 22 رحلة للمؤلف إلى 16 بلدًا في ثلاث قارات. وهو يقول في تقديمه للكتاب الذي صدر عن دار هفن بالقاهرة، في 380 صفحة، تحت عنوان: هذه الرحلات: من مصر إلى مصر: حين تسافرُ، لا تكتشف البشر، ولا تستكشف الأمكنة، بل تعيدُ اكتشاف ذاتك. بلدٌ تعلمك تذوَّق أنواع خاصة من الجمال، مدينة توقظ فيك الشعروآدابًا أخرى، نهرٌ يفيض من جسد الأرض ليتدفق في شرايين جسمك، فتُبعث من جديد، وناس يقولون لك من أنت، فيجيبون عن أسئلة تتأجج في صدرك منذ ألف عام وعام. أنت تبدأ دائمًا من مصر، وتعودُ إليها، عقلك التاريخ، وجسدك الحضارة، وعيناك الفنون، وحواسك الآداب، لذلك اخترت أن تكون فصول هذا الكتاب، سيرة مسافر، دائرة، تكتمل برحلة، فتبدأ أخرى. وكأنها الرحلة التي قال عنها محمد فريد قبل عقودٍ طويلة، في كتاب رحلاته للغرب والمغرب العربي: من مصر إلى مصر. لا يجمع بين فصول (سيرة مسافر) سوى الشغف بالرحلة، وعشق الحياة، والأمل في مستقبل تذوب فيه الحدود الجغرافية المصطنعة التي شيدتها السياسة دون أن تفلح في إقامةِ حدودٍ قسرية بين الأفئدة التي استقبلتني في الشرق والغرب، على حدِّ تعبير أشرف أبو اليزيد، الذي يرى إنه حين كانت اللغة تعسِّر التواصل حينا، كانت مفردات معجم الابتسامات تفتح أبوابا مغلقة هنا وهناك، وتيسر مهمة الرحالة في التنقل بين الشرق والغرب، بين النَّهْر والبحر، بين الوادي والجبل، بين الواحة والصحراء، بين المدن الكوزموبوليتانية، والقرى التي لم تمسَسْها نار العولمة. يقول المؤلف: حين تتعرقل الخطوات أمام شباك جوازات السفر. عندما يهدك القلق من تأخر الطائرة. حينما تستيقظ الليل بطوله انتظارًا لموعد. أو يدفعك مشهدٌ من فوق قمة صخرية إلى قراءة الشهادتين، ثم تعود آمنا، فتنسى ذلك كله، في لحظة تأمل ساكنة، ومشهد غروب موح، أو بين راحتي أثر عريق، أو في حضرة إنسان جليل. وحاول المؤلف في (سيرة مسافر) أن يجتاز بالكلمات عتبات المكرور، سعيا إلى توثيق العمارة التي يعدها شاهدًا على الحياة، لأنها تكشف ما يحاول الإنسان أن يخفيه، في بيوت العبادة، ومنازل السكن، ومراتع اللهو، ومرابع العمل وقلاع الدفاع عن الأوطان. كما سعى إلى تحليل مضمون المدوَّن بأقلام الشعراء والرواة، الشعبيين والرسميين، لتكتمل سيرة المكان بعيون المقيمين فيه والعابرين به، والمهاجرين إليه. والأهم هو محاولته ألا يقسو، ولو قسا المكان عليه، فما هو إلا عابر، وما هذه الصفحات سوى سيرة مسافر، وما المكان الخالد إلا صنيعة الإنسان المغادر. وقد استضافت مكتبة (البلد) في قلب القاهرة حفل توقيع (سيرة مسافر) خريف 2008، بحضور نخبة من الكتاب والفنانين والصحفيين وعشاق أدب الرحلة. استهلت سلسلة “كتاب العربي” المائة الثانية من إصداراتها الفصلية بكتاب في أدب الرحلة للشاعر والروائي أشرف أبو اليزيد، عنوانه: نهرٌ على سَفَر، يضم استطلاعات مختارا نشرت في مجلة “العربي”.”. في تقديمه للكتاب يرى الدكتور عادل سالم العبد الجادر، رئيس تحرير السلسلة، ورئيس تحرير مجلة “العربي”، أن المجلة منذ تاريخ إصدارها في عام 1958م تميزت باستطلاعاتها المصورة، ولا يستطيع القارئ الحصيف أن يُسمي القائمين على تلك الاستطلاعات بأنهم صحفيون أو مصورون، فالحقيقة تؤكد بأنهم رحّالة مستطلعون، ملأوا ذلك الفراغ الذي طالما لمسناه في أرفف المكتبة العربية، والخاص بالجغرافيا وأدب الرحلات، فكانوا استمرارا لخط ومنهج ابن بطوطة وابن جبير وياقوت الحموي وابن المجاور والهمذاني. ولا نبالغ حين نقول بأنهم تفوقوا على من سبقهم بحكم التقدم العلمي، حين أصبحت الصورة دليلا على هذا التفوق. ويستطرد قائلا: “إنّ المادة الاستطلاعية التي بين يديك –عزيزي القارئ- ما هي إلا روح مداد أحد أقلام محرري