كتب: وليد دياب أكدت الجمعيات السياسية البحرينية اعتزازها بالبطولات الملحمية والصمود الأسطوري لأبناء القدس الشريف وحي الشيخ جراح ضد جرائم الاحتلال، وكذلك المقاومة الباسلة لأبناء غزة وكل المدن الفلسطينية، وحيت الانتفاضة الشعبية الواسعة في القدس الشريف والتي اظهرت بجلاء الطاقات النضالية العظيمة التي يختزنها الشعب الفلسطيني، معتبرة ان هذه المقاومة الشعبية هي السبيل الوحيد لدحر الاحتلال الصهيوني واستعادة الحقوق الوطنية المغتصبة. وأشارت الجمعيات السياسية في بيان لها امس، إلى أن هذه الانتفاضة الباسلة توجه رسالة واضحة إلى إسرائيل وقواها العسكرية والأمنية ومستوطنيه، بأن مدينة القدس بحواضرها الشريفة تختصر قضية فلسطين بكل ابعادها الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية، وان مدينة القدس ليست عاصمة أبدية للشعب الفلسطيني فحسب، بل هي أيضاً أرض الإسراء والمعراج وحق أهلها بها غير قابل للتصرف وغير قابل للتفاوض على قسمتها، وإن محاولات الصهاينة اقتحام الأقصى ستسقطها قبضات المقاومين الذين يتصدون للعدو ويضعون الدفاع عن الأقصى بعتباته وحرمه وبواباته على مستوى الحياة أو الموت. ونظمت تنسيقية الجمعيات السياسية بمشاركة ثماني جمعيات سياسية «تجمع الوحدة الوطنية، والمنبر التقدمي، والتجمع الوطني الدستوري، والمنبر الوطني الإسلامي، والوسط العربي الإسلامي، والتجمع القومي الديمقراطي، والصف الإسلامي، والتجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي» مساء أمس وقفة تضامنية بمقر تجمع الوحدة الوطنية، وعبر الاتصال المرئي، بمناسبة الذكرى الـ73 لنكبة فلسطين، بمشاركة السفارة الفلسطينية بالبحرين واللجنة البرلمانية لمناصرة الشعب الفلسطيني والاتحاد النسائي وجمعية مقاومة التطبيع وعدد من الاتحادات العمالية، مؤكدين انه في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة وسبعين عاماً شرعت القوى الاستعمارية في تنفيذ جريمتها الكبرى على أرض فلسطين، حين قدّمت الضوء الأخضر للعصابات الصهيونية للمضي في تنفيذ مشروعها الإجرامي باغتصاب الأرض الفلسطينية من أهلها، وتشريدهم إلى بقاع الدنيا وإحلال المهاجرين الصهاينة في المدن والقرى الفلسطينية، ناهيك عما ارتكبته هذه العصابات من مجازر وسفك لدماء الفلسطينيين. وأشاروا في بيانهم الى انه إذ تمر هذه الذكرى الأليمة، فإن مشهد الصراع الفلسطيني الصهيوني يتكرر وببشاعة أكبر في ساحات الأقصى والحرم المقدس وحي الشيخ جراح ومدينة القدس، وفي غزة ورام الله وكل المدن الفلسطينية، حيث تقوم قوات الاحتلال ومعها قطعان المستوطنين باستباحة حرم الأقصى والاعتداء على المصلين الآمنين، مما تسبب في سقوط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى، علاوة على ارتكاب جرائم التطهير العرقي من خلال التهجير القسري وإخلاء 28 منزلاً يقطنها 500 مواطن فلسطيني في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة تمهيداً لإقامة وحدات استيطانية صهيونية. في الوقت نفسه يقوم الطيران الحربي الصهيوني بارتكاب المجازر الدموية في غزة وتدمير المنازل على الأطفال والنساء والشيوخ مما أسقط المئات من الشهداء والضحايا بحجة الرد على قيام المقاومة بقصف المدن المحتلة بالصواريخ نصرة لانتفاضة أبناء الأقصى وانتقاما من جرائم الاحتلال ضدهم. وطالب البيان من قوى الثورة