قال عبد الستار حتيتة، المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي: إنه بعد سنوات من الحرب في ليبيا وما خلفته من جراح داخلية غائرة تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد دبيبة بعد الانتخاب في ملتقى الحوار السياسي الذي تم برعاية أممية، موضحا أن حالة الهشاشة السياسية مازالت سائدة رغم الجهود المبذولة في إطار الحل خاصة وأن ملف المرتزقة الأجانب مازال في واجهة الأحداث، وسط مطالبات دولية بسحب تلك العناصر، مؤكدا أن هذه الحالة التي تعيشها ليبيا اليوم تنذر بمخاطر كبيرة يمكن أن تنتج أثناء ضعف البلاد، فهي مرتع لمرتزقة وتنظيمات إرهابية خطيرة تمارس من على أراضيها خرق القوانين. وأضاف، وفقا لبيان صحفى، أن هناك تقرير ميداني نشره المكتب المركزي الوطني للشرطة الدولية كشف عن ضبط كميات كبيرة من مادة الحشيش المخدرة كانت متجهة إلى ليبيا وتقدر قيمتها بـ37 مليون دولار، مؤكدا أن عملية الضبط أتت في سياق نشاطات شهري مارس وأبريل الماضيين وتمت في مستودعات في النيجر بمصادرة 17 طناً من الحشيش لتمثل أكبر عملية في تاريخ غرب إفريقيا. وأشار المحلل السياسي، إلى أن التقارير أوضحت أن متزعم تجارة المخدرات والبشر في المنطقة الشمالية الليبية هو الإرهابي أسامة الجويلي وهو المهرب الأول للمرتزقة السوريين ويتعاون مع تنظيم داعش الإرهابي في الجنوب الليبي. وكشف حتيتة،عن تكثيف خلايا داعش الإرهابية النائمة نشاطها في الجنوب الليبي، وتعزيز تواجدها واتصالها بالجماعات الإرهابية المجاورة والمبايعة لها كجماعة بوكوحرام في نيجيريا، لاستخدامها في مخططاتها الإجرامية في ليبيا، موضحا أنه في ذات السياق، خطف مسلحو بوكو حرام مئات القصر الأسبوع الماضي في منطقة كانكرا شمال غرب نيجيريا في عملية إرهابية حيث أكدت بوكو حرام في مقطع مصور أنها تحتجز 520 تلميذاً. يذكر أن رئيس الحكومة الانتقالية في تشاد "باهيمي باداكي ألبرت" أكد أن بلاده لا تزال مهددة، رغم انتهاء الحرب ضدّ من وصفهم بالمتمردين، بسبب تواجد آلاف المرتزقة في ليبيا، مضيفا أن ما سمّاها قوى الشر وصلت إلى مسافة 300 كلم من العاصمة التشاديّة، وحتى لو هُزم هؤلاء المتمردون فمازال هناك ما لا يقل عن 25 ألف متمرد لا نعرف وجهتهم. ولعل تقاطع جميع هذه الجماعات المسلحة مع بعضها ومع داعش في تجارة المخدرات وتهريب البشر، تجعلهم في صف واحد نوعاً ما ضد أي نوع من أنواع الاستقرار في البلاد، لأن من مصلحتهم إستمرار الفوضى والنزاع. فإن الحدود الآن مُستباحة، وعدم وجود قوة موحدة تستطيع مجابهتهم، يجعلها تستمر في عملها. وتابع المحلل السياسي، أن هذه التهديدات الأمنية خطيرة، في ظل استمرار تواجد المرتزقة وتوافدهم إلى ليبيا وانتشار الفساد والفوضى مما يجعل حكومة الوحدة الوطنية والشرفاء في العالم، الذين يحاولون إعادة الاستقرار الى البلاد، عاجزين عن فعل شيء أمام هذه الفوضى العارمة والتطورات المخيفة التي تضرب القارة السمراء.
مشاركة :