جماهير الدوري السعودي تسجل عودة صاخبة للمدرجات

  • 5/21/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سجلت جماهير الدوري السعودي حضوراً صاخباً في أول أيام عودتها للمدرجات، وذلك بعد غياب طويل، وتحديداً منذ تعليق دخولها في 7 مارس (آذار) 2020، بسبب تفشي جائحة «كورونا». وشهدت ملاعب كرة القدم السعودية، الأربعاء والخميس، عودة الجماهير للمدرجات بنسبة 40 في المائة لطاقاتها الاستيعابية. ومن جهتها، استقبلت الأندية، وعلى الأخص المنافسة على اللقب، جماهيرها بأفضل طريقة، فانتصر الهلال على ضيفه الأهلي بخماسية، وكذلك منافسه الشباب على ضيفه العين بالنتيجة ذاتها. ورغم الإجراءات غير المألوفة بالنسبة للجماهير في ملاعب كرة القدم، فإنها أدَّت دورها على أكمل وجه؛ فحضرت بقمصان فرقها وأدواتها التشجيعية، وملأت روابط الأندية المدرجات طرباً وصخباً لتسجل حضورها اللافت في منافسات الدوري الأقوى على مستوى المنطقة العربية والخليجية. وعادت الحياة مجدداً لملاعب كرة القدم التي ظلت خاوية إلا من لاعبي الفرق ومدربيها وعدد محدود من مسؤولي الأندية، بعدما كانت المدرجات تعج بالآلاف من عشاق كرة القدم في السعودية. وطُرحت تذاكر مباريات الجولة الـ28 في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، عبر منصة «تذاكر السعودية» والمنصات الخاصة بالشركات المسوقة للأندية، حيث نفدت تذاكر المباراة الأبرز في هذه الجولة، التي جمعت الهلال وضيفه الأهلي بعد دقائق قليلة من طرحها عبر المنصة. وتفاوتت أسعار تذاكر المباريات، حيث تراوحت أسعار تذاكر مواجهة الهلال والأهلي من 50 ريالاً للفئة الأقل وصولاً إلى 500 ريال للفئة الأعلى، فيما بدأت أسعار تذاكر مواجهة الاتحاد وأبها في الجولة ذاتها من 115 ريالاً وصولاً إلى 230 للفئة الأعلى، فيما كانت أسعار تذاكر مواجهة النصر والرائد هي الأغلى بين الأسعار المطروحة، وذلك لإقامتها على ملعب مرسول بارك في جامعة الملك سعود، الذي يضم صالات بلاتينية وأجنحة تنفيذية، حيث بدأت أسعار التذاكر من 50 ريالاً وصولاً إلى 5000 ريال، وهو الرقم الأعلى. وحدد بروتوكول وزارة الرياضة بالتنسيق مع وقاية الفئات التي سيسمح لها بحضور المباريات الرياضية، وفقاً لما يظهر في تطبيق «توكلنا»، بحيث يسمح أولاً للمحصَّن (وهو مَن أكمل الحصول على جرعتين من اللقاح)، وثانياً المحصَّن جرعة أولى (وهو من حصل على جرعة واحدة من اللقاح)، وثالثاً المحصّن المتعافي (وهو من أصيب بالفيروس وتعافى شريطة أن يكون قد مضى أقل من 6 أشهر منذ إصابته بالفيروس). وتم السماح بالدخول للأشخاص، الذين تزيد أعمارهم على 7 سنوات أو تقل عن 18 سنة، شريطة أن تكون حالتهم في تطبيق «توكلنا» غير مصاب أو غير مخالط. وقد اتخذت الوزارة مع الاتحادات والأندية الرياضية الإجراءات اللازمة كافة لتطبيق البروتوكول، بما يحقق الحفاظ على صحة وسلامة الجميع. وقامت الوزارة بوضع نقاط فحص عند جميع المداخل، تتضمن قياس درجة الحرارة بالأجهزة المعتمدة، والسؤال عن الأعراض التنفسية (إن وجدت)، وعدم تمكين أي شخص من العاملين في الملعب لديه أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا من العمل أو دخول الملعب حتى زوال الأعراض، حسب تقرير طبي. وأعلنت الوزارة، بحسب خطتها، السماح لأفراد العائلة الواحدة بالجلوس معاً، مع تطبيق التباعد الاجتماعي بينهم وبين الأشخاص الآخرين. وقررت الوزارة عدم بيع التذاكر يوم المباراة في الملعب، على أن يتم توفيرها في منصات مخصصة لبيع التذاكر. وتخصيص مشرفين في مواقف السيارات، وتنظيم دخولها، حسب التوقيت المحدد للتذكرة. كما تقرر تخصيص أماكن لرابطة الجماهير معزولة عن بقية الجماهير، والتأكد من استخدام المعدات والأدوات من قبل شخص واحد، وعدم تداولها بين الأشخاص. وشددت وزارة الرياضة على أنه لن يتم السماح لأي شخص بالدخول إلى الملعب، في حال لم يرتد الكمامة، كما ستتم متابعة الجماهير من قبل منظمين حول أهمية ارتدائها خلال المباريات، وتقديم الأكل والشرب للجماهير من قبل المنظمين خلال المباراة. ويعد الدوري السعودي واحداً من أقوى الدوريات ليس