أظهرت بيانات حكومية أمس أن التجارة بين الكوريتين الجنوبية والشمالية بدأت تعود تدريجيا لمعدلاتها الطبيعية عقب استئناف العمل في مجمع كايسونج الصناعي المشترك في مدينة كايسونج الواقعة على الحدود الكورية الشمالية في أيلول (سبتمبر) الماضي. وبحسب "الألمانية"، فقد ذكرت وزارة الوحدة أن حجم التجارة بين الكوريتين بلغ 152.15 مليون دولار أمريكي الشهر الماضي، ويعادل هذا المبلغ 80.9 في المائة من إجمالي حجم التجارة الثنائية في الشهر نفسه من العام الماضي. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن مسؤول حكومي أن الصادرات ارتفعت مع دخول كميات كبيرة من المواد الخام ومواد الإنتاج وإمدادات الطعام في الوقت الذي يستعد فيه مجمع كايسونج للعمل بكامل قوته، الذي تم تعليق العمل فيه في نيسان (أبريل) الماضي في ظل تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية وتم استئناف العمل فيه في أيلول (سبتمبر) الماضي. يذكر أن التجارة بين الكوريتين مقصورة على المجمع بسبب منع جميع أنشطة التبادل الاقتصادي الأخرى منذ أيار (مايو) عام 2010 بسبب قيام كوريا الشمالية بإغراق سفينة حربية كورية جنوبية في آذار (مارس) 2010. ويضم مجمع كايسونج الذي يعد نتاجا رئيسيا لأول قمة بين الكوريتين في 2000، رأس المال الكوري الجنوبي والتكنولوجيا والعمالة الكورية الشمالية الرخيصة من أجل إنتاج الملابس والأدوات المنزلية والساعات، ويمثل هذا المشروع مصدر دخل رئيسيا لكوريا الشمالية. من جهة أخري، تعتزم كوريا الشمالية إنشاء 14 منطقة جديدة للتنمية الاقتصادية تقع إحداها على الحدود الصينية سعيا إلى اجتذاب المستثمرين الأجانب، ومنها إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في بعض مناطق سينويجو في مقاطعة شمال فيونجان. ولكوريا الشمالية حاليا أربع مناطق اقتصادية خاصة، تشمل جزيرتي هوانجومبيونج وويهوا، ومجمع كايسونج الصناعي، ومنطقة جبل كومجانج وراسون. من جانبها، اعتبرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية هذا الإعلان مؤشرا إلى نية بيونج يانج فتح المنطقة أمام الاستثمارات الأجنبية، خاصة بعد أن تبنى البرلمان الكوري الشمالي قانونا حول مناطق التنمية الاقتصادية يشتمل على تسهيلات ضريبية للمستثمرين الأجانب.
مشاركة :