رغم الحرب الباردة التي تدور معاركها بين الشركات المطورة لأنظمة التشغيل الخاصة بالأجهزة الذكية، خاصة بين نظامي أندرويد وiOS، إلا أن "هواوي" فتحت جبهة جديدة في هذه المعركة، بدخولها سوق أنظمة التشغيل عبر نظام تشغيلها الجديد HarmonyOS الذي تم تصميمه كنظام تشغيل لإنترنت الأشياء IoT. وبعد إتاحة نظام التشغيل الجديد HarmonyOS من "هواوي" للمستخدمين سيتحول المشهد التقني إلى معركة أكثر ضراوة بين الشركات الثلاث، في محاولة كل منها الحصول على الشريحة الكبرى من المستخدمين، وذلك بحسب ما ستوفره من مزايا وتطبيقات لمستخدميها. ويأتي تصميم النظام الجديد من "هواوي" كنتاج مشروع صبور بعيد النظر يهدف إلى توقع احتياجات مستخدمي "هواوي" في عصر إنترنت الأشياء المقبل، وقد يكون هذا الصبر على وشك أن يؤتي ثماره، حيث بدأ نظام تشغيل HarmonyOS في رؤية التطبيق في مجالين واجهت فيهما صناعة إنترنت الأشياء اختناقات. وحددت "هواوي" العوائق التقنية التي تحول دون تنفيذ نظام إنترنت الأشياء موحد وسهل الاستخدام، بما في ذلك بيئات الأمان المعقدة وعوامل شكل الأجهزة المختلفة واعتبارات الأداء، وتم تشبيه التحدي المتمثل في ضمان أمان الشبكة في عصر إنترنت الأشياء المقبل بالحراسة الدائمة فوق كومة من الرمال الرخوة، نظرا للعدد الهائل من الأجهزة التي يجب تتبعها ومدى تعرضها. وتواجه أجهزة إنترنت الأشياء مجموعة جديدة تماما من تحديات أمان الشبكة، وظلت الهواتف الذكية موجودة منذ فترة طويلة لدرجة أنها طورت مجموعة من تقنيات الأمان الناضجة، بما في ذلك التحقق من كلمة المرور واستشعار بصمات الأصابع والتعرف على الوجوه، على عكس الهاتف، الذي يقوم المستخدمون عادة بقفله وإلغاء قفله عشرات، إن لم يكن المئات، من المرات كل يوم، يتفاعل المستخدمون بشكل مباشر مع أجهزة إنترنت الأشياء بشكل أقل كثيرا. على سبيل المثال، نادرا ما يغير الأشخاص إعدادات الكاميرات المنزلية والمفاتيح الذكية، يقوم عديد من الأشخاص بتعيين كلمة مرور بسيطة يسهل تذكرها عند إعداد الجهاز لأول مرة، إذا قاموا بتعيين كلمة مرور على الإطلاق. جانب آخر من أجهزة إنترنت الأشياء التي تجعلها مختلفة عن الهواتف هو أن عديدا منها لا يحتوي على شاشة، لذلك يتعين على المستخدمين التفاعل مع أجهزة إنترنت الأشياء عبر جهاز آخر. هذا العصر يستدعي نظام تشغيل جديدا تم تصميمه من "هواوي" كنظام تشغيل من شأنه أن يحقق التوازن الضروري بين الاتصال والأداء واستهلاك الطاقة والأمان، وتهدف "هواوي "على الأرجح إلى إحداث فرق كبير في قطاع إنترنت الأشياء من خلال تحقيق التوافق مع مجموعة متنوعة من الأجهزة. إضافة إلى ذلك، فقد طورت تقنية موزعة بناء على رؤى الصناعة وأعوام تراكم التكنولوجيا في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا. وهناك اتجاهان تقنيان رئيسان في صناعة إنترنت الأشياء هما الاتصال المحسن وإمكانات الجهاز المحسنة، لنرى كيف ترتبط نقاط قوة "هواوي" باتجاهات الصناعة هذه، وكيف وجهت تطوير نظام تشغيل HarmonyOS ليوفر اتصالا محسنا، حيث يتخطى النظام الحواجز المادية للأجهزة ويربطها من خلال تطبيق واحد، وحاليا، تستخدم الأجهزة ذات العلامات التجارية المختلفة بروتوكولات اتصال مختلفة، ولتوصيلهم، تحتاج "هواوي" إلى إقناع الشركات المصنعة بالانضمام إلى نظام تشغيل HarmonyOS البيئي، ثم تقديم الدعم الفني الكافي لتقليل عبء العمل على المطورين المسؤولين عن جعل هذه الأجهزة المصنعة متوافقة مع نظامها الجديد. كما يعمل نظام HarmonyOS على تحسين قدرات الجهاز، حيث يحظى الذكاء الاصطناعي الآن بتقدير كبير من قبل صناعة إنترنت الأشياء، ستؤدي إضافة شاشة وكاميرا وشريحة ذكاء اصطناعي على كل جهاز إلى زيادة تكاليف الإنتاج حتما، وفي بعض الحالات قد تكون باهظة الثمن، وتوفر تقنية نظام تشغيل HarmonyOS الموزعة حلا فريدا يمكن جميع الأجهزة عبر الإنترنت، بما في ذلك أجهزة الحواسيب والتلفاز والهواتف المحمولة، من مشاركة إمكاناتها وتصبح وحدة متكاملة. من الناحية الفنية، يقوم HarmonyOS بعمل افتراضي لإمكانات كل جهاز ويضعها في تجمع موارد القدرة المشتركة، ما يسمح للتطبيقات باستدعاء قدرات الأجهزة المطلوبة من خلال النظام، وفي هذه البنية، يمكن دمج إمكانات الأجهزة وإعادة تجميعها حسب الضرورة، كما يمكن للتلفاز استخدام لوحة مفاتيح الحاسوب المحمول، ويمكن للتطبيقات المثبتة على الهاتف الاستفادة من إمكانات جهاز تلفاز أو مكبر صوت ذكي بسهولة استخدام إمكانات الهاتف نفسه، وذلك لتصبح جميع الأجهزة الفردية للمستخدم جهازا فائقا موحدا، فمع نظام تشغيل HarmonyOS، تستفيد "هواوي" من نقاط قوتها ورؤاها لتوصيل الأجهزة بسلاسة وتعزيز قدرات الأجهزة، ما يمهد الطريق أمام ابتكار إنترنت الأشياء.
مشاركة :