الفلسطينية بأنه آن الأوان للخروج من دوامة الصراع على السلطة، والارتقاء بالعلاقات الوطنية الفلسطينية إلى مستوى التحدي المصيري الذي تخوضه الجماهير الفلسطينية ضد العدو الذي أطلق العنان لمستوطنيه للاعتداء على المصلين بالمسجد الأقصى للتعبد في شهر رمضان المبارك. كما استنكرت الجمعيات السياسية، المجتمع الدولي الذي بصمته وتغاضيه عن جرائم العدو الصهيوني بات يشكل غطاء دولياً لهذه الجرائم، مؤكدين انه من منطلق استشعارهم بمسؤولياتهم الوطنية والقومية، وانسجاما مع التاريخ البحريني المليء بالمواقف المشرفة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، وتعبيراً عن المواقف الشعبية العريضة لأبناء البحرين، فانهم يجددون في هذه المناسبة مواقفهم المبدئية التي لا تنازل عنها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في تحرير كامل أرضه المغتصبة، وفي الدفاع عن مقدساته وعن حقوقه التاريخية، داعين كل القوى والجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية للتعبير عن تضامنها مع الحقوق الفلسطينية بشتى الوسائل السلمية. وطالبت الجمعيات السياسية في هذه المناسبة الحكومة إلى إلغاء كل اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل وسحب السفير البحريني المعين في إسرائيل وطرد القائم بالأعمال الصهيوني في مملكة البحرين وكذلك وقف الرحلات الجوية والزيارات بكل أشكالها، وإعادة فتح مكتب مقاطعة إسرائيل. كما دعت كل الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل لاتخاذ نفس الخطوات، مطالبة النظام العربي الرسمي باتخاذ مواقف عملية جادة إلى جانب الحق الفلسطيني بعيداً عن البيانات الرسمية المتكررة والفارغة، مؤكدة أن الموقف العربي الرسمي يجب أن يتجاوز الاجتماعات وبيانات الشجب والادانة التي باتت تمثل في مجملها تخاذلا وتراجعا عن الالتزام بقضية العرب الأولى، وإن الشعب الفلسطيني بحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى دعم صموده ومقاومته، وليس الضغط عليه ودعوته للانصياع لشروط العدو الصهيوني في تكريس التسويات المهينة. كما حيت الجمعيات السياسية باعتزاز المواقف الأصيلة لشعب البحرين، والذي سيظل متماسكا وصلبا في دعمه ومناصرته للقضية الفلسطينية، واعتباره إياها قضية العرب الأولى. من جانبه أكد السفير الفلسطيني لدى مملكة البحرين طه عبدالقادر ان مملكة البحرين الشقيقة اختارت الوقوف مع الحق والإرث التاريخي والديني، وان الشعب البحريني عبر بمواقفه النبيلة عن انتمائه العروبي والديني والقومي والأخلاقي والإنساني. وأضاف ان شعب البحرين شعب أصيل، وعريق، وان فلسطين تحفظ له كل مواقفه القومية، قائلا: «لم نلق من شعب البحرين إلا كل تأييد، وها أنتم اليوم تكرسون ذلك، وهذا الشعب لا يمكن له أن يتخلى عن هذه العراقة والأصالة، وإن اختيار الوقوف مع الحق الفلسطيني هو حماية للهوية الوطنية البحرينية وحماية للهوية العربية الإسلامية لهذه المنطقة ولهذا الشعب، وحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وحماية أولاً وقبل كل شيء للمسجد الأقصى، والقدس درة التاج، فتحية للبحرين الشقيقة مليكاً وحكومة وشعباً. واكد ان العدو الإسرائيلي هو عدو للإنسانية والعدالة في للمنطقة، وهو أحد أهم أسباب تأخرها وتفككها ومحاصرتها، وهو أحد أهم أسباب الاضطراب والفوضى فيها، وان الوقوف مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد هذا العدو هو وقوف ودعم لصمود كل الشعب العربي، ولقاءكم هذا يؤكد صدق مواقفكم. وذكر ان الفلسطينيين هم في الخندق الأول للدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية والمسيحية وقضاياها وأمنها واستقرارها، وإن وجود دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية شرط للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، فالسلام يبدأ أولاً وأخيراً من فلسطين، قائلا: «إن دعمكم ووقوفكم من أجل هذا الهدف هو دعم للسلام والاستقرار حقاً، وهذه هي الوصفة الوحيدة للسلام والاستقرار، وهذه هي التسوية الوحيدة من أجل إقليم عربي يخلو من المشاكل والصعوبات الى حدٍ كبير، وإن أي تسوية لا تضمن وجود دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتواصلة مع عمقها العربي إنما هي تسوية قصيرة المدى ولن تؤدي الا الى مزيد من الاضطراب والعنف والحروب». ولفت السفير الفلسطيني الى ان الشعب الفلسطيني يجسد اليوم بصموده صورة لنضالات الأمة عبر الزمان، من خلال الدفاع عن المقدسات، وكذلك الأمر سيبقى ثابتاً في أرضه، ولن يرحل، ولن يرفع الراية البيضاء، ويراهن من خلالكم على عمقه العربي والإسلامي. وأفاد بان أكثر من 230 شهيداً وأكثر من 6000 جريح حتى الآن، عدد كبير منهم أطفال ونساء، سقطوا في كل انحاء الوطن في غزة والضفة ومدننا الفلسطينية في الداخل، الى جانب الدمار الواسع الذي ترونه على الشاشات يحدث من خلال الآلة العسكرية لدولة الإرهاب الإسرائيلي، وفي المقابل ستبقى غزة صامدة، والقدس شامخة، ولن نترك شعبنا وأهلنا في القطاع لجيش الاحتلال كي ينكل بهم ويقصف ويدمر ويقتل المدنيين والأطفال والنساء. وان الخسائر لدينا ولدى الاحتلال لا تقاس بالأرقام فقضيتنا ليست قضية تجارية وحسابية، إنها قضية حرية وحق وتقرير مصير ولأجلها يرخص الغالي والنفيس، وان أبناءنا في القدس وغزة واللد والرملة والضفة رسموا بصمودهم وتضحياتهم الجسام خريطة فلسطين من جديد. واكد انه لا رجعة عن مواقفنا بحماية الأقصى والمقدسات. وفي الذكرى الـ73 للنكبة نؤكد من جديد أن غدنا سيكون اجمل وأكمل، متوجاً بالنصر، وأن الاحتلال إلى زوال وإلى مزابل التاريخ، وستبقى القيادة الفلسطينية وشعبنا وفية للثوابت الوطنية، حتى تحرير أرضنا وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وطالب السفير الفلسطيني الادارة الامريكية الجديدة بعدم تعطيل دور مجلس الأمن المعني بحفظ الأمن والسلم العالمي وعدم إعاقة إصدار قرار بوقف الحرب والعدوان على شعبنا الفلسطيني. واعرب عن ثقته التامة بأن شعبنا الفلسطيني سينتصر على المشروع الصهيوني الزائل وستقام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها الأبدية القدس، متوجها بالتحية الى كل شعوب العالم التي تحركت وتضامنت مع الشعب الفلسطيني ورفعت علم فلسطين في جميع انحاء المعمورة وتعمل على فضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الصابر الأعزل، مطالبا شعوب العالم بتكثيف فعالياتها الجماهيرية وبمزيد من الضغط على صناع القرار لإلزام دولة الاحتلال بالتراجع عن ارهابها بحق المدنيين وباحترام حقوق الإنسان والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية. من جهته قال النائب إبراهيم النفيعي رئيس اللجنة البرلمانية لمناصرة الشعب