مجلة العربي، الذي جمع بين فن الرواية والشعر والأدب والفن، ذلك الجمع الذي أهله بأن يحوز جوائز عديدة أهمها جائزة “مانهي” للأدب عام 2014م في كوريا الجنوبية، و جائزة الصحافة العربية ، في الثقافة، من نادي دبي للصحافة، 2015 ، كما كرمته مجلة دبي الثقافية مرتين، كإعلامي وكشاعر، عامي 2009 و2013، مثلما كرمته جمهورية تتارستان، روسيا الإتحادية، مرتين، بدرع شخصية العام الثقافية لدوره في التعريف بالثقافة التترية (2012)، ودرع اتحاد الكتاب ومسرح الطفل للدمى، لترجمته عملين للشاعر عبد الله طوقاي كتبهما للأطفال ( 2013)، وفي استطلاعاته، يأتي أشرف أبو اليزيد ركنا للبناء الاستطلاعي في مجلة العربي، وذلك بعد د. أحمد زكي وسليم زبال وفهمي هويدي وعلى رأس قائمة من المستطلعين، من أهمهم: سليمان مظهر ود. محمد المخزنجي وصادق يلي ويوسف شهاب وأنور الياسين ومحمود عبدالوهاب ومصطفى نبيل ومحمد حسني زكي ود. محمد المنسي قنديل … كل أولئك المستطلعين وضعوا خبراتهم العلمية والعملية ليخرجوا مادة صحافية جمعت بين المعرفة والمتعة، لتكون هذه الاستطلاعات المجموعة في هذا السِّفر مرجعا للباحثين والدارسين جمعت بين المعرفة والمتعة. صدر (قافلة حكايات مغربية) ضمن سلسلة يوميات العربية عن (منشورات المتوسط) في ميلانو، و(دار السويدي للنشر والتوزيع)، أبو ظبي، وقد جاء في إهداء الكاتب: : أشعرتني خطواتي في المملكة المغربية أنني برفقة خيط من الحرير يغزل صورا في بساط ريح تحلق أطرافه على شواطيء البحر وعند أقدام المحيط وفي قلب الصحراء وأعلى قمم الجبال، وكأنني في درب عجائبي يسمح للأسطورة والتاريخ أن يتآلفا ويستأنسا الحياة معا. الرحلات التي يتضمنها هذا الكتاب ثمرة سفرات دامت أسابيع على مدار سنوات، تبدأ بالاستعداد للسفر، وتُستهل بأشهر مدنها كازابلانكا؛ الدار البيضاء، وتحيا بالتنقل برا بين شمالها وجنوبها، في وثبات يخفق القلب معها حين يسطر القلم ما يراه، حيا يستذكر التاريخ، وحاضرا يستشرف المستقبل، وفي خاتمة الإهداء كتب الرحالة: “رحلاتي في بلد أبي الرحالة العرب جميعا؛ ابن بطوطة، أقدمها مع باقة محبة إلى ذكرى الجد الأكبر لهذا الأدب العربي الفريد؛ أدب الرحلة، مثلما أهديها إلى حفدته، الذين وجدت عندهم صدرا رحبا أورثهم إياه الرجل الذي اتسع صدره للعالم، وأخص بالذكر محقق رحلاته العلامة الأكبر الدكتور عبد الهادي التازي. كما أنها باقة ورد أضعها عند عتبة بلد جميل، تدعم جسر المحبة بين المشارقة والمغاربة، وهو الجسر الذي نعتمد عليه ليكون رسالة تواصل بين التواريخ والأجيال والمستقبل المشترك.” عن (دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع) في الأردن، التي يديرها الفنان التشكيلي والشاعر محمد العامري، صدر في عمَّان كتاب (أيامٌ دِمشْقية) لأشرف أبو اليزيد، والذي تعتزم الدار المشاركة به بين إصداراتها الحديثة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، ضمن سلسلتها (سفر). الكتاب صممه العامري، ورسم غلافه الفنان السوري عصام الشاطر، وضم أسفار المؤلف على مدى أكثر من عقد في مدن سورية، منها العاصمة، وحلب، والقصير – حيث دارت معركة قادش – والرقة وغيرها. “كلما وصلتَ إليهَا، وعشتَ فيها، أحسستَ، يومًا بعد يوم، أنَّ المسافاتِ بين دُورها ودروبِها تضيق، حتى تتلاشى! فما كنت تقطعه بالأمس في ساعتين، تمشيه اليوم فلا يستغرق إلا دقائق، وما حاولت أن تستهدي المارة إليه في السابق، يدلك القلب عليه الآن، بعد أن صرتَ كائناً مغرمًا بخفته. ستظل تتسع بك الرؤى، وتضيق معك العبارات، حتى يأتي موعد السفر، فتدرك أنها صارت مثل قطعة في القلب، عزيزة عليك، ولك أن تختار، بين أن تتركها، أو تأخذها معك!
مشاركة :