بكين 19 مايو 2021 (شينخوا) شهد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر رابط فيديو اليوم (الأربعاء)، مراسم تدشين مشروع تعاون ثنائي في مجال الطاقة النووية، وهو مشروع محطة تيانوان للطاقة النووية ومحطة شيويدابو للطاقة النووية. وصل شي إلى مقر الاجتماعات الرئيسي بقاعة الشعب الكبرى في حوالي الساعة الخامسة مساء بتوقيت بكين ولوح بيده مُحييًا بوتين، الذي شارك في المراسم من مقر الاجتماعات الرئيسي بالكرملين. ترأس خه لي فنغ، نائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ورئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح هذه المراسم بالاشتراك مع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك. حضر رؤساء دوائر معنية ومسؤولون محليون وممثلو شركات الإنشاءات من الصين، هذه المراسم من مكان فرعي بمحطة تيانوان للطاقة النووية في مدينة ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، ومن مكان فرعي آخر بمحطة شيويدابو للطاقة النووية في مدينة هولوداو بمقاطعة لياونينغ شمال شرقي الصين، وحضر نظراؤهم الروس المراسم من مكانين فرعيين في روسيا. وقدم رؤساء شركات البلدين تقريرا حول التقدم الذي حققه المشروع، إلى رئيسي البلدين. وخلال المراسم، ألقى كل من شي وبوتين كلمة على التوالي. في كلمته خلال مراسم التدشين، قدم شي التهاني بمناسبة إطلاق مشروع التعاون في الطاقة النووية بين الصين وروسيا، وأعرب عن احترامه الشديد لشركات الإنشاءات من البلدين. وأشار شي إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ20 لتوقيع معاهدة حسن الجوار للصداقة والتعاون الودي بين الصين وروسيا، قائلا إنه والرئيس بوتين اتفقا على النهوض بتنمية العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى وتوسيع العلاقات لتشمل مجالات أوسع. وقال شي إن الصين وروسيا دعمتا بعضهما البعض بقوة وتعاونتا بشكل وثيق وفعال في مواجهة مرض (كوفيد-19) الذي لم يشهد العالم جائحة مثله خلال قرن، وهذا إظهار واضح لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة لعصر جديد بين الصين وروسيا. وأكد شي أنه لطالما كان التعاون في مجال الطاقة هو الأكثر أهمية في التعاون العملي، الذي يخلق أكبر إنجاز ويغطي أوسع نطاق بين البلدين. وأشار شي إلى أن الطاقة النووية هي الأولوية الاستراتيجية للتعاون الثنائي وأنه تم الانتهاء من سلسلة من المشاريع ودخلت مرحلة التشغيل. وقال إن وحدات الطاقة النووية الأربع التي بدأ بناؤها اليوم تمثل معلما رئيسيا جديدا في التعاون في مجال الطاقة النووية بين الصين وروسيا. وقدم شي اقتراحا من ثلاث نقاط خلال مراسم التدشين. أولا، دعا شي الجانبين إلى الالتزام بمبدأ "السلامة أولا" ووضع نموذج للتعاون العالمي في الطاقة النووية. وقال شي إنه من الضروري بناء وتشغيل الأربع وحدات بجودة ومعايير عالية، وخلق معيار مرجعي عالمي في السلامة النووية، وإعطاء الدور الكامل للمزايا التكاملية، وتوسيع وتعميق التعاون الثنائي والتعددي في مجال الطاقة النووية، والإسهام بدرجة أكبر في تنمية صناعة الطاقة النووية العالمية. ثانيا، اقترح شي أن يعمق البلدان التعاون العلمي والتكنولوجي في الطاقة النووية عن طريق التمسك بقوة دافعة من الابتكار. ودعا إلى تعميق التعاون في البحوث الأساسية، والبحث والتطوير التكنولوجي الرئيسي، وتحويل وتطوير الإنجازات الابتكارية في مجال الطاقة النووية، ما يشمل حماية البيئة النووية والطب النووي والوقود النووي وتكنولوجيا الطاقة النووية المتقدمة، وذلك من أجل دعم الاندماج العميق بين صناعة الطاقة النووية والجيل الجديد من التكنولوجيا الرقمية، والإسهام بالمزيد من الحكمة في التنمية الابتكارية للطاقة النووية في العالم. ثالثا، دعا شي إلى الالتزام بالتعاون الاستراتيجي لدعم التنمية المنسقة لنظام الحوكمة الخاص بصناعة الطاقة في العالم. وقال إنه من الضروري دعم بناء نظام حوكمة عالمي للطاقة، يجسد العدل والإنصاف والتوازن والشمول والانفتاح والمنافع المشتركة، ويساهم في إيجاد المزيد من الحلول للحوكمة العالمية للطاقة. وذكر شي أن "الاستجابة للتغير المناخي مهمة مشتركة لجميع الدول"، مضيفا أنه يتعين على الصين وروسيا دعم المزيد من مشاريع التعاون منخفضة الكربون والقيام بدور بناء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية. ومن ناحيته، قدم بوتين تهانيه الحارة بمناسبة بناء محطة تيانوان للطاقة النووية ومحطة شيويدابو للطاقة النووية. وقال إن روسيا لديها ثقة في العمل مع الصين لدعم بناء هذا المشروع بسلاسة وأمان. وأشار