تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا ومارينا كوفالينكو؛ وغيورغي دفالي في "كوميرسانت" عرضا للمواقف الرسمية والشعبية في العالم من الحرب المحتدمة بين إسرائيل والفلسطينيين. وإليكم نص المقال: تجاوز تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حدود منطقة الشرق الأوسط. فالاشتباكات بين أنصار إسرائيل وفلسطين تدور في شوارع مدن أوروبا وأمريكا الشمالية. والقادة السياسيون أيضا لا يقفون متفرجين، فكثير منهم لا يخفون تعاطفهم. يجب أن تُرفع أعلام إسرائيل على ساحات قلعة براغ - كرمز "للدعم والتضامن الصريحين (مع إسرائيل) في الصراع الذي أشعله الإرهابيون". ذلك ما قاله السكرتير الصحفي لرئيس جمهورية التشيك جيري أوفتشيك، أمس الاثنين، على صفحته على موقع تويتر. وقد رفعت الأعلام الإسرائيلية فوق مكتب رئيس الدولة، وفوق مباني وزارة الخارجية ودوائر أخرى الأسبوع الماضي، لتحل مؤقتا محل أعلام الاتحاد الأوروبي. وقال الرئيس ميلوس زيمان، الأحد، في مقابلة مع محطة الإذاعة التشيكية "الموجة الأولى": "إنني أتعاطف مع إسرائيل". تم الأمر نفسه في النمسا، حيث تم رفع العلم الإسرائيلي على سطح منزل المستشار سيباستيان كورتس، بالإضافة إلى مبنى وزارة خارجية البلاد. وذلك كله يُعلَّل بأن "الهجمات الإرهابية على إسرائيل تستحق أشد الإدانة". لهذا السبب، تم إلغاء زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى فيينا. وتشير وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية إلى أن الأعلام الإسرائيلية رفعت أيضا فوق مباني الحكومة السلوفينية وبرلمان ولاية هيس الألمانية وفوق مكتب حاكم نورمبرغ (ألمانيا)، وكذلك فوق مبنى بلدية دنيبر الأوكراني. وبناء عليه، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، 25 دولة على حسابه في تويتر على تضامنها مع بلاده. تشمل القائمة ألبانيا وأستراليا والنمسا والبوسنة والهرسك والبرازيل وبلغاريا والمجر وألمانيا وغواتيمالا وهندوراس وإيطاليا وكندا وقبرص وكولومبيا وهولندا وباراغواي ومقدونيا الشمالية وسلوفينيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروغواي وجمهورية التشيك وليتوانيا وجورجيا وأوكرانيا ومولدوفا. لطالما ساد الاعتقاد في إسرائيل بأن أوروبا تميل نحو الفلسطينيين، على الرغم من أن القادة السياسيين بشكل عام حاولوا موازنة تصريحاتهم. لكن مع بداية قصف الأراضي الإسرائيلية تحولت النبرة. في العاشر من مايو، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من الاشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في القدس. هذا الموقف لم يتغير، وكذلك موقف بروكسل السلبي من الاستيطان الإسرائيلي. كما أدان الاتحاد الأوروبي تدمير الطائرات الإسرائيلية برج الإعلام في غزة، حيث مكاتب وسائل الإعلام الدولية، وبينها وكالة أسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية. ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي ليس في عجلة من أمره لانتقاد الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة. بل "أدانت المستشارة (الألمانية) مرة أخرى بشدة استمرار الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل وأكدت لرئيس الوزراء (نتنياهو) تضامن الحكومة الفيدرالية مع إسرائيل وشددت على حقها في الدفاع عن النفس"، بحسب تعليق ممثل الحكومة الألمانية ستيفن زايبرت، الاثنين، على المحادثة الهاتفية بين ميركل ونتنياهو. وبحسبه، أعربت المستشارة عن أملها في إنهاء الأعمال القتالية عاجلا، "على ضوء سقوط العديد من المدنيين على الجانبين". ويبدو أن موقف بروكسل سيتضح اليوم: سيجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عبر النت لمناقشة تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهنا، تجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق أكثر من 3300 صاروخ على إسرائيل خلال أسبوع، وقتل عشرة أشخاص. فيما أسفر قصف غزة عن مقتل نحو 200 شخص بينهم 58 طفلا. وبينما تحاول بروكسل صياغة موقف موحد، فإن الشارع الأوروبي تبنى في الغالب موقفا مؤيدا للفلسطينيين، مع الأخذ في الاعتبار الجاليات الضخمة من المهاجرين من البلدان الإسلامية، وكذلك الحركات الفوضوية واليسارية المتطورة، وتحولت الاحتجاجات في بعض المدن من معاداة إسرائيل إلى معاداة السامية. في برلين وحدها، نزل حوالي 5000 شخص إلى الشوارع لدعم فلسطين. وفي باريس وبعض المدن الفرنسية الأخرى، حظرت السلطات التظاهرات، ومع ذلك، تظاهر هناك أكثر من 20 ألف شخص وحدثت اشتباكات مع الشرطة. كما نظمت مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في بروكسل ومدريد وأثينا وأمستردام ولندن. وجرى نشاط صغير مؤيد لإسرائيل في هلسنكي. وفي كندا، اضطرت الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع للفصل بين أنصار فلسطين وإسرائيل. أما في نيويورك، فسارت الأمور بسلام بفضل وقوف الشرطة بين المتظاهرين رافعي العلم الفلسطيني من جهة ورافعي العلم الإسرائيلي من جهة أخرى. أما في أمريكا اللاتينية، فهناك ثلاث دول انحازت سلطاتها بشكل لا لبس فيه إلى فلسطين. فقد انتقدت وزارة الخارجية الأرجنتينية إسرائيل بسبب "الاستخدام غير المتناسب للقوة". وكتب وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز على حسابه في تويتر: "كوبا تدين بشدة القصف الإسرائيلي العشوائي للسكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وكذلك استمرار دعم الولايات المتحدة لهذه الجرائم". وأضاف نظيره الفنزويلي خورخي أرياس: "يجب على العالم أن يطالب بإنهاء هذه الدورة الجديدة من العنف الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني". بينما في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي تعاطف القادة أكثر مع إسرائيل. وكانت تبليسي الأوضح في دعم إسرائيل. فكتب وزير الخارجية الجورجي ديفيد زلكالياني على حسابه في تويتر، في الحادي عشر من مايو، أن تبليسي "تدين بشدة أعمال العنف والهجمات الصاروخية التي يتعرض لها المدنيون"(الإسرائيليون) فهي "تقوض السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها". وتحدث رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي بشكل أكثر تحفظا وأقرب إلى التعاطف، فكتب في تويتر: "سماء إسرائيل مليئة بالصواريخ. بعض المدن مشتعلة. هناك ضحايا. أصيب كثيرون. هناك العديد من المآسي الإنسانية. من المستحيل أن ننظر إلى هذا كله دون حزن وأسف. يجب وقف التصعيد فورا من أجل حياة الناس". بالإضافة إلى ذلك، جرت وقفات تضامن محدودة مع إسرائيل في أوكرانيا وجورجيا. وكان عنوان الوقفة، الأحد، أمام السفارة الروسية في كييف، صاخبا: "روسيا = حماس: يهود أوكرانيا والقوميون مع إسرائيل". ورفع المشاركون ملصقات تقول "إسرائيل، نحن معك" و"روسيا قاتلة الديمقراطية". المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب تابعوا RT على
مشاركة :