الفلسطيني في كلمة له إننا نتابع بقلق واهتمام بالغين، التطورات الوحشية التي تشهدها الساحة الفلسطينية من الاعتداءات الاسرائيلية المؤثمة على الشعب الفلسطيني الشقيق، مخالفة كل القرارات الشرعية والمواثيق الدولية، وتتخطى بمشاهد الهدم والقتل كل الاتفاقيات والعهود التي تضمن للفلسطينيين الحق في العيش الآمن، وفي بلدهم المستقل، المبني على اتفاقية 1967. وأضاف ان هذه الجرائم وهذا القتل، والمحاولة المستمرة لطمس هوية القدس، والمسجد الأقصى، ودولة فلسطين، والمحاولة المستميتة لاقتلاع الفلسطينيين من جذروهم الأصلية، ومن أماكن سكنهم، واحيائهم العربية التي تحمل تاريخهم وتاريخ آبائهم واجدادهم، تستدعي التحرك الدولي والأممي العاجل، لوقف ما يحدث في ارض فلسطين، من تصفية جسدية وتاريخية، ومنع جر المنطقة الى الحروب والفوضى. واكد النائب النفيعي من منطلق الواجب الأخلاقي والإنساني ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول الكبرى على وجه الخصوص، المسؤولية التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يواجه يومياً، مساء وصباحاً، التنكيل والذبح والاستيلاء على الأرض والأملاك والهوية، من دون وجه حق، في سابقة لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً، مؤكدا ايضا التمسك بكل الحقوق الفلسطينية، وتمسك مجلس النواب بمواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وتمسكه بمناصرة الشعب الفلسطيني الشقيق. كما شارك في الفعالية عبر الاتصال المرئي من القدس المحتلة كل من الناشط الشبابي كرمل رحيمي، وسلوى هديب عضو المجلس الثوري لحركة فتح، مؤكدين استمرار الشعب الفلسطيني في نضاله بعزيمة وإصرار مستمدا قوته من دعم الشعوب العربية له. ووجهت هديب الشكر إلى الشعب البحريني على تنظيم تلك الفعالية الداعمة للفلسطينيين، مضيفة ان الشعب الفلسطيني مستمر في المقاومة بكل ما اوتي من قوة لأن هذا هو حقه طبقا للقوانين الدولية، وان القدس ستظل عصية على الانكسار، معربة عن تمنياتها ان تكون الشعوب العربية يدا بيد مع الشعب الفلسطيني حتى نصد هذا الاحتلال الغاشم، موجهة شكرها إلى نساء البحرين على دعمهن من اجل حماية المرأة الفلسطينية. وطالبت هديب بضرورة توفير حماية دولية على قطاع غزة، مشيرة الى انه على إسرائيل إعادة اعمار قطاع غزة لأنها السبب في دماره وان تفك الحصار على القطاع الذي استمر 17 عاما. بدوره اختتم الشيخ د. عبداللطيف المحمود رئيس الهيئة المركزية لتجمع الوحدة الوطنية الفعالية بكلمته، مؤكدا ان انتفاضة العشب الفلسطيني سيكون لها مردودها في صالح القضية الفلسطينية، مشيرا ان المسجد الأقصى هو بداية نهاية دولة الفساد والافساد، موجها رسالة الى الشعب الفلسطيني انه لا يأس مع الحياة، وان ما نراه اليوم في فلسطين هو جزء من القانون الإلهي للتمحيص، مبينا انه اذا كانت دولة الاحتلال تعمل على تهويد القدس وفلسطين، فإن الروح الإسلامية التي تحترم جميع الأديان والاجناس والألوان هي التي ستقضي على الصهاينة وفسادهم وإفسادهم، ويسعد الناس جميعا بالحياة الطيبة الامنة. وأضاف: إننا نذكر الشعب الفلسطيني الا تنتظروا من الدول التي تعمل على تمزيق الشعب الفلسطيني والدول العربية والاسلامية، ان تقف معكم، ولكن وحدوا صفكم وتمسكوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا يسعى النصر إليكم.
مشاركة :