ارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار المدمر الذي اجتاح الهند إلى 84 قتيلا الأربعاء فيما تواصل البحرية البحث عن 65 مفقودا في عرض البحر، ما يفاقم مشكلات هذا البلد الذي سجل حصيلة وفيات هي الأعلى بفيروس كورونا. ذكرت وزارة الدفاع الأربعاء أن سفن البحرية انقذت أكثر من 600 شخص كانوا في منصات نفط جنحت بسبب الأمواج العالية مما جعل عمليات نقلهم على متن قوارب النجاة محفوفة بالمخاطر. وفي المقابل، تم انتشال 22 جثة، مما يرفع الحصيلة المؤقتة للذين قضوا بسبب إعصار تاوكتاي إلى 84 قتيلا. وواصلت الطائرات والمروحيات البحث عن 65 عاملا اختفوا في غرق سفينة دعم لمنصة نفط. قال رئيس العمليات الغربية في البحرية الهندية أم. كا. جها للقناة الإخبارية "إن دي تي في" إن الأشخاص الذين تم إنقاذهم ما زال لديهم "الأمل لكنهم بالتأكيد في محنة (...) لقد واجهوا البحر لعدة ساعات". أشارت جمعية مصنعي الملح الهندية لوكالة فرانس برس إلى فقدان أكثر من 15% من إجمالي الإنتاج السنوي للملح في ولاية غوجارات، أكبر منتج في الهند، بسبب الفيضانات. وقال المسؤولون في غوجارات الأربعاء إن حصيلة ضحايا العاصفة في الولاية ارتفع إلى 42 قتيلا، قضى معظمهم في انهيار منازل وجدران. قبل وصوله إلى اليابسة في ولاية غوجارات، أدى الإعصار الذي بلغت سرعته 185 كلم بالساعة ورافقته أمطار غزيرة إلى مصرع نحو 20 شخصًا في غرب وجنوب الهند. كما لحقت اضرار بأكثر من 16,500 منزل واقتُلعت 40 ألف شجرة. أورد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، المتحدر من غوجارات، في تغريدة تقريراً عن الأضرار مشيراً إلى أن حكومته "تعمل عن كثب مع جميع الولايات المتضررة من الإعصار". "لم أشهد مثيله من قبل" - اودت العاصفة الاستوائية، وهي أقوى عاصفة تضرب المنطقة منذ عقود، بحياة أشخاص في ولايات كيرالا وغوا ومهراشترا وغوجارات. قال أناند شيند، أحد سكان مهراشترا، "لم أشاهد مثل هذا الإعصار المدمر في بومباي من قبل. لقد تضرر الناس كثيراً، وعليهم بذل جهد كبير لتجاوزه". ويعد الإعصار تاوكتاي، فصلا جديدا من سلسلة عواصف تتزايد حدّة في بحر العرب، وفق خبراء، مع تسبب التغير المناخي بارتفاع حرارة مياهه. وتاتي هذه الظاهرة الجوية العنيفة لتفاقم الصعوبات التي تواجهها منظومة الصحة الهندية للحد من ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا الذي سجل الأربعاء عدد وفيات قياسياً جديداً خلال 24 ساعة بلغ 4529. ومنذ بدء الأزمة الصحية، تسبب المرض بوفاة 283 ألفا و248 شخصاً في الهند التي تعدّ 1,3 مليار نسمة. في أيار/مايو الماضي قضى أكثر من 110 أشخاص عندما اجتاح الإعصار أمبان شرق الهند وبنغلادش في خليج البنغال مدمرا قرى ومزارع وحارما ملايين الأشخاص من الكهرباء. شهد بحر العرب في السابق أعاصير أقل شدة مقارنة بخليج البنغال لكن ارتفاع درجات حرارة المياه الناجم عن الاحترار المناخي بدل الوضع، حسبما قال روكسي ماثيو كول من المعهد الهندي للأرصاد الجوية الاستوائية لوكالة فرانس برس. وأضاف أن تأثير ذلك يظهر في كل مكان، فقد طلبت سلطات النيبال على بعد قرابة ألفي كيلومتر عن غوجارات، من متسلقي الجبال الامتناع عن ممارسة هذا النشاط. لكن أكثر من 200 متسلق تجاهلوا التحذير وتوجهوا نحو إيفرست بهدف الوصول إلى القمة نهاية هذا الأسبوع، حسبما أعلن مسؤول حكومي.
مشاركة :