مصر تضع 3 سيناريوهات لمواجهة الملء الثاني للسد الإثيوبي

  • 5/21/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قالت مصر إنها تضع 3 سيناريوهات أمامها في مواجهة أزمة الملء الثاني لـ«سد النهضة» الإثيوبي، والمتوقعة خلال الأشهر المقبلة، مبينة أن الأمر يتوقف على البنية التحتية لتحمل «الصدمات المائية المختلفة». وأعلنت إثيوبيا عزمها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزان السد، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل، خلال موسم الأمطار، في يوليو (تموز) المقبل، فيما تطالب مصر والسودان، بتوقيع اتفاق نهائي مُلزم يحدد قواعد ملء وتشغيل السد، قبل اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب. ووصف وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور محمد عبد العاطي، في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، «ملء إثيوبيا لـ(سد النهضة) بأنه صدمة مائية ستقلل كمية المياه التي تستفيد منها مصر، لأنه سيؤدي إلى وجود جفاف صناعي». وأشار عبد العاطي إلى أن «الجانب الإثيوبي يخطط لتخزين 13.5 مليار متر مكعب من المياه هذا العام»، متوقعاً «ألا تتمكن إثيوبيا من تخزين هذه الكميات في ظل مؤشرات حول وجود مشكلات فنية وتقنية تحول دون قدرتهم على الوصول لهذه الكمية». وأضاف: «هناك 3 سيناريوهات مختلفة لمواجهة ملء إثيوبيا الثاني للسد، الأول أن يأتي الفيضان عالياً وتكون مناسيب البحيرة في السد العالي بمصر آمنة وتستطيع استيعاب الصدمة، فيكون التأثير أقل». السيناريو الثاني، وفق الوزير، يكمن في وجود فيضان متوسط، ومن هنا ستخصم منه المياه التي ستحجز في «سد النهضة وباقي المياه التي ستأتي لمصر والسودان سيخصم منها المياه التي حجزت في إثيوبيا، وهذا مواجهته جيدة»، في حين يبقى السيناريو الأسوأ، وهو ملء السد وسط وجود جفاف طبيعي مع الجفاف الصناعي. وراهن الوزير المصري على البنية التحتية القوية لبلاده، قائلاً إنه «تم تجهيزها خلال الـ5 سنوات الماضية كي تتحمل الصدمات المختلفة، وبينها تخفيض مساحات زراعة الأرز من مليون فدان إلى 700 ألف فدان، مع تخفيض مساحات القصب والموز لاستهلاكها المياه بشكل كبير». وأضاف: «تم تدشين 120 محطة تعمل على خلط المياه مع إنشاء عدد من سدود الأمطار وإنشاء أكبر محطتين في العالم لتنقية مياه الصرف الزراعي، وكذلك مشروع تبطين الترع والاعتماد على الري الحديث والاعتماد على تحلية مياه البحر في المناطق الساحلية». وشدد عبد العاطي على أن مصر «لا تتساهل في الاستعدادات لمواجهة التحديات التي سيخلفها الملء الثاني لسد النهضة»، مؤكداً أن مصر «تستطيع مواجهة السيناريو الأسوأ حال حدوثه». وسبق أن شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على أن الفيصل بالنسبة لمصر هو حدوث ضرر مائي عليها جراء أي تصرف أحادي من جانب إثيوبيا. وقال شكري إنه «في هذه الحالة سوف تقوم مصر باتخاذ ما تراه لمواجهة هذا الضرر»، مشيراً إلى أن مصر لديها مخزون مياه في السد العالي. وتابع: «لدينا ثقة أن الملء الثاني لسد النهضة لا يؤثر على مصر، لكن في جميع الأحوال فإن الأمر المحسوم هو وقوع الضرر الذي يتطلب تحركاً من مصر». وأعلنت إثيوبيا الانتهاء من بناء 80 في المائة من «سد النهضة» على نهر النيل، الذي ما يزال يثير خلافاً مع دولتي المصب (مصر والسودان). وقال وزير المياه والري الإثيوبي سليشي بقلي، في جلسة منتدى تشاوري نظمته وزارة الخارجية الإثيوبية ومجلس تنسيق المساهمة الشعبية لدعم سد النهضة، إن «أعمال البناء في السد تسير وفق الخطة الموضوعة بصورة جيدة تجاوزت الـ80 في المائة». وتجمدت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا منذ أبريل (نيسان) الماضي، بعد تعثر الوصول لاتفاق. ودعت وزارة الخارجية الأميركية، السبت الماضي، لاستئناف المفاوضات بشأن سد النهضة على وجه السرعة، مشيرة إلى أن القرارات المقبلة ستكون لها تداعيات كبيرة على شعوب المنطقة.

مشاركة :