تشهد الضفة الغربية منذ أكثر من أسبوع تصاعدا لافتا بحدة المواجهات الميدانية مع إسرائيل في الضفة الغربية تزامنا مع موجة التصعيد العسكري في قطاع غزة. وتحولت الحواجز العسكرية الرئيسية في مختلف مدن الضفة الغربية إلى نقاط تجمع يومي لمئات الشبان الفلسطينيين للتظاهر ورشق قوات الجيش الإسرائيلي بالحجارة والزجاجات الحارقة. وأعادت هذه التطورات بوتيرتها اليومية الحاصلة مشاهد غابت لسنوات في مدن الضفة الغربية للانتفاضة الشعبية الفلسطينية وحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي. وساهم في تفاقم الغضب الشعبي حالات القتل اليومي لشبان فلسطينيين خلال تلك المواجهات. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم (الأحد) عن وفاة فلسطينيين متأثرين بإصابتيهما برصاص الجيش الإسرائيلي أحدهما أمس والآخر يوم الخميس الماضي في كل من نابلس والخليل. وبحسب إحصائيات وزارة الصحة، قتل 21 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ تصاعد المواجهات اليومية مع الجيش الإسرائيلي في السابع من الشهر الجاري من بينهم فتى يبلغ من العمر (16 عاماً)، فيما أصيب ما يزيد عن أربعة آلاف أخرين. وحمل محمود العالول نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، إسرائيل مسؤولية التوتر الميداني المتزايد في كل الأراضي الفلسطينية. وقال العالول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الشعب الفلسطيني لا يمكنه البقاء صامتا في ظل "العدوان" الإسرائيلي في القدس من اعتداءات على المقدسات وتهجير السكان، وقطاع غزة الذي يشهد "مجازر" مروعة. وأضاف أن الرسالة الشعبية في الضفة الغربية "تؤكد أنه لا يمكن أن للشعب أن يقف مكتوف الأيدي أو صامتا في مواجهة الاحتلال وجرائمه التي يرتكبها في كل الأراضي الفلسطينية". وفضلا عن المواجهات اليومية فإن الضفة الغربية شهدت عدة عمليات إطلاق نار ودهس عند حواجز للجيش الإسرائيلي أسفرت إحداها عن مقتل إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين. كما لوحظ بوادر لعودة تجمعات مسلحة للعمل ضد إسرائيل بعد اختفاء الظاهرة منذ سنوات طويلة. وأصدرت عناصر مسلحة قالت إنها من "كتائب الأقصى" الذراع العسكري السابق لحركة (فتح)، بيانا أعلنت فيه النفير العام لعناصرها في الضفة الغربية متوعدة باستهداف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. وانطلقت مسيرة تقدمها مسلحون من مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية ثم جابت شوارع المدينة في مشهد لافت قبل يومين، وتم تداولها على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. من جهتها، سعت إسرائيل إلى محاولة احتواء التوتر في الضفة الغربية خشية فتح جبهة واسعة إضافية، بحسب مراقبين. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس السبت، بأن إسرائيل لا ترغب في التصعيد داخل الضفة الغربية، لكنها مستعدة لأي سيناريو محتمل. وقال الخبير العسكري من رام الله واصف عريقات، إن دخول الضفة الغربية على خط المواجهة مع إسرائيل يشكل تهديدا كبيرا لها ويزيد الموقف الفلسطيني قوة. وأضاف عريقات ل(شينخوا) أن "توسيع جبهة المواجهة بالنسبة لإسرائيل عبر دخول الضفة الغربية على خط المواجهة أمر مقلق لها كونه يشكل عبئا إضافيا على جيشها وأجهزتها الأمنية في وقت حرج". وشدد على أن "تفريق الفلسطينيين كان السلاح الأقوى، الذي تستخدمه إسرائيل منذ سنوات لإضعاف موقفهم، لكن ما يجرى في الضفة الغربية تزامنا مع أحداث غزة يعيد بث رسالة فلسطينية مضادة تماما". وشكل الغضب الفلسطيني، الذي أججته أسابيع من التوتر المتصاعد في شرق القدس فتيل سلسلة من المواجهات مع الشرطة منذ بداية شهر رمضان المبارك في منتصف أبريل الماضي. وزاد من تأجيج المواجهات التهديد بإجلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في شرق القدس لصالح جمعيات استيطانية. وقاد ذلك إلى تبادل متواصل لقصف صواريخ فلسطينية وشن غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 180 فلسطينيا وجرح ما يزيد عن 1200 آخرين.
مشاركة :