يبدي المهندس صالح حفني الرئيس التنفيذي لشركة «حلواني إخوان» تفاؤله بالاقتصادي السعودي وقدرته على الصمود في مواجهة تأثيرات هبوط أسعار النفط التي ستحدث نوعا من التباطؤ في الاقتصاديات، مؤكدا أن الشركة مستمرة في تنفيذ خطتها للاستحواذ على شركة محلية وعربية في الصناعات الغذائية إضافة إلى البدء في تشغيل أضخم مجمع صناعي للشركة في مدينة جدة - غرب السعودية -. وقال المهندس حفني في حواره مع «الشرق الأوسط» إن الشركة نجحت في رفع مبيعاتها إلى أكثر من 300 مليون دولار، وإنشاء المجمع الصناعي الجديد في المدينة الصناعية في جدة باستثمارات تصل إلى 96 مليون دولار إلى جانب التوسع في إنتاج اللحوم من خلال مصنع الشركة في مصر، والبدء في إنشاء مصانع للدواجن. كما كشف عن خطة الشركة في الاستحواذ والتحديات التي تواجه القطاع الصناعي. وفي ما يلي نص حوار: * ماذا عن المشاريع الجديدة في شركة حلواني إخوان؟ - تقوم إدارة الشركة حاليا بالتركيز على البدء في تشغيل مجمعها الصناعي بالمدينة الصناعية وإغلاق الموقع الحالي كما تركز حاليا للبدء في تشغيل مصنع منتجات الدواجن في جمهورية مصر العربية ويتوقع البدء في الإنتاج نهاية العام الحالي، كما قام مجلس الإدارة أيضًا بإعادة دراسة الاستراتيجية المستقبلية للشركة لإدخال منتجات جديدة للأسواق خلال الخمس سنوات القادمة. * لماذا لم تعمل الشركة على تطوير منتجاتها فيما يخص طرح منتجات غذائية جديدة باعتبارها متخصصة في هذا الجانب منذ سنوات؟ - انصب تركيز الشركة خلال الخمس سنوات الماضية على إنشاء وتشغيل المجمع الصناعي ليكون نواة للبدء في طرح منتجات جديدة في الأسواق كما أن الشركة تدرس احتياجات السوق من المنتجات المطلوبة ووضعت خطة للخمس سنوات المقبلة تحتوي على المنتجات الجديدة التي سوف تطرح قريبا. * بكم تقدر حجم سوق صناعة الغذاء في السعودية؟ وهل هناك تحالفات أجنبية لديكم في هذا الجانب أي جانب التوسع في الأسواق؟ - يشكل السوق السعودي أكثر من 64 في المائة من حجم سوق الغذاء الخليجي في ظل ارتفاع القوه الشرائية لغالبية المستهلكين. وحسب آخر الإحصاءات فإن قيمة استهلاك الأغذية في السوق السعودي سنويًا تمثل نحو 59.7 مليار دولار وهناك شركات غذائية سعودية تسعى للتحالف مع شركات أجنبية مثل شركة «سالك» لتكوين منظومة عالمية هدفها الاستراتيجي هو تأمين الغذاء بأسعار منافسة للسوق السعودي لإنتاج مخزونات استراتيجية داخل البلاد وخارجها. * ماذا عن الاستثمارات المستقبلية التي تنوي الشركة تأسيسها في الداخل والخارج؟ وبكم تقدر تكلفتها؟ - التوسع الأفقي يقع ضمن أولويات الشركة واستراتيجيتها المستقبلية فقد تقدمنا بعرض ملزم ومشروط للاستحواذ على شركة الرشيدي الميزان المصرية وهي شركة مقفلة ويأتي ذلك في إطار استراتيجيتنا الهادفة إلى التوسع في مجال صناعة الأغذية وتعزيز حصتنا السوقية وستمول «حلواني إخوان - مصر» الصفقة من مواردها الذاتية وعبر تمويل مصرفي إسلامي. * ماذا تم بشأن بناء المجمع الصناعي للشركة؟ - تم الانتهاء من كافة أعمال مشروع المجمع الصناعي لمرحلته الثانية بنهاية عام العام الماضي وتم إطلاق التيار الكهربائي لكامل المشروع في بداية شهر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، كما تم البدء في تجربة تشغيل كافة مرافق المشروع في شهر يناير من العام نفسه. * ما أبزر التحديات التي تواجه القطاع الصناعي في السعودية ؟ - أصبح التصنيع وسيلة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولتنويع مصادر الدخل والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة ومواكبة تطورها، وفي ظل هذه المرحلة تخطو السعودية خطوات حثيثة وجدية نحو بدايات القرن الحادي والعشرين فإن التصنيع سيظل الخيار الاستراتيجي الأمثل لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية إلا أنه في ظل مناخ اقتصادي عالمي يتسم بالانفتاح وشدة المنافسة وسرعة وتيرة المستجدات الاقتصادية والتقنية المعلوماتية وغيرها من سمات العولمة، تبرز تلك التحديات التي تواجهها كافة القطاعات الاقتصادية حول العالم مثل القيود التي تفرضها بعض الدول على التصدير مما يرفع قيمة المنتج، وعدم الاستقرار والصراعات التي ألمت ببعض دول الشرق الأوسط بالإضافة إلى عدم توفر الكوادر الفنية المؤهلة. * هل هناك حلول لتطوير الصناعات التحويلية في السعودية؟ - تعد الصناعات التحويلية خيارًا استراتيجيا لتحقيق النمو الاقتصادي ولهذا فقد تبنت السعودية الكثير من خطط وبرامج التنمية الصناعية التي مكنتها من إقامة صناعات كثيرة ومتطورة في فترة زمنية قياسية وقد جاءت هذه الخطط والبرامج لتؤكد على أهمية القطاع الخاص في تحقيق التنمية. وقد منحت الحكومة السعودية اهتمامًا كبيرًا لقطاع الصناعات التحويلية خلال العقدين الماضيين حيث أقدمت على إقامة مجموعة من الصناعات التحويلية الأساسية التي تعتمد في إنتاجها على الموارد الأولية الرئيسية المتوفرة وقامت بتوفير الكثير من الحوافز لتشجيع هذه الصناعات وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فيها. * من المتوقع حدوث ركود اقتصادي في الفترة المقبلة.. كيف ستواجهون ذلك؟ - إن الحديث مستمر عن الركود الاقتصادي والسعودية ضمن المنظومة الاقتصادية العالمية ولكن التأثر لن يكون بنفس الحجم الذي قد تتأثر به بعض الدول لقوة نظامنا المصرفي ولكن مما لا شك فيه فإن انخفاض أسعار النفط سوف يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد السعودي. * سبق أن طالب الصناعيون بفصل وزارة التجارة عن الصناعة.. أين أنت من هذه المطالب؟ وما انعكاساتها على القطاع؟ - نعم كانت هناك مطالبات بأهمية إعادة فصل وزارة الصناعة عن التجارة وأجزم بأن الثورة الصناعية التي شهدتها السعودية بدأت عند إنشاء وزارة صناعة مستقلة وكان ذلك قرارًا حكيمًا وصائبًا وانطلقت به الصناعة على المستوى الذي وصلت إليه اليوم. ومع القرار التاريخي بإنشاء وزارة مستقلة للصناعة استطاعت وخلال فترة وجيزة وضع اللبنة الأساسية لصناعة البتروكيماويات من خلال تأسيس شركة سابك التي تصنف اليوم من كبريات الشركات العالمية في هذا المجال وبرز دور صندوق التنمية الصناعية في تبني التنمية الصناعية سواء للصناعات الأساسية أو التحويلية فازدهرت المدن الصناعية وعلى رأسها المدينتان العملاقتان الجبيل وينبع. * حدثنا عن تجربتكم مع تحويل الشركة العائلية إلى مساهمة وما مستقبل الشركات التي لم تتمكن من اتخاذ قرار التحول؟ - تحول الشركة العائلية إلى شركة مساهمة بات حاجة مُلحة، وضرورة اقتصادية لبقاء الشركة واستمراريتها، واستجابة لمتغيرات بيئتها الحيويّة لضمان وجود الشركات العائلية واستمرارها في البقاء والوصول إلى تمكين حقيقي من العمل في بيئة تجارية واقتصادية جديدة محلية وإقليمية وعالمية. وكذلك ضرورة توسيع إطار عضوية مجلس الإدارة، واستقلال المجلس، وتطبيق معايير الحوكمة وصولا إلى تمكين حقيقي للشركات العائلية في بيئتها الاقتصادية الجديدة، المحلية والإقليمية والعالمية. * كيف تقيمون دور صناعة المعارض الوطنية في السعودية؟ - المعارض الوطنية تتسم بدعم للصناعة الوطنية وتدفعها لمزيد من الريادة وتأكيد قوة جودتها أمام بعض الأحداث السلبية التي أثارتها بعض الصناعات والمنتجات القادمة من خارج البلاد والمنتج الوطني بات مطلوبًا بالتحديد من بعض الدول المجاورة والإقليمية وحول العالم لما يتمتع به من مصداقية في التصنيع وخامات معتمدة دوليًا وآمنة من حيث جودة المدخلات.
مشاركة :