التعاون بين مدريد والرباط على المحك بسبب وجود زعيم بوليساريو في إسبانيا

  • 5/19/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انعكس قرار إسبانيا استقبال زعيم جبهة بوليساريو على العلاقات بين إسبانيا والمغرب لا سيما على صعيد مكافحة الهجرة غير القانونية، وفق ما يقول محللون في وقت يسجل تدفق آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة الإسباني. وأعرب المغرب عن استيائه حين تسرب خبر وجود ابراهيم غالي في إسبانيا. وأكدت بوليساريو يومها أنه يتلقى العلاج من كوفيد-19، لافتة إلى أن وضعه الصحي "لا يثير القلق". ورغم أن وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا أكدت أن إسبانيا وافقت على استقبال غالي "لاسباب بحت انسانية"، ابلغت الرباط الى مدريد "عدم تفهمها" و"انزعاجها" مطالبة ب"يوضيحات". ولا يزال وصول غالي (71 عاما) إلى ذغسبانيا لغزا كبيرا رغم مرور نحو شهر على ذلك. وذكرت صحيفة "إل باييس" أن غالي وصل في 18 نيسان/أبريل في طائرة طبية تابعة للرئاسة الجزائرية هبطت في قاعدة جوية في شمال البلاد. ويبدو أنه وصل باِسمه الحقيقي ولكن مع جواز سفر دبلوماسي. ولا ريب أن الجزائر هي التي أصدرت هذا الجواز رغم عدم تأكيد ذلك. ومذاك، يرقد غالي في مستشفى في لوغرونيو (شمال) باِسم مستعار بوصفه مواطنا جزائريا. لكن قرار مدريد استقبال غالي لم يمر مرور الكرام بالنسبة إلى الرباط، وخصوصا أن بوليساريو تطالب باستقلال الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه. ويذكر اينياسيو سيمبريرو الصحافي الإسباني المتخصص في الملف بأن لإسبانيا "تقليدا عريقا في استقبال شخصيات أو عائلاتها" تأتي من دول تعاني نظاما صحيا متقادما بهدف تلقي العلاج. ويعتبر أيضا أن إسبانيا قد تكون اعتقدت أنها قادرة على إبقاء وجود غالي على أراضيها طيّ الكتمان. المغرب غاضب من إسبانيا لاستقبالها زعيم البوليساريو ويصف الفعل بالجسيم والمخالف لروح الشراكة والجوار الخارجية الإسبانية: مدريد قدّمت للرباط "التفسيرات المناسبة" لاستقبال زعيم البوليساريو المحكمة الاسبانية العليا تنفي استدعاء زعيم جبهة البوليساريو استدعاء زعيم البوليساريو للمثول أمام القضاء الإسباني في الأول من حزيران/يونيو وبوصفها قوة استعمارية سابقة، بذلت إسبانيا ما في وسعها لتبدو في موقف محايد، متجنبة خصوصا دعم قرار الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر، فيما كان دونالد ترامب لا يزال في البيت الأبيض، الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. ويوضح سيمبريرو أن "إسبانيا تدعم المغرب بمقدار كبير من الحذر"، و"ما يزعج السلطات المغربية" أنها لا تقوم بذلك علنا، لافتا إلى أن وصول غالي إلى إسبانيا فاقم أزمة بين البلدين كانت أشبه بجمر تحت الرماد. وفي رأيه أن غاية الرباط هي استخدام هذه القضية لإجبار إسبانيا على تغيير موقفها في شكل يُحاكي المصالح المغربية. ويبدي برنابيه لوبيز أستاذ التاريخ العربي المعاصر في جامعة مدريد المستقلة الرأي نفسه، واصفا وجود الزعيم الانفصالي على الأراضي الإسبانية بأنه "هدية مثالية إلى المغرب" وذريعة مثالية "لتبرير ممارسة مزيد من الضغط" على مدريد. يرى العديد من المحللين أن التعاون بين الرباط ومدريد في مجالات حيوية عدة بالنسبة إلى إسبانيا، من مثل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات أو الهجرة غير القانونية، يمكن أن يتأثر بهذا الخلاف. ويقول ايساياس بارينيادا أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي في مدريد أنه في كل مرة يقع خلاف حول الصحراء الغربية "يزداد فورا عدد المهاجرين الوافدين". والعام الفائت، تمكن نحو 23 الف مهاجر إفريقي من الوصول إلى جزر الكناري، أي ثمانية أضعاف العدد الذي سجل العام 2019. وخلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، بلغ عدد المهاجرين 4111 شخصا في زيادة نسبتها 134 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت. وينطلق عدد كبير من المهاجرين من الصحراء الغربية، ما يجعل مساعدة المغرب أمرا لا غنى عنه لاحتواء هذا التدفق. ويعلق إدوار سولير الخبير في شمال إفريقيا في مركز العلاقات الدولية في برشلونة "نلاحظ أنه حين تتدهور العلاقات (الثنائية) يتراجع تعاون المغرب (...) خصوصا على صعيد الهجرة".

مشاركة :