دمر القصف الإسرائيلي أمس مبنى في قطاع غزة يقع بجوار برج دمرته، وسط استمرار القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية. واستهدفت الغارات الإسرائيلية «عمارة الأوقاف» القريبة من برج المهند الذي دمرته في وقت سابق في غرب غزة. كما أكدت وسائل إعلام فلسطينية، أنه تم استهداف مبنى يتبع وزارة الداخلية في حكومة حماس قرب برج المهند بغزة. كذلك، استهدفت إسرائيل «عمارة الشوا» مقابل «مجمع عيادة الرمال» الذي يضم مقر الصحة في غزة وسط أنباء عن سقوط ضحايا وجرحى. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مبان في غزة بـ6 صواريخ. وقتل جيش الاحتلال صباح أمس قياديا في سرايا القدس ضمن سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة على قطاع غزة التي بدأت فجرًا وما زالت مستمرة منذ أسبوع سقط فيه أكثر من 200 شهيد في المواجهة الدامية بين الفصائل الفلسطينية المسلحة، لا سيما حركة حماس وإسرائيل رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف التصعيد. فليل الأحد الاثنين أغار طيران الاحتلال عشرات المرات على قطاع غزة الفقير والمحاصر. صباحا، أعلن مصدر في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة استشهاد قائد لواء الشمال في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة حسام أبو هربيد في غارة استهدفت سيارته. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان استهداف أبو هربيد وقال إنه كان قائدا في المنظمة أكثر من 15 عاما وكان وراء عدة هجمات صاروخية مضادة للدبابات ضد إسرائيليين وقاد باستمرار إطلاق صواريخ ضد إسرائيل وإطلاق نار على جنود الجيش. وتسببت الغارات التي هزت مدينة غزة بانقطاع التيار الكهربائي بحسب ما أفاد أحد صحفيي وكالة فرانس برس. ولحقت أضرار بمئات المباني بحسب ما ذكرت السلطات المحلية. وزعم جيش الاحتلال في بيان أمس أنه استهدف تسعة منازل تستخدم «لتخزين الأسلحة» عائدة لقادة كبار في حركة حماس. وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضا «مترو الأنفاق» أو شبكة أنفاق حركة حماس. وبحسب الجيش فإن 54 طائرة مقاتلة قصفت أنفاقا بطول 15 كيلومترا، وقال الجيش في وقت سابق إن جزءا منها يمر في مناطق مدنية. وقالت منى القمع وهي من سكان غزة «شعرت بأني أموت. على نتنياهو أن يدرك أننا مدنيون ولسنا عسكريين». ورصد مراسلو فرانس برس صباح أمس أعمدة ضخمة من الدخان الرمادي تتصاعد من مصنع «فومكو» للاسفنج شرق مخيم جبالبا. ووفق بيان للدفاع المدني فإن المصنع استهدف «بقذائف فسفورية حارقة وقذائف دخانية أدت إلى اشتعال حرائق كبيرة داخل المخازن كونها تحتوي على مواد سريعة الاشتعال». وأتت الغارات الإسرائيلية الجديدة في وقت سجلت في قطاع غزة المحاصر منذ 2006، الأحد أعلى حصيلة يومية منذ بدء جولة العنف الجديدة مع سقوط 42 شهيدا فلسطينيا من بينهم ما لا يقل عن ثمانية أطفال وطبيبان بحسب ما ذكرت وزارة الصحة المحلية. ومنذ العاشر من مايو استشهد 200 فلسطيني بينهم ما لا يقل عن 59 طفلا، وجرح أكثر من 1305 أشخاص بحسب ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية. أما في الجانب الإسرائيلي فقتل عشرة أشخاص وأصيب 294 في إطلاق صواريخ من قطاع غزة. وفي غزة، قالت وزارة الأشغال إن «أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية تضررت جراء العدوان المستمر بينها 800 دمرت كليا». من جهتها، قالت شركة كهرباء غزة إن كميات الوقود المتوافرة كافية «ليومين أو ثلاثة كأقصى حد»، وإن خسائر الشركة جراء القصف بلغت ثمانية ملايين دولار. وأشارت وزارة التربية والتعليم إلى «تضرر نحو 35 مدرسة حتى اللحظة». أما وزارة الزراعة فأعلنت خسائر أولية «تفوق 20 مليون دولار». وأكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة لوكالة فرانس برس فرار أربعين ألفا من منازلهم التي دمرت أو ألحقت بها الأضرار. وقال ابو حسنة إن الوكالة الدولية فتحت لهم 48 مدرسة وهي تخشى من انتشار فيروس كورونا و«الوضع خطير جدا». وأطلقت الفصائل المسلحة ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي أكثر من 3100 صاروخ باتجاه إسرائيل منذ بدء العدوان الدامي على غزة يوم 10 مايو. وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف المحتل بحسب ما أعلن جيشه الأحد مشددا على أن الدرع الصاروخية «القبة الحديدية» اعترضت جزءا كبيرا منها. وأعلنت الجهاد إطلاق مزيد من الصواريخ في اتجاه تل أبيب إذ أطلقت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل أمس وعلى الحدود مع قطاع غزة على وجه الخصوص. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن مسعفيها قدموا العلاج الطبي أمس لعشرة جرحى في مدينة عسقلان بينهم ثلاثة أصيبوا بشظايا الزجاج المحطم. وفي كلمة الأحد، اصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار العمليات العسكرية ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة. وأضاف مبررا الضربة التي دمرت برجا من 13 طابقا يضم مكاتب قناة الجزيرة القطرية ووكالة «اسوشييتد برس» الأمريكية للأنباء: «كان هدفا مشروعا بالكامل» مشددا على أنه يستند إلى معلومات لأجهزة الاستخبارات. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أمس إن واشنطن طلبت من إسرائيل توضيح «مبرر» الضربة، داعيا إسرائيل والفلسطينيين إلى «حماية المدنيين» والأطفال. من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية إسماعيل هنية في مقابلة له مع صحيفة الأخبار اللبنانية ان «قوة المقاومة متعاظمة» وهي «تمثل اليوم الرصيد الاستراتيجي للمشروع الوطني الفلسطيني وفي قلبه القدس». وقال: إن «المعركة القائمة أثبتت للعالم كما للصهاينة أن القدس ليست مسألة عابرة وانها مركز القلب في المشروع الوطني الفلسطيني، ونجحت في إعادة توحيد الشعب الفلسطيني على كل أرض فلسطين التاريخية». وأفاد الجيش أنه تم قصف منزلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية في قطاع غزة يحيى السنوار وشقيقه محمد رئيس الخدمات اللوجستية والقوى العاملة في الحركة باعتبارهما من ضمن «البنية التحتية العسكرية لمنظمة حماس». وأكدت مصادر أمنية فلسطينية الغارة من دون معرفة مصير السنوار. وأججت قضية حي الشيخ جراح حيث يتهدد عدد من العائلات الفلسطينية خطر إخراجها من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، النزاع وأدت إلى التصعيد الحالي الذي توسعت دائرته لتشمل المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والمدن التي يعيش فيها يهود وفلسطينو الداخل. واستشهد في الضفة الغربية منذ الاثنين قبل الماضي 15 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية. وشهدت القدس الشرقية المحتلة حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين على أثر صدامات في أحياء عدة ليل الأحد. أمس دعت اللجنة المركزية لحركة «فتح» إلى إضراب شامل في الضفة الغربية اليوم انسجاما مع لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل التي دعت هي أيضا إلى إضراب شامل «ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني».
مشاركة :