قائد تاريخي للهلال جمع المجد من جميع أطرافه، عاش في فترة البطولات والمنجزات في الفريق الأزرق في حقبة تاريخية هي الأفضل، عرف عنه القيادة والصرامة داخل الملعب إبان قيادته للهلال قبل اعتزاله، وهو الأمر الذي استمر بعد تركه الكرة وظهوره فضائياً من خلال حدة الطرح والصراحة وتقديم الواقع كما هو بلا رتوش. قائد الهلال السابق فيصل أبو ثنين يتحدث عن ديربي العاصمة فنياً في الفترة الحالية وفي فترات ماضية، ويقلب أوراق التاريخ في مواجهات الهلال والنصر، وأبدى ثقته الكبيرة بالمدرب سامي الجابر مطالباً بعدم الحكم المبكر على عمله حتى لا يؤثر ذلك سلباً، كل ذلك في حوار خاص مع "الاقتصادية" تحدث فيه عن قضايا عدة: في البداية حدثنا عن ديربي الهلال والنصر في الفترة الحالية مقارنة بالأجيال الماضية ؟ مباريات الهلال والنصر ديربي تاريخي فقط لأن الديربي الفني انتهي قبل عشر سنوات أو 15 سنة، لكن الاهتمام الجماهيري والإعلامي مستمر ولا يمكن أن يتوقف رغم أن الفارق الفني بين الفريقين كبير جداً في السنوات الأخيرة خصوصاً أن الهلال هو الثابت بين الأندية في مسألة المنافسة الفنية، لأنه نافس النصر والاتحاد والشباب والأهلي في سنوات مضت والفتح أيضاً في الموسم الماضي، وهو دليل على علو كعب الهلال مقارنة بالأندية الأخرى لأنه ظل قوياً طوال السنوات الماضية. هل ستكون مباراة اليوم مفصلية في مسألة عودة التنافس بين الهلال والنصر على الصعيد الفني؟ النصر تحسَّن بشكل ملحوظ في الجانب الفني بعد أن تعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين سواءً المحليين أو الأجانب، لكن هذه المباراة لن تكون مفصلية في المنافسة الفنية والتاريخية بين الفريقين، إضافة إلى أن الدوري في بدايته ولا يمكن أن تكون مؤثرة في مشوار الفريقين في الفترة المقبلة، إلا أن الفائدة ستكون محصورة في الجانب النفسي لأن الفريق الفائز سيتقدم بالنقاط في صدارة الترتيب وهو الأمر الذي سيعطيه دافعا أكبر لمواصلة المشوار، وفي رأيي أن الهلال أقرب للفوز من النصر لتميزه في الأداء الهجومي وبالذات في ظل المستويات التي يقدمها البرازيلي تياقو نيفيز وناصر الشمراني. ما رأيك في ما يقدمه النصر في الفترة الحالية؟ وهل هو قادر على تحقيق البطولات؟ نادي النصر يحتاج إلى الصبر لأن فترة ابتعاده عن البطولات طويلة جداً، ومن الصعوبة أن يطالب الفريق حالياً بتحقيق البطولات لأن ذلك قد يهدم كل العمل الذي تقدمه إدارة نادي النصر، لكن في رأيي أن عودة النصر للمنافسة بحد ذاتها تعتبر إنجازا. لننتقل بالحديث نحو الهلال، خلال الفترة الماضية كثرت الأحكام سواءً بالنجاح أو الفشل للمدرب سامي الجابر، ما رأيك في عمله حتى الآن؟ أتمنى ألا يتم إصدار الأحكام المستعجلة على سامي الجابر حتى لا يدخل في دائرة الضغوط الجماهيرية والإعلامية، ومن الظلم الحكم عليه من خلال الفترة الماضية لأنه أشرف على الفريق في تسع مباريات فقط ويعتبر في بداية حياته التدريبية، ولا يمكن أن يتم الحكم عليه من الناحية التكتيكية ولمساته على الفريق حتى الجولة الماضية، ومع الأسف هناك من يضع سامي الجابر تحت المجهر من الآن وهم أناس لا يحبون الخير له ويريدون فشله في أقرب وقت ممكن، لذلك على الجميع أن يجعل سامي الجابر يعمل بالشكل الصحيح دون ضغوط أو أحكام في بداية عمله مع الفريق. بحكم معرفتك بالمدرب سامي الجابر ومزاملتك له مع الفريق، هل هو قادر على النجاح في العمل التدريبي؟ أثق كثيراً بشخصية المدرب سامي الجابر كمدرب للفريق وأنه يملك شخصية المدرب الناجح، ونثق كثيراً بأنه يملك الكثير من الناحية الفنية والتكتيكية من خلال مشواره الطويل في الملاعب سواءً يوم أن كان لاعباً ثم تحوله إدارياً، إضافة إلى أنه يملك طموحا كبيرا سيساعده على النجاح بإذن الله. ما مدى رضاك عن أداء الهلال في الموسم الحالي من ناحية الانسجام والتماسك؟ في الموسم الماضي انتقدت أداء الفريق لأنه لم يكن قويا من الناحية التكتيكية والتنظيمية داخل الملعب، في الموسم الحالي الهلال يقدم أداء جيدا لكنه لم يصل للكمال أو قمة المستوى وهذا أمر طبيعي لأننا في بداية الموسم. ومع مرور المباريات يتبين الكثير للجهاز الفني بقيادة المدرب سامي الجابر خصوصاً أن بعض الأجانب لم يظهروا بالشكل المطلوب حتى الآن مما يصعب الحكم على أداء الفريق. إذاً في رأيك متى يتم الحكم على مدى نجاح الأندية من الناحية الفنية؟ الحكم يكون غالباً في نهاية الموسم حين تحدث الإصابات لدى اللاعبين وبالتالي يتضح مدى نجاح الفريق في تجاوز هذه الأزمة لأن بداية الموسم تشهد تكامل العناصر وهذا الأمر بالتأكيد لن يستمر إلى نهاية الموسم، إضافة إلى ضغط المباريات وأهميتها لأن مباريات آخر الموسم غالباً تكون مهمة خصوصاً للأندية التي تنافس على عدة جبهات لذلك فإن الحكم الواضح والبعيد عن العاطفة يكون في نهاية الموسم حينها تستطيع تقييم أداء الفريق بأكمله لأن ظروف الإصابات والإيقافات والضغوط البدنية والنفسية يتم الاعتماد عليها في تقييم عمل الأجهزة الفنية لكل الأندية.