تُعد قضايا النقد الأدبي كثيرة، ولكننا في الوقت الراهن نعاني أزمة في النقد الأدبي لاسيما نقد الرواية أو القصة، أو حتى نقد الشعر، وعن أسباب تراجع الحركة النقدية المصاحبة للأعمال الأدبية في وقتنا الراهن، تفتح "البوابة نيوز" هذا الملف الهام، والمتعلق بحركة النقد في مصر والوطن العربي، والتي من شأنها أن تكون هي النبراس الذي يهتدي به الكتاب والأدباء لخلق جيل جديد يعي أهمية وقيمة الأعمال الأدبية التي تعبر عن ثقافته وموروثة الثقافي وهويته العربية. وفي هذا الصدد يقول الدكتور يوسف نوفل أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس، والرئيس الشرفي للنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز":" في الحقيقة أن النقد الأدبي على المستوى العربي ككل لا يعيش أزهى عصوره، وقد نكون فيما يشبه الانتكاسة، فإذا رجعنا إلى مهمة النقد والناقد منذ الأزل نجد أنها أولًا. إن المبدع هو أول ناقد لنصه، من خلال التلقيح والمعاودة، فكانت القصيدة تظل تحت يد مؤلفها قرابة العام، فالنقد يدين بالأساس إلى المؤلف الأدبي". ولفت إلى أن الفلاسفة هم أساس النظريات في التنظير الأدبي والنقدي مثل كانت وديكارت وهيجل وغيرهم، وفي مصر نجد أن زكي نجيب محمود هو أكبر ناقد أدبي، وفؤاد زكريا وغيرهم الكثير، ومن المعاصرين نجد الدكتور شاكر عبد الحميد – رحمة الله عليه-، وإذن فالنقد قديمًا وحديثًا نابع من أصابع وعقول الفلاسفة، لماذا ؟ لأنه مرتبط بالموضوعية والمعيارية، وحين يصاب النقد بزلزال ويتزحزح عن الموضوعية والمعيارية فهو ليس نقدًا لأنه سينجرف في مساوئ النفعية أو الذاتية أو الأهواء والمصلحة، فعندما يسقط النقد في هوة من تلك الهوات السحيقة فهو ليس نقدًا، وآفة النقد في عالمنا العربي وفي مصر – مع الأسف الشديد – في بعض جوانبه يتمثل في بعده عن الموضوعية وغرقه في النفعية أو المصلحية، أما إذا احتمى النقد في حصن الرؤية الفلسفية أي في يد الفلاسفة فإنه يكون أقرب إلى الموضوعية من أي شيء آخر، بدليل أن كل آراء الفلاسفة النقدية صائبة، وما أحلى تحليل النص الشعري عند زكي نجيب محمود، وما أحلى المقالات النقدية النفسية عند شاكر عبد الحميد أو سعيد توفيق. مختتمًا: "فإذن إن آفة النقد الأدبي الآن أنه ابتعد عن الموضوعية والمعيارية والقيمية إلى المصلحية والذاتية والعاطفية".
مشاركة :