دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند يوم الأحد إلى بذل جهود دولية لإنهاء العنف الإسرائيلي-الفلسطيني المستمر. وقال في إحاطة لمجلس الأمن إن هذا التصعيد أسفر في الأسبوع الماضي عن نتائج مأساوية، مضيفا أن تكثيف الأعمال العدائية سيكون له عواقب وخيمة على الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. "لا يمكن أن نسمح بانزلاق الوضع إلى مزيد من الفوضى. يجب أن تتوقف الأعمال العدائية". وأكد وينسلاند أن المجتمع الدولي لديه دور حاسم ليلعبه وعليه أن يتخذ إجراءات الآن لتمكين الأطراف من التراجع عن حافة الهاوية. ورحب بالبيانات الصادرة عن أعضاء مجلس الأمن والجامعة العربية وغيرهم بهدف إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الحالية، كما أعرب عن تقديره للجهود التي بذلها قادة المجتمع الدولي خلال الأيام الماضية، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس وتهدئة التوترات ومنع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين. وقال "إننا نشهد مرة أخرى النتائج المأساوية للفشل في معالجة القضايا الجوهرية التي دفعت الصراع لعقود. ولا يزال المدنيون الفلسطينيون والإسرائيليون يتحملون المعاناة المصاحبة لدورات العنف والصراع المتكررة. ولن تتوقف دورات العنف هذه إلا مع حل سياسي للصراع، بما في ذلك معالجة وضع القدس وقضايا الوضع النهائي الأخرى، مع إنهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين على أساس خطوط 1967 وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات المشتركة، على أن تكون القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين". وقال "أكرر دعوتي لأعضاء اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، والشركاء العرب والدوليين الرئيسيين، وكذلك للقيادة الإسرائيلية والفلسطينية، إلى تعزيز الجهود للعودة إلى مفاوضات هادفة باتجاه تحقيق حل الدولتين القابل للحياة". وأوضح أن للإسرائيليين والفلسطينيين حق مشروع في السلامة والأمن. إن العنف الذي نشهده الآن غير مقبول وغير مبرر. وقال وينسلاند إن إطلاق حماس والمسلحين الآخرين العشوائي للصواريخ وقذائف الهاون من أحياء مدنية مكتظة بالسكان على مراكز السكان المدنيين في إسرائيل ينتهك القانون الإنساني الدولي ويجب أن يتوقف على الفور. ويجب عدم استخدام المناطق المدنية للأغراض العسكرية. وأضاف المنسق الخاص أنه يجب على السلطات الإسرائيلية الالتزام بمبادئ القانون الإنساني الدولي التي تحكم النزاع المسلح، بما في ذلك الاستخدام المتناسب للقوة، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية أثناء سير العمليات العسكرية، مكررا دعوته إلى تجنيب الأطفال أهوال الأزمة قائلا "لا ينبغي أن يكون الأطفال هدفا للعنف أو تعريضهم للأذى". ومنذ يوم الاثنين، أطلقت حماس وحركة الجهاد الإسلامي ومسلحون آخرون أكثر من 2900 صاروخ عشوائي من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية. وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن 9 إسرائيليين، بينهم 5 سيدات وطفلين ومواطن هندي، قتلوا فيما جُرح أكثر من 250 شخصا. وتوجه المدنيون في جميع أنحاء جنوب ووسط البلاد بشكل متكرر إلى الملاجئ. كما أطلق صاروخ مضاد للدبابات على مركبة بالقرب من السياج الحدودي لغزة، مما أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين. وردا على الهجمات الصاروخية الفلسطينية، نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 950 غارة على ما قال إنها أهداف للمسلحين. وحتى بعد ظهر يوم الأحد بالتوقيت المحلي، أفادت السلطات الصحية في غزة بمقتل 181 فلسطينيا، من بينهم 52 طفلا على الأقل، و31 امرأة وشخص واحد من ذوي الإعاقة، فيما أصيب 1200 شخص آخرون في هذه الضربات. وقال وينسلاند إن السكان حاولوا مرارا العثور على مأوى من الضربات، وقد نزح أكثر من 34 ألف شخص من منازلهم. وقال إن السياق المكثف والمغلق لغزة يجعل البحث عن مأوى أكثر صعوبة. ونتيجة للعمليات العسكرية، تعرضت 7 مصانع و40 مدرسة و4 مستشفيات على الأقل لأضرار كاملة أو جزئية. وتم تدمير 18 مبنى على الأقل، بما في ذلك 4 أبراج شاهقة بما في ذلك واحد يستضيف وسائل إعلامية دولية، وتضرر أكثر من 350 مبنى.
مشاركة :