وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، إن بلاده تعول على الجمعية العامة للأمم المتحدة للعب دور في التوصل إلى إجماع يؤدي إلى وقف إطلاق النار ووقف التصعيد وإنهاء الأعمال الوحشية في فلسطين. وخلال حديثه في مقابلة مع الأناضول، توقع قريشي حضور عدد قليل من وزراء الخارجية سواء عبر الحضور الفعلي أو عبر الفضاء الالكتروني، مؤكداً على تزايد الاهتمام بهذه القضية. ومن المقرر أن يحضر قريشي جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول قضية الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على فلسطين، الخميس، بحسب طلب وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي المقدم إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. وحول النتائج المتوقعة من جلسة الجمعية العامة، قال قريشي: "آمل أن يكون الاجتماع ناجحًا. لسوء الحظ، لم يتمكن مجلس الأمن من التوصل إلى توافق في الآراء حول هذه القضية، ولم يتم إصدار البيان المشترك لأنه تم نقضه". وأضاف: "لذلك نحن نعتمد على الجمعية العامة لتلعب دورها في تشكيل إجماع يؤدي إلى وقف إطلاق النار ووقف التصعيد وإنهاء الأعمال الوحشية". - الدور الباكستاني الفاعل وأكد قريشي أن باكستان تلعب دورًا نشطًا ومهمًا وثابتًا في القضية الفلسطينية والحفاظ على لم شمل الأمة وبالأخص بناء توافق في الآراء خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي الذي انعقد في مدينة جدة السعودية يوم 16 مايو/ أيار الجاري. ولفت قريشي إلى أن بلاده ستشهد يوم 21 مايو، يوماً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء البلاد، لإدانة الفظائع التي ترتكبها قوات الأمن الإسرائيلية. وأضاف: "انظروا إلى الوضع اليوم في غزة والضفة الغربية، انظروا إلى الفظائع والاعتداء على القبلة الأولى والمسجد الأقصى والأطفال والنساء. انظروا إلى العجز على وجوههم والطريقة التي يساء معاملتهم بها، وحرمانهم من المرافق الأساسية". وأردف: "إنهم (الإسرائيليون) يقصفون المستشفيات والبنية التحتية ومولدات الكهرباء ويفصلون إمدادات المياه ويقطعون الإمدادات الغذائية". وتابع: "هذه أزمة إنسانية حقيقية في طور التكوين، سأذهب لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشاركة تلك الحقائق مع العالم وعكس مشاعر الشعب الباكستاني". - العالم أكبر من خمسة ونوه قريشي إلى أن الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن تملك حق النقض ولكن الرأي العام يجب أن "ينقض حق النقض، فقوة الناس كبيرة جدا". وزاد: "إذا تغيّر الرأي العام فستضطر الحكومات التي تمارس حق النقض إلى إعادة النظر في سياساتها. يجب أن يتكاتف الأشخاص حول العالم الذين يؤمنون بحقوق الإنسان والقيم الإنسانية لإحداث هذا التغيير". وأكد أن وجود الدبلوماسي التركي، فولكان بوزكير، في رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد أحدث "فرقًا كبيرًا"، كونه رئيس متعاطف جعل من انعقاد هذه الجلسة ممكناً، فهو "دبلوماسي بارز وشخص محترم للغاية وأنا متأكد من أنه سيدير الجلسة بشكل جيد". وتابع: "من دواعي سروري أن أستضيفه في إسلام أباد. وأنا محظوظ لأنه سيزور إسلام أباد يومي 26 و 27 مايو الجاري". - بعثة حفظ السلام وحول إمكانية تشكيل منظمة أصغر وأكثر نشاطاً من منظمة التعاون الاسلامي بين تركيا وماليزيا وباكستان قال قريشي: "باكستان عضو مؤسس في منظمة التعاون الإسلامي ونحن نقدر المنظمة ونشعر أنها يمكن أن تدير الأمور بشكل مختلف. يمكن أن يكونوا أكثر استباقية. لكن ليست هناك رغبة من جانبنا في أن تكون لدينا منظمة موازية لمنظمة التعاون الإسلامي". وأوضح أن باكستان تعد مساهمًا رئيسيًا في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقد كان أداء قواتها جيدًا بشكل استثنائي وفي ظروف صعبة، مشيراً إلى إمكانية أن تعلب باكستان دورًا إيجابيًا من أجل السلام والاستقرار في فلسطين. وحول الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها اسرائيل قال قريشي: "هناك أصوات تنادي بوجوب أن تنظر المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب ويجب محاسبة إسرائيل على جرائمها واستبدادها، لا ينبغي أن يتركوا بلا مساءلة". - كشمير وفلسطين تحاربان الاحتلال وقال قريشي إن هناك الكثير من أوجه التشابه في الوضع في كشمير التي تحتلها الهند والأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، "فالكشميريون لديهم عزيمة قوية مثل الفلسطينيين. إنهم مقاتلون وشجعان للغاية، لقد عاشوا في ظل الاستبداد لفترة طويلة لكنهم لم يستسلموا. لقد تم قصفهم وتعرضوا للاعتداء وأُخذت حقوقهم الأساسية وأراضيهم وسُلبت هويتهم لكنهم لم يستسلموا". وأضاف: "إنهم يقاتلون من أجل تقرير المصير، يقاتلون ضد الاحتلال، يقاتلون لحماية إعادة الهيكلة الديموغرافية. لذلك أنا واثق من أنها ستنجح. إنها مسألة وقت". وتابع: "اليوم كافة الفلسطينيون يتكاتفون، سواء من يعيش في غزة أو في الضفة الغربية أو من يعيشون في المدن المختلطة الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية. لقد طالبوا بإضراب عام. هناك إجماع جديد آخذ في التطور". واختتم قريشي حديثه قائلاً: "يدافع الناس عن أنفسهم عندما لا يرون أي أمل من عواصم مختلفة حول العالم. لقد أخذوا على عاتقهم النضال من أجل الحقوق وسوف ينجحون. أنا واثق من ذلك". ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح"، في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين. وحتى الأربعاء، بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة الذي انطلق 10 مايو/ أيار الجاري، 227 شهيدا، بينهم 64 طفلا و38 سيدة، بجانب أكثر من 1620 جريحا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع، فيما استشهد 28 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف في الضفة المحتلة خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :