عقيل الحلالي، بسام عبدالسلام، وكالات (صنعاء، عدن، الرياض، نيويورك) أعلن التحالف العربي، أمس، أنه ضبط في بحر العرب سفينة صيد إيرانية محملة بأسلحة كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، فيما جدد الرئيس عبد ربه منصور هادي اتهامه طهران بالسعي لتدمير بلاده التي تشهد منذ مارس الماضي صراعاً مسلحاً قتل ما يربو على 5400 شخص معظمهم من المدنيين. وقالت قيادة التحالف العربي في بيان، إن قواتها التي تقاتل المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن أحبطت يوم السبت الماضي «محاولة تهريب أسلحة للميليشيات الحوثية عن طريق سفينة صيد إيرانية»، مضيفة أنه تم ضبط السفينة الإيرانية في بحر العرب «على بعد 150 ميلاً جنوب شرق مدينة صلالة العُمانية». وذكر البيان أنه كان على متن السفينة 14 إيرانياً بقيادة القبطان بخش جتكال، وأنه تم العثور على عدد من القذائف والصواريخ بعد تفتيش السفينة المسجلة باسم إيراني هوجان محمد حوت. وأوضح بيان قيادة التحالف أنه تم ضبط 18 قذيفة كونكورس مضادة للدروع، و54 قذيفة BGM- 17 مضادة للدبابات، و15 طقم بطارية للقذائف، و4 أنظمة توجيه للنيران، و5 بطاريات مناظير، و3 منصات إطلاق، وحامل منصة إطلاق، و3 بطاريات. وأشار البيان إلى أن السفينة كما تفيد الوثائق «حاصلة على تراخيص من السلطات الإيرانية بالإبحار لصيد الأسماك»، وأنه «تم فحصها من منظمة الموانئ والجمارك في محافظة سستان بلوشستان، ومنحتها ترخيصاً للإبحار في منطقة صيد». ولطالما اتهم اليمن والتحالف العربي إيران بتسليح المتمردين الحوثيين الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر العام الماضي، وسيطروا لاحقاً على مناطق واسعة في البلاد قبل أن يخسروا في أغسطس نفوذهم في الجنوب إثر هجوم كبير ونوعي للقوات العربية المشتركة. وقال المتحدث باسم التحالف العربي، العميد الركن أحمد عسيري، لـ «سكاي نيوز عربية»، أمس، إن الهدف من إرسال السفينة الإيرانية «زعزعة الاستقرار في اليمن» المهدد بكارثة إنسانية جراء استمرار الاقتتال الداخلي. وأضاف: «لن نسمح لإيران أو غيرها بإمداد الميليشيات بالسلاح»، متهماً طهران بمواصلة «انتهاك القانون الدولي بتلك الأفعال». وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي جدد اتهامه لإيران بالسعي إلى تدمير بلاده، وذلك خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت متأخر الليلة قبل الماضية. وقال هادي إن إيران «تعرقل كل الإجراءات التي نقوم بها من خلال كثير من الأعمال، والتي منها القبض على عناصرها وهي تدرب مليشيات الحوثي، والقبض على السفن المحملة بالسلاح المرسلة من قبلهم لتلك المليشيات في جهد دؤوب لفرض التجربة الإيرانية في اليمن». وذكر أنه مع اقتراب نهاية العملية السياسية الانتقالية العام الماضي «انقلبت مليشيات الحوثي وصالح على تلك الإنجازات السياسية في عملية انقلاب مسلح مكتملة الأركان، تم خلالها احتلال العاصمة صنعاء والمدن الأخرى وقتل الأبرياء، وهجرت الأسر ونهبت المعسكرات والمؤسسات، وقصفت المستشفيات والمساجد ودور تحفيظ القرآن»، مستعرضاً انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبها المتمردون الحوثيون وصالح في اليمن، منها الاعتقال والإخفاء القسري «للقيادات السياسية ورجالات الدولة وآلاف المواطنين»، مصادرة الحريات الإعلامية والدينية وإغلاق وسائل الإعلام واعتقال الصحفيين ووضعهم كرهائن في المواقع العسكرية، وتجنيد آلاف الأطفال وتوزيعهم على الجبهات كافة، واستهداف السفارات والدبلوماسيين وتحويل المناطق السكنية والمباني العامة إلى مناطق عسكرية ومواقع لتخزين السلاح. ولفت إلى مقتل 1350 شخصاً وجرح 11160 آخرين جراء الصراع المسلح الذي شهدته فقط مدينة عدن الجنوبية خلال الفترة ما بين مارس ويوليو الماضيين «فما بالكم بعددهم (الضحايا) في تعز ومأرب والبيضاء ولحج والضالع وغيرها من المدن». وأضاف: «لقد تعاملنا بالكثير من حسن النوايا مع صالح والحوثي منذ البداية، فأعطيت الحصانة لصالح والتي سمحت له بالعمل السياسي، لكنه استغل هذا التسامح في الانقلاب على النظام والانتقام من الشعب اليمني الذي ثار عليه» في 2011، مشيراً إلى أن الحوثي «الذي قبلناه شريكاً في الحوار الوطني رغم أنه كان لا يزال حاملاً للسلاح»، انقلب بدوره على النظام «ولم يكن يوماً نضاله سلمياً مثل الحراك السلمي الجنوبي». ولفت إلى أن جماعة الحوثيين كانت «في كل مرة تنكث بالتزامها، بل واستغلت كل ذلك للانقلاب على النظام والتنكيل بالمدن وأهلها». وأشار إلى أن حكومته بعد أن أدركت «حجم الكارثة التي ستقودنا إليها ميلشيات الحوثي وصالح نتيجة انقلابهم»، وجهت «نداءً أخوياً لأشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بالتدخل للوقوف مع اليمن وشعبها لكبح جماح تلك المليشيات التي تستهدف مقدرات البلد وشرعيته». وشكر هادي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة دول التحالف العربي على تحركهم لقيادة حملة جوية لدول الخليج العربية ضد المتمردين الحوثيين وقوات صالح. وقال: «دعوني من هذا المنبر الموقر أوجه الشكر والتقدير والعرفان نيابة عن الشعب اليمني لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكافة إخوانه قادة دول التحالف، الذين بذلوا ولا زالوا الغالي والنفيس من أجل اليمن وشعبها، وامتزج الدم اليمني بدم أشقائه وإخوانه في معركة الدفاع عن البلد ومقدراته وشرعيته، وحتى لا يسقط البلد في أيدي التجربة الإيرانية التي لديها طموحات كبيرة، منها السيطرة على باب المندب». ودعا الرئيس اليمني المانحين إلى تقديم المساعدة لليمن، قائلاً «إنني أجدد دعوتي إلى جميع الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها السابقة، وبذل المزيد للتخفيف من تلك المعاناة. كما أحب التنويه هنا إلى أن حكومة الجمهورية اليمنية حريصة على أن تصل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى مستحقيها في كل محافظات الجمهورية، دون استثناء».
مشاركة :