أجمع خبراء ومحللون عسكريون وسياسيون سعوديون على أن تحرير قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بالتعاون مع وحدات الجيش اليمني الموالية للحكومة الشرعية لسد مأرب هو بداية لسقوط العاصمة صنعاء في يد الحكومة الشرعية في اليمن، مؤكدين أن القوات التابعة للحكومة الشرعية، والمدعومة من قوات التحالف، حققت تقدماً سريعاً ودراماتيكياً على جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح في عموم منطقة مأرب، بعد السيطرة على منطقة السد وعدد من التلال الاستراتيجية، مؤكدين أن تحرير منطقة السد تم من خلال عملية عسكرية شاركت فيها قوات برية ومدفعية، بتغطية من طيران التحالف. ورجحوا في تصريحات لـالبيان أن يتم الهجوم على العاصمة صنعاء من ثلاثة محاور: الأول، ينطلق من مأرب باتجاه الجوف وصعدة، والثاني: من الجوف باتجاه عمران، والثالث: من مأرب باتجاه منطقة نهم وأرحب، خاصرة صنعاء الشمالية، ولكنهم حذروا من أن معركة صنعاء ستكون طويلة تتخللها حرب شوارع بعد الأنباء التي ترددت حول تسليح ما يسمى باللجان الشعبية في كل حواري العاصمة. لابد من صنعاء وقال الخبير الاستراتيجي السعودي المعروف اللواء ركن متقاعد د. أنور عشقي إن لسان حال القوات الشرعية يقول إنه لابد من صنعاء وان طال السفر، مشيراً إلى أن تحرير سد مأرب وما سيعقبها من تحرير لكامل منطقة مأرب وبعدها الجوف وتعز وإب وصعدة وعمران وذمار والبيضاء، هو خطوة ضرورية لقطع كل الإمدادات عن صنعاء، فضلاً عن الضربات الجوية منذ انطلاق عاصفة الحزم التي شلت الدفاعات الجوية للحوثيين تماماً مما يسهل عملية الانقضاض على صنعاء وتحريرها، رغم المخاطر المتوقعة لحرب الشوارع والتفجيرات الانتحارية هنا وهناك. وأضاف عشقي إن القوات الشرعية وقوات التحالف العربي المساند لها ستتجه بعد تحرير مأرب بالكامل إلى إلى طرد الحوثيين من منطقة الجوف، قبل أن تتجه شرقاً نحو العاصمة صنعاء لتحريرها من قبضة الجماعة الحوثية وفلول المتمرد صالح. وأوضح أن ما يقوم به التحالف العربي بقيادة الأشقاء في السعودية والإمارات هو دور عربي يحافظ على اليمن وعروبته والأمن القومي الخليجي والعربي عموماً، ولن ينسى لهم اليمنيون ذلك الدور ولن يغفله التاريخ وسيسطر دورهم ذلك بأحرف من نور. بداية الحسم من جهته أكد المحلل السياسي عبد الإله بن حمد الطريقي أن تحرير مأرب سيكون بداية الحسم في صنعاء، معتبراً أن استعادة السيطرة عليها في غاية الأهمية تمهيداً لمعركة صنعاء٬ لكون مأرب فيها خمسة ألوية عسكرية تابعة للرئيس اليمني السابق، مؤكداً أن تضافر جهود القبائل في مأرب والجوف والبيضاء بالتنسيق مع قوات التحالف سيسهم في توجيه ضربة برية ناجحة لصنعاء ومن ثم تحريرها من عصابات الحوثي وصالح. وقال الطريقي إن معركة تحرير صنعاء ستتم بأيدٍ يمنية ولكن بإسناد جوي من قبل قوات التحالف، مشيراً إلى أنه تم تحديد محافظة الجوف كمركز لنقطة انطلاقة قوات التحالف المشتركة والجيش الوطني لتحرير صنعاء من قبضة المتمردين والحوثيين وفقاً لتصريحات لمحافظ الجوف اليمنية حسين العجي. المعركة الحاسمة بدوره، اعتبر الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية عبد الله العبدلي أن معركة تحرير مأرب وبعدها تحرير تعز، هي المعركة الحاسمة في الوصول إلى صنعاء وتحريرها من قبضة المليشيات الحوثية واتباع صالح، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن معركة صنعاء من دون تحرير تعز الذي يفتح الباب أمام تحرير بقية المحافظات. وقال العبدلي إن التحضيرات جارية على قدم وساق لتنفيذ عملية تحرير العاصمة صنعاء من قبضة المليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مشيراً إلى أن تحرير مأرب سيكون ضربة البداية لأن مأرب وتعز تمثلان بوابة الوصل المناسبة استراتيجياً إلى صنعاء.
مشاركة :