أكد الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، وأستاذ القانون الدستوري وحقوق الإنسان، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية، تؤكد الدور الريادي لمصر باعتبارها بوابة القارة الأفريقية، والشقيقة الكبرى لدول الشرق الأوسط، مضيفًا أن تداعيات الأحداث الاقليمية سيكون لها جانب كبير من المناقشة والتباحث بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتوقع «الهضيبي»، أن الزيارة ستأتى بنتائج إيجابية مبهرة على الجانب الاقتصادى بين البلدين، وتحقيق مصالح مشتركة بين السوقين المصرية والفرنسية، ما يدعم في النهاية التبادل التجارى ويزيد من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية، ويفتح آفاقًا اقتصادية واستثمارية جاذبة تسهم في تأسيس المشروعات القومية الكبرى التى تقوم بها القيادة السياسية في مصر. وأضاف «الهضيبي»، أن مصر دولة حققت إنجازات اقتصادية في ظل ظروف غير مؤهلة للنمو الاقتصادي، بسبب انتشار جائحة كورونا المستجد في أنحاء العالم، لذلك تهتم الدول الأوروبية والأفريقية بالاستفادة من وجهة نظر الدولة المصرية ورؤيتها للاقتصاد الأفريقي، وكيفية تعزيزها من الناحية الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة، مع كيفية التصدي لأي معوقات قد تحدث في المستقبل، لافتًا إلى أنه لا يجرى أي لقاء أو مؤتمر مع الدول الأوروبية إلا إذا كان على هامشه بحث عن الفرص لتعزيز النمو الاقتصادي للقارة السمراء، لأن الاقتصاد الأفريقي غني بالفرص والعوائد الاقتصادية، إلا أن التسويق لها غير كافٍ ويحتاج إلى دعم أكثر من الدول التي تريد الاستثمار فيها. وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن المرحلة الانتقالية في السودان تعد مرحلة صعبة للغاية لأنها تأتي بعد 30 عام من حكم نظام البشير الذي أدخل السودان في متاهات عديدة ومن ثم غادر الحكم تاركًا البلاد منهارة على الصعيد الاقتصادي، نظرًا للحظر الموقع عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1993 بسبب إدراج السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، مضيفًا أنه سيكون هناك مساعي مصرية وتضامن من المجتمع الدولي من أجل إسقاط ديونها، والتي تعد خطوة مهمة للإعمار والتنمية وجذب الاستثمارات المختلفة للسودان. وتابع، «مصر استطاعت مساندة العديد من الدول الأفريقية منذ عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حتى في ظل التوترات لم تغب العلاقات المصرية بين القارة الأفريقية، كما ذكر التاريخ العديد من المحافل الدولية منذ أن تقلد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر». ولفت «الهضيبي»، إلى أن فرنسا ستحاول لعب دور الوسيط والميسر بين البلدان الأفريقية وأوروبا والهيئات الدولية، وخاصة الهيئات المالية مثل صندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي والعديد من الدول الأخرى، والبنوك العامة الدولية الأخرى التي تم دعوتها، خاصةً أن باريس فقدت الكثير من النفوذ في أفريقيا في السنوات الأخيرة في مواجهة النفوذ الأمريكي والصيني والروسي.
مشاركة :