أكّد عدد من المختصين خلال المنتدى الثاني متعدد التخصصات لسرطان الرئة بمنطقة الخليج أنه يمكن خفض معدل الوفيات بنسبة 30% إذا تم فحص 50% من المعرّضين للإصابة بمرض سرطان الرئة. وشدد الخبراء على أهمية دور تعزيز فحوص الكشف المبكر لدى المرضى المعرّضين لخطورة مرتفعة في خفض معدل الوفيات المرتبط بالمرض في منطقة الخليج العربي والتي تشمل المملكة ، حيث يحتل سرطان الرئة المرتبة السابعة بين السرطانات الأكثر انتشاراً على مستوى المنطقة، ويشكل حوالي 4.6% من جميع حالات السرطان. وفي السعودية، يعد سرطان الرئة هو السبب الرئيسي الخامس لوفيات السرطان، وهناك توقعات لارتفاع معدل الإصابة به بشكل كبير خلال العقد المقبل.ويتم حالياً تشخيص حوالي 60% إلى 80% من الحالات في منطقة الخليج العربي في مراحل متقدمة، مع انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات حتى 10 إلى 20%، وفي أكثر من 90% من الحالات، كان السرطان قد انتشر خارج الرئة عند التشخيص، ما يؤكد على ضرورة الفحص الدوري للأفراد المعرضين لمخاطر مرتفعة بهدف الكشف المبكر وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.وتشمل أبرز العوائق بطء التحول من مفهوم الصحة العلاجية إلى الصحة الوقائية، فضلاً عن الحاجة إلى برامج توعية مخصصة للكشف عن سرطان الرئة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية العامة والأولية. كما يجب توفير أنظمة مخصصة لاستدعاء الأشخاص المعرّضين لخطورة مرتفعة لإجراء الفحص.ويجري حالياً تطوير برامج واعدة وأكثر تكاملاً في العديد من دول الخليج، حيث يمكن لتقنيات التطبيب والتصوير الشعاعي عن بعد أن تحدث نقلة نوعية في الوصول إلى مرضى المناطق الريفية ممن لا يمكنهم زيارة المراكز المتخصصة في مرض السرطان.كما أصبحت تقنية تحليل التسلسل الجيني من الجيل التالي متاحة على نطاق واسع للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة في منطقة الخليج، حيث يعتمد المسح الرائد في مجال الطب الدقيق على تحليل الواسمات الجينية التي يمكن استهدافها بأدوية معينة داخل الورم.وقال الدكتور عبد الرحمن جازية، مدير البرنامج الدولي في مؤسسة سينسيناتي لاستشاريّي السرطان، أستاذ مساعد في طب الأورام في جامعة الفيصل، ورئيس المنتدى: "يأتي منتدى سرطان الرئة بعد إجماع الخبراء الإقليميين على ضرورة دعم علاج سرطان الرئة المتقدم في الخليج وتحسين تجربة المريض العامّة من منظور متعدد التخصصات، حيث أننا نشجع التعاون والبحث وتبادل المعرفة والتطوير المهني بين مجتمع أخصائيي سرطان الرئة في دول الخليج وخارجها.ومن جهته، قال الدكتور حميد الشامسي، مدير خدمات السرطان والأورام في مركز برجيل للأورام ورئيس جمعية الإمارات للأورام: "يعتبر سرطان الرئة من الأسباب الرئيسية للوفاة في منطقة الخليج العربي، ونحن ندرك أهمية الكشف المبكر في نجاح علاج سرطان الرئة، حيث يجب توسيع نطاق عمليات الكشف مع وجود بروتوكولات فحص وسبل رعاية واضحة.وقال بيتر رؤوف، مدير وحدة أعمال الأورام لشركة آسترازينيكا في دول الخليج: "يجمع المنتدى متعدد التخصصات لسرطان الرئة جميع الجهات المعنية لتغيير نهجنا في رعاية مرضى السرطان في منطقة الخليج، حيث يجب أن تتضافر جهود كافة أقسام نظام الرعاية الصحية لإحداث تأثير إيجابي في حياة المصابين بسرطان الرئة وتخفيف أعباء المرض في المنطقة، وأظهر المنتدى قدراتنا على التعاون لإثراء خبرات المجتمع الطبي في المنطقة وتقديم رعاية أفضل لمرضى سرطان الرئة وتحسين معدلات البقاء وجودة الحياة".وشارك في المنتدى نخبة من الخبراء الدوليين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برئاسة الدكتور عبدالرحمن جزية، مدير البرنامج الدولي في مركز سينسيناتي لاستشاريّ السرطان.وتناولت أجندة المؤتمر مواضيع متعددة تضمنت الفحص والكشف المبكر عن سرطان الرئة، وأهمية التحديد الدقيق لمرحلة المرض ودور الجراحة في المراحل المبكرة.وحظي المؤتمر الافتراضي بدعم جامعة الفيصل بالرياض والمجموعة السعودية لسرطان الرئة وجمعية الإمارات للأورام ورابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان ومركز سينسيناتي لاستشاري السرطان والمركز الوطني لعلاج الأورام بالمستشفى السلطاني. وأقيم المنتدى برعاية شركة آسترازينيكا.< Previous PageNext Page >
مشاركة :