تجدد القتال بين حركة «طالبان» وقوات الحكومة الأفغانية، أمس، في ولاية هلمند الجنوبية المضطربة، حسبما أفاد مسؤولون، مع انتهاء وقف لإطلاق النار مدته ثلاثة أيام اتفق عليه الطرفان بمناسبة عيد الفطر. وتصاعد العنف في وقت يمضي الجيش الأميركي قدماً بخطته لسحب جميع جنوده بحلول سبتمبر، ليطوي صفحة حملة عسكرية استمرت 20 عاماً في أفغانستان. وأفاد رئيس مجلس ولاية هلمند عطاء الله أفغان قائلاً: «بدأ القتال في وقت مبكر أمس، ولا يزال مستمراً»، بينما انتهت هدنة موقتة مدتها ثلاثة أيام. وأشار إلى أن عناصر طالبان هاجموا نقاط تفتيش أمنية على أطراف لشكر قاه وغيرها من المناطق. وأكد ناطق باسم الجيش الأفغاني في جنوب البلاد تجدد المعارك، بينما تحدّث مكتب حاكم هلمند عن مقتل 21 مقاتلاً من طالبان حتى الآن. بدوره، قال الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد: «هم القوات الأفغانية بدؤوا العملية.. ولا تحمّلونا المسؤولية». وتعهّدت الولايات المتحدة إنهاء أطول حرب في تاريخها، لكنها تجاوزت مهلة الأول من مايو لسحب كامل جنودها، وهو ما ينص عليه اتفاق وقّعته واشنطن مع «طالبان» مقابل ضمانات أمنية، وتعهد بالدخول في محادثات مع الحكومة الأفغانية. وأجّل الرئيس الأميركي جو بايدن موعد انسحاب جنود بلاده حتى 11 سبتمبر، أي بعد 20 عاماً من اجتياح الولايات المتحدة لأفغانستان، وإطاحتها بنظام «طالبان». وقتل عشرات آلاف الأفغان ونزح الملايين، جرّاء النزاع الذي سيطرت «طالبان» على أثره على أجزاء واسعة من البلاد. وقال الخبير المستقل في الشأن الأفغاني والمقيم في أستراليا نيشانك موتواني: إن طالبان تنظر إلى الانسحاب الأميركي على أنه «انتصار». وأضاف: «يمنح الانسحاب المتمرّدين إعلان انتصار، ويختتم قصة إزاحتهم عن السلطة وعودتهم إليها في النهاية، ويشير إلى أن الجمهورية الأفغانية في شكلها الحالي شارفت على نهايتها».
مشاركة :