يستهدف المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة، التابع لمكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الأحساء، دفع عجلة التنمية في مضمار الزراعة، من خلال رفع كفاءة الإدارة المزرعية لدى المزارعين؛ لتعظيم أرباحهم، من خلال تنويع مصادر الدخل، وتكامل العملية الإنتاجية في قطاعات الزراعة الرئيسية «المحاصيل الزراعية سواء كانت فاكهة أم خضراوات، تربية الحيوانات المزرعية، تربية النحل وإنتاج العسل»، بما يضمن استقلال مساحة المزرعة، وإدارة مواردها بصورة مثالية تحقق الربح المنشود لدى المزارعين.نماذج حديثةأكد مدير عام مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالأحساء م. إبراهيم الخليل أن المركز يعمل على دفع عجلة التنمية، من خلال نماذج حديثة للزراعة، تعتمد على إدارة المياه، وتطبيق الممارسات الزراعية السليمة، وإحلال أصناف وسلالات ذات مردود اقتصادي محل الأخرى ذات المردود البسيط، مع الحفاظ على التوازن فيما بين أشجار النخيل والفاكهة والخضراوات المحمية والمكشوفة.تحقيق التكاملوأضاف إن المركز اهتم بإيجاد مساحة لتربية النحل، وإنتاج العسل؛ لتحقيق التكامل مع قطاع الزراعة، خاصةً أن النحل له أهمية معروفة في تلقيح الأزهار.وأشار إلى اعتماد نموذج حديث للحظائر الحيوانية ذي تكلفة منخفضة نسبيًا، ويوفر بيئة مثالية لتربية وإنتاج الحيوانات المزرعية؛ لتكون رديفًا للقطاع الزراعي ومكملة له.وأكمل: «من هنا يمكن القول إن المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة يقدم النموذج الحي للمزرعة المتكاملة والمتوازنة في إنتاجيتها وفق أحدث التقنيات الزراعية».تحسين الممارساتوقال م. الخليل: افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة بتاريخ 1436/5/7هـ، بحضور وزير البيئة والمياه والزراعة، كأول مشروع من نوعه، ليس في المملكة العربية السعودية فحسب، بل في الشرق الأوسط؛ لتحقيق رؤية إرشادية حديثة ومبتكرة تعتمد على إقناع المزارعين بتبني أحدث الأساليب الزراعية وتحسين الممارسات الزراعية للاستفادة القصوى من كافة الموارد المتاحة في المزرعة.صعوبة الإقناعولفت إلى أن المعضلة الرئيسية لأجهزة الإرشاد في العالم أجمع، تتمثل في صعوبة إقناع المزارعين بالتخلي عن موروثهم الزراعي الذي عرفوه ومارسوه واقتنعوا به، إلى طرق وأساليب أكثر حداثة؛ لتحسين المدخلات في المزرعة، من خلال تنوع الإنتاج واختيار السلالات ذات المردود الاقتصادي العالي، ومعرفة الاحتياجات المائية والسمادية المثلى للمحاصيل.عدة قطاعاتوأكد تجهيز مزرعة مقسمة إلى عدة قطاعات تضم الأشجار ذات الميزة النسبية في واحة الأحساء، وترك مساحات لحقول الخضراوات المكشوفة، وبيوت محمية، وبطبيعة الحال تم تجهيز مشتل لإنتاج الشتلات وزراعة البذور، وإنشاء منحل لتربية النحل وإنتاج العسل؛ لدور النحل في التلقيح.تقليل الهدرمن ناحيته، قال مدير إدارة الشؤون الزراعية بمكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالأحساء م. نبيل الوصيبعي: يتكون المركز الإرشادي من عدة قطاعات تتكامل فيما بينها لتقدم أنموذجا للمزرعة المتكاملة، ومنها قطاع الإنتاج الزراعي، الذي يستهدف إيصال فكرة أن تطبيق الممارسات الزراعية السليمة يحقق أعلى مردود اقتصادي من زراعة أشجار الفاكهة نتيجة الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، وتقليل الهدر في النفقات والمصاريف، ومن ثم تعزيز الإيرادات.حقول النخيلوأشار إلى أنه يوجد في المركز عدة حقول للنخيل، كل حقل منها يمتاز بميزة يرغب المركز في تسليط الضوء عليها للمزارعين، سواء من حيث اختلاف مسافات الزراعة، أو التنوع في الأصناف، أو في إحلال أصناف عالمية ومحلية مثل المجدول «المجهول» والصقعي محل بعض الأصناف المحلية ذات المردود الاقتصادي الأقل.ميزة نسبيةوتابع: توجد في المركز حقول أشجار فاكهة والتي تتماشي مع الميزة النسبية لمحافظة الأحساء وهي النخيل والليمون البنزهير والتين والرمان والعنب والتوت وكلها أصناف محلية «حساوية» مزروعة قديما والذي بدأ بعضها فعلا بالاندثار.