بوتين إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ20 لتوقيع معاهدة حسن الجوار للصداقة والتعاون الودي بين الصين وروسيا، قائلا إن العلاقات الروسية-الصينية وصلت إلى أفضل مستوى لها في التاريخ. وأضاف أن التوافق الذي توصل إليه هو والرئيس شي تم تطبيقه بشكل جيد مع تزايد اتساع مجالات التعاون. وذكر بوتين أن التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية يمثل جزءاً مهما من شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة لعصر جديد بين البلدين، وأعرب عن اعتقاده أن بدء عمل وحدات الطاقة النووية الأربع لن يضخ حيوية جديدة في مواصلة تطوير العلاقات الصينية- الروسية فحسب، بل سيساعد أيضا في تحقيق هدفي الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والوصول إلى حيادية الكربون. وأضاف بوتين أن هذا سيسهم أيضا في معالجة التغير المناخي وتحقيق تنمية مستدامة للبشرية. وأخبر الممثلون الصينيون في المكان الفرعي بمحطة تيانوان للطاقة النووية والمكان الفرعي بمحطة شيويدابو للطاقة النووية، رئيسي البلدين بالانتهاء من تجهيزات بدء إنشاء المشروع. وأطلق الرئيس شي إشارة "البدء!". وبعد أن أخبر الممثلون الروس رئيسي البلدين بأن المعدات جاهزة للتركيب، أصدر الرئيس بوتين إشارة "البدء". تم إطلاق المشروع رسميا مع سكب أول صهريج من الأسمنت في موقع إنشاء المحطتين. وحضر يانغ جيه تشي ووانغ يي مراسم التدشين. وتعد الوحدتان السابعة والثامنة من محطة تيانوان للطاقة النووية والوحدتان الثالثة والرابعة من محطة شيويدابو للطاقة النووية، مشروعات هامة في إطار حزمة اتفاقات تعاون بشأن الطاقة النووية، تم توقيعها بحضور رئيسي البلدين في يونيو 2018. وعند استكمال بناء المشروع وبدء تشغيله، سوف يصل المعدل السنوي لتوليد الطاقة إلى 37.6 مليار كيلووات في الساعة، ما يساوي تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع 30.68 مليون طن في العام. ويعد التعاون في الطاقة النووية مجال تعاون تقليديا ذا أولوية بالنسبة للصين وروسيا. وقال تشاو لي جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن هذا المشروع هو أكبر مشروع للتعاون في الطاقة النووية بين الصين وروسيا حتى الآن. وأوضح تشاو أن المشروع يمثل مستوى عاليا من التعاون العملي بين البلدين، مضيفا أن البداية الناجحة لبناء الوحدات الأربع تظهر نتائج التعاون البنَّاء بين البلدين في صناعة المعدات المتقدمة والابتكار العلمي والتكنولوجي . وقال جافريلين ألكسندر، مهندس روسي، إنه يعمل في محطة تيانوان للطاقة النووية منذ 2003، ويتوقع بشكل كبير أن ينتهي بناء الوحدتين السابعة والثامنة وأن يبدأ تشغيلهما في وقت مبكر، مضيفا أن الوحدتين الجديدتين "أكثر قوة وتطورا وأمانا بدرجة كبيرة". وأضاف ألكسندر أن بناء مشروع محطتي الطاقة النووية يستخدم التكنولوجيا بشكل مكثف، ما يتطلب من الجانبين التعاون معا بإخلاص وتضامن، متابعا "وهذا يعكس علاقات الصداقة العميقة والثقة المتبادلة بين البلدين،" . وأوضح أنه يعتقد أن التعاون في مجال الطاقة النووية بين الصين وروسيا سوف يحقق نتائج متبادلة المنفعة. وقال دنغ هاو الأمين العام للمركز الصيني لدراسات منظمة شانغهاي للتعاون، إنه مع الزيادة في التجارة التكاملية بين البلدين، سوف تعزز مشاريع الطاقة النووية الأساس المادي للتعاون الصناعي وتدعم التبادلات التجارية والاقتصادية بين الصين وروسيا بدرجة أكبر. وذكر تشاو لي جيان أن الحدث الذي أقيم اليوم هو أيضا أول تبادل ثنائي عبر الإنترنت على مستوى رئيس الدولة بين الجانبين منذ بداية العام الجاري، لافتا إلى أن الحدث له أهمية كبيرة في توجيه شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة لعصر جديد، للحفاظ على تنمية عالية المستوى. وخلال السنوات القليلة الماضية، تباطأت وتيرة بناء محطات جديدة للطاقة النووية في العالم. ويعتقد الخبراء أن التعاون الصيني-الروسي في مجال الطاقة النووية سوف يصبح معلما بارزا في صناعة الطاقة النووية في العالم، وسوف يساعد في دعم ثقة العالم في تنمية هذا النوع من الطاقة. وحيث أن الطاقة النووية نظيفة وذات كفاءة، سوف تخفض الأربع وحدات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل فعال. وقال دنغ هاو إن مشروع التعاون هذا يثبت أن الصين وروسيا تتبنيان الموقف نفسه فيما يتعلق بمكافحة التغير المناخي وتحقيق التنمية الخضراء. وأضاف دنغ هاو "إنه يظهر أيضا عزم الصين الحازم على الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني، والتزامها كدولة كبيرة مسؤولة".
مشاركة :