بعد المعاناة من بداية محبطة في الموسم الحالي، انتفض بوروسيا مونشنغلادباخ بتحقيق انتصارين متتاليين في الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، لكنه الآن يتطلع إلى احتفال استثنائي بأول مباراة أوروبية على ملعبه منذ نحو 40 عاما عندما يستضيف مانشستر سيتي الإنجليزي اليوم في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا. ويخوض الفريقان مباراة اليوم بهدف استعادة التوازن بعد الهزيمة في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة حيث خسر مونشنغلادباخ أمام مضيفه إشبيلية الإسباني صفر – 3، فيما سقط مانشستر سيتي على ملعبه أمام يوفنتوس الإيطالي 1 -2. وصالح مونشنغلادباخ جماهيره بعد تلقي خمس هزائم متتالية في الدوري أسفرت عن استقالة لوسيان فافر من منصب المدير الفني، عندما حقق انتصارين متتاليين تحت قيادة مدربه المؤقت أندريه شوبرت. وقال شوبرت: «لقد أجرينا تغييرات بسيطة فقط. حللنا المباريات الماضية بالتفصيل، وتحدثنا بشأنها مع اللاعبين.. أدرك اللاعبون بالفعل ما حدث وتحلوا بالنقد الذاتي». وأضاف: «مثلما قلت من قبل، أجرينا تغييرات بسيطة جدا على ما كان خلال فترة وجد فافر. وبالطبع كنا محظوظين للغاية بأن تلك التغييرات عادت بالنفع بشكل فوري». وكان فافر تولى تدريب مونشنغلادباخ عام 2011 وأنقذ الفريق من شبح الهبوط حينذاك وقاده في الموسم التالي للدور التمهيدي لدوري الأبطال، لكنه أخفق في التأهل لدور المجموعات، لكن فافر واصل كفاحه حتى تأهل بالفريق إلى بطولة هذا الموسم. وفي الموسم الحالي تعثر الفريق بشكل كبير في بداية مشواره ليتقدم فافر باستقالته. وقال ماكس إبيرل مدير الكرة بمونشنغلادباخ: «أعرف أننا أصبحنا أكثر نجاحا في الأيام الأخيرة ولكن في الماضي القريب، كان (فافر) مدربا يستحق التقدير. يجب أن يذكر اسمه إلى جانب (هينيس) فايسفايلر و(أودو) لاتيك». وتعد المقارنة بمدربين مثل فايسفايلر ولاتيك إشادة كبيرة بفافر، حيث قاد كل منهما الفريق للتتويج في الدوري الألماني وكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا). ففي السبعينات من القرن الماضي، كان مونشنغلادباخ فريقا رائدا في الكرة الألمانية ويشارك بانتظام في المنافسات الأوروبية ولكنه ظل غائبا عن دوري أبطال أوروبا (الكأس الأوروبية سابقا)، منذ عام 1978. والآن انتهت مهمة فافر وبات شوبرت مطالبا بقيادة الفريق أمام مانشستر سيتي والمواجهات التالية. وقال شوبرت: «بالطبع نتطلع إلى المباراة، ستشكل تحديا كبيرا. أفضل شيء في كرة القدم هو أن تضع خطة ويمكنك تنفيذها على أرضية الملعب. إذا نجحت في ذلك، ستكون لديك الفرصة حتى في مواجهة منافس في أفضل حالاته». ورغم إنهاء الموسم الماضي في المركز الثالث بالبوندسليغا، أخفق مونشنغلادباخ في الاحتفاظ بلاعبيه البارزين، حيث انتقل ماكس كروز إلى فولفسبورغ وعاد كريستوف كرامر إلى باير ليفركوزن بعد انتهاء فترة إعارته لعامين. أما مانشستر سيتي فلا يعاني من مثل هذه المشكلات، فهو يحظى بالدعم، ليس فقط بأموال الاستثمارات الإماراتية، وإنما بالعائدات الضخمة من بيع حقوق البث التلفزيوني. واستطاع مانويل بيليغريني المدير الفني لمانشستر سيتي تعزيز صفوف الفريق مستفيدا من إنفاق صافي 100 مليون جنيه إسترليني (152 مليون دولار) خلال الصيف، حيث ضم رحيم سترلينغ من ليفربول وكيفن دي بروين من فولفسبورغ الألماني. ورفض شوبرت ترهيبه بفارق الإمكانات المالية الكبير بين الطرفين، ويأمل أن يواصل مونشنغلادباخ نتائجه المشرفة بالحفاظ على سجله خاليا من الهزائم على أرضه أمام الفرق الإنجليزية في البطولات الأوروبية. ويدرك شوبرت أن مهمته في قيادة الفريق مؤقتة خاصة بعد أن أكد مدير الكرة ماكس ايبرل أن ناديه مهتم بالحصول على خدمات مدرب أوغسبورغ ماركوس فينتسييرل من أجل خلافة فافر. وجاء تأكيد ايبرل عشية مواجهة مانشستر سيتي، ومشيرا إلى أن فينتسييرل، 40 عاما، يتمتع بسمعة جيدة خصوصا بعدما قاد أوغسبورغ الموسم الماضي لتحقيق أفضل نتيجة له في الدوري الألماني باحتلاله المركز الخامس، ما فتح الباب أمامه للمشاركة هذا الموسم في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ). ويرتبط فينتسييرل مع أوغسبورغ بعقد يمتد حتى 2019 ويبدو أن إدارة النادي غير قلقة من اهتمام مونشنغلادباخ بخدماته وهذا ما أكده رئيسه كلاوس هوفمان الذي قال: «لا يمكنني أن أمنع مونشنغلادباخ من مفاوضة ماركوس فينتسييرل. سبق لنا أن اختبرنا هذا الأمر مع شالكه الذي فاوضنا في مايو (أيار) ثم يونيو (حزيران)، لكنه (المدرب) قرر البقاء رغم العرض الكبير وأعتقد أن الوضع سيكون مشابها هذه المرة أيضا».
مشاركة :