استمرارية الإنتاجوعن حقول الخضراوات، قال: «يحوي المركز عددًا من الحقول المخصصة لزراعة الخضراوات المكشوفة والمحمية لضمان استمرارية الإنتاج من الخضراوات طوال العام بما يتلاءم مع احتياجات السوق مع مراعاة تطبيق الدورات الزراعية والتركيز والتنوع في الحقول وعدم التركيز على نوع واحد لضمان تنوع مصادر الدخل وتجنب تقلبات الأسواق».طراز حديثوتحدث عن قطاع الثروة الحيوانية، بقوله: «يتشكل هذا القطاع من حظائر مبنية على طراز حديث يراعي فيه الاحتياجات اللازمة للحيوانات من مساحة وتغذية وتهوية بحيث تكون الحظيرة الظروف المثالية قدر الإمكان لتهيئة الظروف الصحية والبيئة المناسبة لتكاثر وإنتاج الحيوانات وهي أحد المصادر المهمة في اقتصاديات أي مزرعة حديثة».وأكمل إنه يوجد في المركز نوعان من الحظائر، أحدهما مخصص لتربية الأبقار، والآخر لتربية الأغنام والماعز المحلية المتأقلمة مع الظروف المحلية.النحل والعسلوبيَّن م. الوصيبعي أن من الأمور المهمة، التي يحرص المركز على وجودها، هو المنحل، فوجود النحل مهم جدًا لتلقيح المحاصيل المختلفة، ويوفر كميات جيدة من العسل بالإمكان بيعها وتعظيم المردود الاقتصادي للمزرعة.وقال: إن إدارة المياه في الزراعة في بلد صحراوي يعاني من قلة الموارد المائية أمر في غاية الأهمية، ليس للمزارع فقط، بل للدولة ككل، فتوفير المياه بشكل دائم للتنمية الزراعية التي هي أحد أهم روافد الاقتصاد في أي بلد في العالم من أولى أولويات أي بلد.برامج استباقيةوأشار إلى قطاع وقاية المزروعات والمكافحة الحيوية، المسؤول عن صحة وسلامة النباتات، من خلال متابعة الوضع الصحي للنبات، بحثًا عن وجود ظواهر مرضية أو آفات حشرية، مع وضع برامج استباقية في حال التنبؤ بظهور آفة معينة، نتيجة الخبرات السابقة، أو وجود مؤشرات توحي بذلك مثل الرطوبة العالية وغيرها.وتابع: تمتد خدمات هذا القطاع للمزارعين، حيث تتم الاستجابة لطلبات المزارعين لتشخيص بعض الآفات أو الأمراض لديهم من خلال العيادة النباتية الملحقة بالمركز، وما بها من تجهيزات تساعد على التعرف على الأمراض النباتية وتقديم التوصيات والاستشارات للمزارعين بهذا الخصوص.برامج تدريبيةوشدد على أن قطاع التدريب يضع البرامج للمتدربين، سواء كانوا مزارعين أم موظفين أم طلاب جامعات أم طلاب مدارس؛ لتعريفهم بأحدث التقنيات الزراعية، وأفضل الممارسات الزراعية والحيوانية، التي تعقد في قاعات تدريبية مجهزة، لتلقي الجانب النظري بينما يستكمل الجانب العملي في المركز، وأضحى المركز قبلة للزوار والمتدربين.ورش إرشاديةوعن المهام الخاصة بقسم المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة، قال م. الوصيبعي: ينفذ المركز مهاما خاصة، ومنها تنفيذ ورش إرشادية للمهتمين بالزراعة والنحل، التي تعقد داخل وخارج المركز، واستعراض النتائج الزراعية نظريًا وميدانيًا، وتقديم أيام حقلية تطبيقية؛ لتدريب المزارعين على أهم الطرق المثلى في عمليات الخدمة المقدمة في الزراعة على النخيل والحمضيات والتين والعنب على مدار العام حسب مواعيد تقديم الخدمات الزراعية.وأشار إلى استقبال المزارعين حضوريًا وهاتفيًا، وإرشاد المزارعين بالطرق الحديثة لخدمة النخيل وطرق تسميدها، وشرح مميزات وفوائد زراعة المحاصيل الخضرية داخل البيوت المحمية في غير موسمها، بما يساهم في زيادة الإنتاجية ورفع العائد المادي، إضافةً إلى إرشاد المزارعين عن الاستخدام الأمثل لعمليات الري للمحاصيل، وحثهم على استخدام الطرق الحديثة.دعم مباشروأكد إرشاد النحالين، وتقديم الخدمات والدعم الفني المباشر لهم، وحثهم عن أهمية الكشف على مناحلهم، مرة على الأقل أسبوعيًا، والقيام ببعض الأعمال المهمة، ومنها: إقامة أيام حقلية خاصة بأنشطة وحدة المنحل بشكل دوري تهتم بالأمراض التي تصيب المنحل والفرز، والتطريد «التقسيم»، والتسكين، والمشاركة في المعارض والمحافل الرسمية.
مشاركة :