أبوظبي في 19 مايو / وام / نظم نادي تراث الإمارات ممثلا في " مركز زايد للدراسات والبحوث " أمس ندوة إفتراضية عبر برنامج "Microsoft Teams" بعنوان "المتاحف رؤية جديدة للمستقبل" في إطار احتفائه باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف 18 مايو من كل عام. شارك في الندوة كل من المهندس رشاد بوخش رئيس المجلس الدولي للمتاحف - فرع الإمارات، والدكتور الشرقي دهمالي عضو المجلس الاستشاري للمجلس الدولي للمتاحف، والدكتور يحيى محمود أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الإمارات و عبد الرحمن عثمان عضو المكتب التنفيذي للجنة الدولية للمتاحف الاثنوجرافية بالمجلس الدولي للمتاحف، وسارة بورتوليتو مساعد رئيسي لأمين متحف اللوفر أبوظبي وأدارها الدكتور محمد فاتح زغل باحث في مركز زايد للدراسات والبحوث. و أكدت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث في كلمتها الإفتتاحية أن نادي تراث الإمارات يولي قطاع المتاحف أهمية خاصة، نظرا لدوره الكبير في تعريف الأجيال بتاريخ وحضارة الأجداد و رفع مستوى الوعي التراثي والحضاري في نفوسهم. ونوهت إلى أن النادي، يمتلك سلسلة مهمة من المتاحف التراثية والتاريخية المتخصصة، مثل متحف ومعرض الشيخ زايد، ومتحف التراث الشعبي، ومتحف الأرشيف التاريخي، ومتحف التاريخ الإسلامي، والتي تعد جميعها أيقونات حضارية تساهم في دعم رؤية الدولة الحضارية والثقافية. ومن جانبه قدم المهندس رشاد بوخش نبذة تعريفية عن المجلس الدولي للمتاحف /الإيكوم/ وخدماته وأهدافه و تحدث عن إيكوم الإمارات بشكل خاص و برامجه ونشاطاته المتنوعة التي تهدف إلى ترسيخ مكانة المتاحف باعتبارها مراكز حيوية للمجتمع الإماراتي والجماهير العالمية لتبادل المعرفة والحوار الثقافي. و أشار إلى اهتمام الدولة بالمتاحف بجميع أنواعها وتصنيفاتها عبر إضافة أيقونات عالمية كمتحف اللوفر في أبوظبي ومتحف المستقبل في دبي، إضافة إلى تطوير العديد من المدن التراثية القديمة في مختلف مدن الدولة وتحويلها إلى ما يشبه المتاحف المفتوحة..موضحا أن عدد المتاحف الحكومية الرسمية بلغ حاليا 55 متحفا، فيما بلغ عدد المتاحف الخاصة 110 متاحف. و أعلن بوخش أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدمت بطلب لتنظيم المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف في العام 2025 والذي يعد من أكبر الفعاليات الرامية للحفاظ على التراث والمتاحف في العالم ويحضره آلاف المتحدثين والخبراء العالميين إضافة إلى العديد من الشركات السياحية. و أكد الدكتور الشرقي دهمالي أن جائحة كوفيد-19 طالت المتاحف حول العالم بشكل خاص إذ اضطر أكثر 80٪ منها إلى إغلاق أبوابه لفترات زمنية متفاوتة خلال الأزمة غير أنه أشار إلى أن مرحلة التعافي في البلدان العربية تسير بوتيرة جيدة بعدما عادت العديد من المتاحف والمواقع الأثرية لإستقبال الجمهور والزوار مع تطبيق الإجراءات الإحترازية التي تفرضها الدول بسبب الجائحة. و تطرق إلى التحول الرقمي للمتاحف مؤكدا ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند نشر المواد المعنية بهذا المجال على مواقع الانترنت حيث لوحظ وجود خطورة تعتري تصميم الجولات الافتراضية بدقة عالية خاصة أن عصابات تهريب الآثار تستغل التعرف على تفاصيل الأماكن الأثرية والمتاحف في مخططاتها سواء للسرقة أو التزييف. وقدم الدكتور يحيى محمود شرحا تفصيليا عن المتاحف الافتراضية، ومراحل إنشائها، مشيرا إلى أن فكرة المتحف الافتراضي بمثابة رحلة تفاعلية إبداعية على شبكة الإنترنت للتعرف على ما تحتويه هذه المتاحف من قطع ومقتنيات فنية مختلفة وذلك من خلال الربط بين القطع الأثرية الحقيقية، والتوثيق الرقمي لها باستخدام أحدث تقنيات الوسائط المتعددة في بيئة تفاعلية تعتمد على التكنولوجية السمعية والمرئية، ويتم فيه إيصال المعلومات بطريقة سهلة من خلال جولة افتراضية في أرجاء فضاء ثلاثي الأبعاد مشابه للمتحف الواقعي مع إمكانية الحصول على المعلومات والتعرف على مقتنيات تلك المتاحف من خلال قاعدة بيانات تتضمن البحوث والدراسات المرتبطة بتلك المقتنيات، وغير ذلك من الخدمات المتحفية المتنوعة. وتحدث عبد الرحمن عثمان عن حركة التطور التي شهدتها المتاحف المصرية في السنوات الأخيرة بعدما شهدت مصر افتتاح العديد من المتاحف، أبرزها المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط وموكب نقل المومياوات الملكية، ومتحف شرم الشيخ، ومتحف كفر الشيخ، ومتحف الغردقة .. و أشار إلى أن وزارة السياحة والآثار في مصر تسعى مستقبلا إلى تدشين العديد من المتاحف الجديدة، بهدف تسليط الضوء على محطات ومسارات مختلفة لتطور الحضارة المصرية، وإبراز التقدم العلمي والفني الذي وصلت إليه البلاد قديما في العديد من المجالات. و ذكرت سارة بورتوليتو في كلمة لها أن متحف اللوفر أبوظبي يعكف منذ إفتتاحه على بناء مجموعة وطنية من المقتنيات الفنية والتاريخية الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تربط بين الثقافات والعصور، مشيرة إلى أن المتحف يعمل على تعزيز دوره على الساحة الفنية العالمية عبر عرض رؤية مختلفة عن التاريخ تتجاوز الحدود الجغرافية. وأكدت أن المتحف سيواصل العمل على تطوير و استغلال كل الإمكانات المتاحة على الصعيد الرقمي بغرض تعليم وتثقيف الجمهور ونشر التراث والتاريخ بمختلف صوره مع نظرة تطويرية نحو المستقبل. وقدمت بورتوليتو عرضا تقديميا عن بعض المشروعات التي أنجزها المتحف خلال الفترة الماضية والتي شملت زيارات إفتراضية للمتحف على مختلف منصاته الإلكترونية، وغيرها من المشروعات الفنية التي تهدف إلى نشر الثقافة والفنون بين أفراد المجتمع محليا ودوليا. حضر الندوة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات وعدد من المعنيين و جمع من الباحثين والمختصين والمهتمين. - مل -
مشاركة :