أكد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي أن مدينة القدس شهدت في الفترة الماضية تطورات بالغة الخطورة، تمثلت في تصاعد الانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني واقتحامها، فضلاً عن عمليات التهجير التي تقوم بها في حي الشيخ جراح وغيره من الأحياء، وطرد وتهجير أصحابها. جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الطارئة للبرلمان العربي المنعقدة أمس الأربعاء 19 مايو، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والتي شارك بها ضمن وفد مملكة البحرين بمشاركة النائب ممدوح الصالح عضو مجلس النواب عضو البرلمان العربي، وعدد من القادة السياسيين، وأعضاء البرلمان العربي. وأشار رئيس البرلمان العربي في كلمته إلى أن القوات الاسرائيلية مستمرة في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، من قصف واستهداف المدنيين، ما أسفر عن سقوط الشهداء وآلاف الجرحى، بينهم عدد كبير من النساء والشيوخ والأطفال الأبرياء، مؤكدا أن هذه الجرائم والسياسات العدوانية هي جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، تعكس تحديا لجميع قرارات الشرعية الدولية، كما تمثل استفزازا لمشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم، وتكشف عن الخطر الكبير الذي ينطوي عليه المساس بالمقدسات، وما يمكن أن يؤدي إليه من انفجار للأوضاع، على نحو يصعب السيطرة عليه أو الإحاطة بتداعياته. وأكد العسومي أن اجتماع أمس لنصرة شعبنا الفلسطيني الأبيّ، يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية راسخة ومتجذرة في قلب كل عربي، وستظل القضية الأولى والمركزية التي توحّدنا جميعا، ولن يقبل الشعب العربي بالمساس بالحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين أو حرمانهم من أبسط حقوقهم في العيش بحرية وكرامة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، التي ستظل دائما نبراسنا ورمزا لعزتنا وكرامتنا ووحدتنا إلى يوم الدين. وأوضح العسومي أن البرلمان العربي، وانطلاقا من دوره القومي، قاد منذ اللحظة الأولى لوقوع هذه الانتهاكات والاعتداءات تحركًا دبلوماسيًا برلمانيًا عربيًا على المستويات كافة؛ من أجل حشد الدعم الإقليمي والدولي لنصرة القضية الفلسطينية، والوقف الفوري للهجمات، إذ قال في هذا السياق: «وجهنا خطابات عاجلة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، المفوض السامي لحقوق الإنسان، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورؤساء البرلمانات الإقليمية، نطالبهم فيها بالتحرك الفوري وتحمل مسئوليتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية». وأكد رئيس البرلمان العربي في هذه الخطابات على المواقف الراسخة للبرلمان العربي تجاه القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها الدعم التام لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحق العودة وحل قضية اللاجئين، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، كما تم إرسال خطابات مماثلة باسم المرصد العربي لحقوق الإنسان، لتبيان ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني. من جانبه، اعرب النائب ممدوح الصالح في مداخلة له ضمن الاجتماع عن بالغ استنكاره ورفضه لاعتداءات القوات الإسرائيلية المستمرة على المصلين في المسجد الأقصى، مما يشكل تعديا على حقوق الشعب الفلسطيني، والتعرض للمصلين في شهر رمضان المبارك، وما يمثله من قدسية ومكانة راسخة في نفوس المسلمين. مؤكدا رفضه التام للممارسات لا الإنسانية والخطط الإسرائيلية التي تهدف الى إخلاء منازل المواطنين الفلسطينين بالقدس وفرض السيادة عليها، باعتبارها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، وتقوّض فرص إحياء عملية السلام لتحقيق أمن واستقرار المنطقة. وأشار النائب الصالح الى دعمه لمناصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه ومطالبه المشروعة ورفض الانتهاكــات المستمرة في الأراضي الفلسطينية بشكل عام، وعلى وجه التحديد ما تشهده مدينة القدس وحي الشيخ جراح من اعتداءات وتهجير للمواطنين من أطفال وشيوخ ونساء.
مشاركة :