على المستوى الإقليمي بل الآسيوي، فقد واصل صدارته لقائمة أغلى الدوريات الآسيوية من حيث القيمة المالية متجاوزاً جميع الظروف الصعبة التي أحاطت بالعالم المالي لكرة القدم، بعد الظروف التي تركتها تبعات فيروس «كورونا»، وأثرت بصورة جلية على اللعبة. ووفقاً لـ«ترانسفير ماركت» الألماني العالمي المختص بالقيمة السوقية للدوريات العالمية وانتقالات اللاعبين، فإن الدوري السعودي واصل حضوره في الصدارة الآسيوية متفوقاً على الدوريات الصينية واليابانية والكورية، وغيرها من دوريات كرة القدم في الخليج. ورغم تراجع تصنيف القيمة المالية لدوري المحترفين السعودي مقارنة بأول مرة يعتلي فيها صدارة الدوريات الآسيوية، في فبراير (شباط) 2020، حيث كانت القيمة المالية بحسب «ترانسفير ماركت» 373.43 مليون يورو، إلا أن دوري المحترفين السعودي ابتعد عن أقرب الدوريات له بفارق 21 مليون يورو. وبلغت القيمة المالية لدوري المحترفين السعودي الذي يشهد مشاركة ستة عشر فريقاً 338.16 مليون يورو، فيما جاء بعده الدوري الياباني الذي حل في المركز الثاني بقيمة سوقية بلغت 317.90 مليون يورو. وكثيراً ما ترتبط القيمة السوقية للدوريات المحلية لكرة القدم بالإنجازات التي تحققها أنديتها على المستويات الإقليمية والقارية، وكذلك بعوامل أخرى كثيرة، منها معدلات المشاهدة لها من قبل الجماهير، وقيمة النقل التلفزيوني لها، والتعاقدات مع اللاعبين والمدربين والنجوم الأجانب. ويتوقع أن ترتفع القيمة المالية لدوري المحترفين السعودي بعد فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، التي ستشهد حراكاً لعدد من الفرق الباحثة عن تعزيز صفوفها بالعديد من اللاعبين بعد موسم لم يشهد تغيرات كبيرة من حيث اللاعبين المحترفين الأجانب بسبب جائحة فيروس «كورونا». ورغم انخفاض قيمة الإنفاق لجميع الفرق من حول العالم بسبب الجائحة فإن الحراك في سوق الانتقالات الصيفية سيساهم في رفع القيمة المالية للدوري السعودي، بحسب الصفقات المتوقع إبرامها وفقاً لأنباء إعلامية متداولة لحضور أسماء معينة للاعبين بارزين، أو حتى مدربين متوقع حضورهم في الدوري السعودي مع حلول الموسم الجديد. وكان مسؤولو الرياضة السعودية وضعوا المركز الخامس هدفاً عالمياً للوصول إليه خلال السنوات، وهو ما يعني زيادة الصرف المالي على الأندية السعودية والمسابقات السعودية بشكل عام. ويوجد 8 لاعبين محترفين في كل نادٍ بالدوري السعودي إلى جانب زيادة عدد الأندية إلى 16 نادياً، أي ما يساوي 128 لاعباً أجنبياً في الملاعب السعودية، وبعضهم تكفلت الوزارة سابقاً بكامل مقدمات عقودهم ورواتبهم الشهرية لإثراء الدوري المحلي بلاعبين عالميين من منتخبات أوروبية وأفريقية وآسيوية والسير على «رؤية المملكة 2030» لوصول الدوري السعودي إلى المراتب الأولى من ناحية قوة المنافسة والقيمة السوقية، ما ينعكس على أداء المنتخب السعودي الأول. ويعود هذا المنجز للأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورجل الرياضة الأول في المملكة، من خلال دعمه المالي السخي والمتواصل، وتوجيهاته التي تصب في صالح تطوير الكرة السعودية. وتفوق الدوري السعودي على الدوريات الآسيوية والعربية يُعدّ هدفاً طبيعياً وغير مستغرب، ويبقى الهدف الأساسي الذي يبحث عنه قادة الرياضة السعودية، «المركز الخامس عالمياً»، وهو ما يعني تحرك القطار الرياضي السعودي من ناحية النقل التلفزيوني، وعوائد الأندية المالية والخصخصة، حتى يقف الدوري السعودي في مصاف دوريات الدول الأوروبية المتقدمة رياضياً. وقبل سنوات كان الدوري السعودي قد شهد تراجعاً على جميع الأصعدة سواء من ناحية الحضور الجماهيري أو القيمة السوقية المالية للاعبين المحليين والأجانب، والقضايا المالية التي هددت مستقبل الأندية السعودية، وكان من بينها العقوبة التي تعرض لها نادي الاتحاد وحرمانه من قيد اللاعبين الأجانب لفترتين على التوالي، لكن وقفة ولي العهد السعودي وتكفله بسداد جميع ديون الأندية السعودية ورواتب اللاعبين الأجانب والمحليين والأجهزة الفنية، أسهمت في خلق بيئة عمل رياضية جاذبة.

مشاركة :