مقالة خاصة: دمار ومآس خلفتها هجمات إسرائيل على منازل سكنية في غزة

  • 5/19/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قتل شخصان أو أكثر من نحو 28 عائلة في غزة في هجمات إسرائيل المتواصلة لليوم العاشر على منازل وبنايات سكنية الكثير منها دون سابق إنذار. وعلى أنقاض منزل مدمر في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب غزة، وقف محمد الحديدي يبكي بحرقة زوجته وأطفاله الأربعة الذين قضوا تحت الركام المدمر في غارة إسرائيلية. وغلبت الصدمة وجه الحديدي (37 عاما) من هول الفاجعة وهو يشير في يده اليمنى "هنا كانت تتواجد زوجتي مها (36 عاما)، وأطفالي صهيب (13 عاما)، ويحيى (11 عاما)، وعبد الرحمن (8 أعوام)، وأسامة (6 أعوام)". وقضت زوجة الحديدي وأطفاله ليلة السبت الماضي أثناء تواجدهم في منزل شقيقها بمناسبة عيد الفطر الذي حل الأسبوع الماضي. ولم يتم انتشال سوى طفل رضيع اسمه عمر من أحضان والدته بعد ساعات من البحث تحت ركام المنزل. وروى الأب المفجوع بينما يحبس دموعه بصعوبة الحادثة لوكالة أنباء ((شينخوا)) بالقول "أفراد عائلتي توجهوا لبيت خالهم للتزاور بمناسبة العيد وارتدوا الملابس الجديدة وحملوا ألعابهم وغادروا". ويتابع الرجل المفجوع "تلقيت اتصالا هاتفيا من زوجتي تستأذن المبيت فوافقت وبقيت وحدي داخل المنزل، وفجأة حدثت أصوات انفجارات عنيفة وقريبة لكن لا أعلم مكانها بسبب كثرتها". وما أن هدأت الأجواء في أزقة المخيم بدا هاتف الحديدي بتلقي اتصالات تفيد بأن القصف طال منزل شقيق زوجته وحينها ذهبت مسرعا نحوه لكنه كان كومة حجارة تصطف فوق بعضها. وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للأب داخل مجمع (الشفاء)، الطبي وهو يسجد على الأرض ويقول " ذهبوا عند ربنا، سنلحقهم يا رب ما نطول". وينتظر الرجل الحزين على فراق أفراد عائلته بفارغ الصبر مغادرة رضيعه عمره الذي أصيب بكسور في ساقه اليمنى وجروح في وجهه ويمكث على إثرها على سرير المستشفى. ويقول بينما يحتضن ابنه، إن "عمر ما تبقى لنا من خمسة أبناء 4 قضوا في الغارة التي دمرت 3 طوابق، مخاطبا إياه "أنت الشهيد الحي، أمك وإخوتك قصفوهم وأنت كل ما لدي الآن". ويتابع وهو يمسح على جسد رضيعه ويشكو إسرائيل التي تستهدف المدنيين "سأحرص على رعايته وتربيته بنفسي حين نعود للمنزل، وسأتوجه للمحاكم لمقاضاة إسرائيل على جريمتها". وكان الجيش الإسرائيلي علق على الحادثة بالقول إن طائرته استهدفت "عددا من كبار القادة في حماس داخل شقة تستخدم كبنية إرهابية في مخيم الشاطئ"، مضيفا إلى أن الجيش سيتحقق من أسباب سقوط مدنيين. وبين أزقة المجمع الطبي تستلقي الطفلة سوزي اشكنتنا على السرير بعدما تمكن رجال إنقاذ انتشالها من بين أنقاض منزلها الذي دمر بفعل غارة إسرائيلية فجر الأحد أدى لمقتل أمها وأخوتها الأربعة. وسرعان ما انتشر رجال الإنقاذ والمسعفين حول منزل العائلة ومنازل قريبة في حي الرمال المرموق غرب المدينة التي تحولت إلى أنقاض بفعل موجة هجمات إسرائيلية لإخراج السكان من الأنقاض. وبعد محاولات استمرت عدة ساعات تمكنت الطواقم من إخراج والد الطفلة وهو مدرج بالدماء والجروح ليتم نقله إلى جوار طفلته التي أصيبت برضوض وجروح بسيطة. ويقول رياض بكلمات متقطعة لابنته بينما يتواجد عدد من أقربائهم حول سريرهما "سامحيني يا بنتي صرختي عليا لإنقاذك لكن ما قدرت". وتسببت الغارات في تلك المنطقة بحسب وزارة الصحة في غزة بمقتل 42 شخصا من بينهم أطفال ونساء، فيما قالت إسرائيل إن القصف استهدف "أشخاص في حماس تواجدوا بين المدنيين". ومن بين الضحايا الذين سقطوا في تلك الغارات شيماء أبو العوف التي قضت مع أفراد عائلتها قبل أيام من حفل زفافها التي كانت تستعد له مع خطيبها أنس اليازجي بعد أيام. وعلى وقع هول الانفجارات الكبيرة التي دوت في أرجاء مدينة غزة كان اليازجي يتحدث مع خطيبته عبر تطبيق (الواتس أب)، من أجل طمأنتها وتهدئة روعها إلا أنه بعد دقائق انقطع التواصل بينهما ولم ينجح بالوصول لها ليتبين أن منزلها دمر. وبقي الشاب المكلوم يومين على أنقاض منزل خطيبته المدمر أملا في أن تخرج من تحت الركام على قيد الحياة لكنه صعق بخروجها جثة هامدة وشارك في تشييع جثمانها ودفنها. وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن قرابة 13 عائلة فلسطينية شطبت من السجل المدني الفلسطيني بعد استهدافها في الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ عصر الاثنين الماضي. وخلفت هجمات إسرائيل مقتل 222 فلسطينيا من بينهم 63 طفلا و37 سيدة و16 مسن إضافة إلى أكثر من 1500 إصابة بجراح مختلفة بحسب وزارة الصحة في غزة. وشنت إسرائيل أكثر من 1800 هجوم على غزة جوا وبحرا وبرا منذ بداية التوتر في العاشر من مايو الجاري طالت مختلف مناطق القطاع وتركزت على البيوت والمباني السكنية والمقار الحكومية والبنية التحتية بحسب إحصائيات رسمية. وأدت الهجمات إلى واقع إنساني صعب لا سيما مع نزوح أكثر من 107الآف مواطن من منازلهم، منهم 44 ألفا في مراكز الإيواء وأكثر من 63 ألفل خارج المراكز لدى الأقارب.

مشاركة :