القدس المحتلة- وكالات: واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس فرض حصارها على المسجد الأقصى المبارك، وقيودها المشددة على دخول المصلين والمرابطين للمسجد. ولليوم الثالث على التوالي، كثفت شرطة الاحتلال من تواجدها العسكري عند بوابات الأقصى، وفي البلدة القديمة ومنطقة البراق، وأغلقت كافة أبواب المسجد ما عدا ثلاثة أبقتها مفتوحة، وهي (السلسلة، حطة والمجلس). وقال المنسق الإعلامي بمركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" محمود أبو العطا إن قوات الاحتلال واصلت لليوم الثالث حصارها للمسجد الأقصى وسط تواجد عسكري مكثف عند بواباته وفي منطقة البراق. وأضاف أن تلك القوات منعت دخول من هم دون الـ50 عامًا من الرجال والنساء إلى الأقصى، واحتجزت البطاقات الشخصية للوافدين للمسجد عند البوابات. وذكر أن القوات الخاصة اعتقلت إحدى النساء من داخل الأقصى عقب الاعتداء عليها بصورة وحشية، وجرى تحويلها إلى مركز شرطة باب السلسلة، كما اعتقلت شابًا وسيدة أخرى من أمام باب المجلس، فيما أجرت تفتيشًا لحقائب طلبة المدارس الشرعية، قبيل دخولهم للمسجد. وأفاد أن نحو 166 مستوطنًا اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة شرطية مشددة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته. وأوضح أبو العطا أن المصلين والمرابطين تصدوا بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين، ولتأدية صلوات تلمودية في الأقصى. كما توافد آلاف اليهود أمس إلى المسجد الأقصى من باب المغاربة وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها السلطات الإسرائيلية. ومنعت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين المسلمين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من الدخول إلى المسجد. وأضافت أن اليهود المتوافدين كانوا يلبسون زيهم التلمودي الخاص بعيد المظلة "العُرش" اليهودي. كما تواجد عدد كبير من اليهود في باحة حائط البراق، للمشاركة فيما يسمى "صلاة الحشد" الكهنوتية، والتي تحدث كل سبع سنوات في هذا العيد ويشارك فيها كبار حاخامات اليهود في العالم. ومنذ ساعات الصباح الأولى حاولت القوات الإسرائيلية إفراغ المسجد من المسلمين من صغار السن المتواجدين داخله. وتردد أن المخابرات والشرطة الإسرائيلية تعتزمان اعتماد الاعتقال الإداري بحق قادة المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، بدلا من قرارات الإبعاد المتبعة حاليا. من جهة ثانية، استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، منع الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان 70 وقتاً للصلاة في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، خلال شهر سبتمبر الجاري. واعتبرت الوزارة، في بيان لها أمس، منع رفع الأذان، تعديا على حرية العبادة التي كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية، مبينة أن الاحتلال يتلون ويتنوع في أساليبه للنيل من المسجد الإبراهيمي والمرابطين فيه، ويحاول جاهدا لإحكام السيطرة عليه، كما حصل مع العديد من مساجد البلدة القديمة بالخليل. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تخضع المصلين لعمليات الابتزاز والتفتيش على البوابات الإلكترونية والحواجز العسكرية المؤدية للمسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة من مدينة الخليل، وتواصل مضايقتها لهم. وحثت وزارة الأوقاف الفلسطينية المواطنين على ضرورة التواجد الكبير والمرابطة في المسجد كل الوقت لتفويت الفرصة على الاحتلال وأذرعه التنفيذية.
مشاركة :