واشنطن لـ«الحوثيين»: مأرب لن تسقط وأوقفوا الحرب الآن

  • 5/21/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فرضت الولايات المتحدة الأميركية، أمس، عقوبات على اثنين من قادة ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، المدعومة من إيران بسبب دورهما في الهجوم على مدينة مأرب الاستراتيجية، الذي تسبب في تفاقم المأساة الإنسانية لنحو مليون نازح يمني. وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف حضرته «الاتحاد»: إن واشنطن فرضت عقوبات على كل من محمد عبدالكريم الغماري، الذي يقود حالياً الهجوم على مأرب، ويوسف المداني، القيادي في الميليشيات، والذي يتولى ما يسمى بـ«المنطقة العسكرية الخامسة»، التي تشمل الحديدة والمتورط أيضاً في العدوان على مأرب. وأعرب ليندركينج عن قلق واشنطن من مواصلة الميليشيا الإرهابية عدوانها على مأرب، مضيفاً: «إنه على رغم من العدوان، إلا أن مأرب لم تسقط خلال شهر رمضان، ولم تسقط الآن، ولن تسقط في أي وقت في المستقبل المنظور». وتابع: «لن ينتصر الحوثيون في مأرب، ورغم ذلك يفاقمون وضعاً إنسانياً مأساوياً بالفعل، ويهددون حياة مليون يمني نازح داخلياً فرواً بالفعل من نيران الحرب في مناطق أخرى باليمن». وأكد على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار، من أجل وصول المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى مسؤولية «الحوثيين» عن عرقلة الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى هذه الغاية. وشدد المبعوث الأميركي على وجود قلق دولي من هجوم مأرب، الذي يبرهن على أن الميليشيات غير راغبة في تحقيق السلام، مضيفاً: «لولا هذا العدوان، ولو أن (الحوثيين) انصاعوا للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي، وأرادوا صنع السلام، لما كانت هناك حاجة الآن إلى فرض عقوبات عليهم، ولما كانت هناك حاجة إلى مواصلة التحالف العربي لدعم الشرعية استهداف الميليشيات الإرهابية داخل اليمن». وأعرب عن وجود خيبة أمل تجاه تراجع الميليشيات الإرهابية عن الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في مناسبات عدة، وعن رفضها لقاء المبعوث الأممي في آخر لقاء في عمان، على رغم من كثير من الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة، لاسيما حذف الميليشيات من قائمة الإرهاب. وذكر خلال الإفادة الصحافية، أنه في ضوء الرفض الأميركي للعدوان «الحوثي» على مأرب، فإن واشنطن تواصل تقييم سلوكيات الميليشيات والإجراءات التي تتخذها، وستتخذ كافة الإجراءات الضرورية رداً على هذه السلوكيات. الدور الإيراني وحول الدور الإيراني في اليمن، أوضح ليندركينج أن الولايات المتحدة لا ترى أي تغيير حتى الآن على السياسات الإيرانية تجاه اليمن، فيما تواصل طهران دعم الهجوم «الحوثي» على مأرب، ومدّ عناصر الميليشيات بأسلحة متطورة، وهو ما يؤجج الصراع. وأكد التزام واشنطن بالتشاور عن كثب مع شركائها في المنطقة بشأن السياسات الأميركية تجاه إيران، والتصدي للأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار، مضيفاً: «إذا كانت إيران ترغب في إظهار أنها قوة فاعلة عقلانية، فهذا هو الوقت الذي تفعل فيه ذلك عن طريق التوقف عن تأجيج الصراع في اليمن، وبدعم محادثات السلام». ووجه المبعوث الأميركي رسالة على الحوثيين قائلاً: «أنهوا الحرب الآن، وأعطوا الشعب اليمني فرصة لتقرير مصيره»، موضحاً أن استمرار عرقلة «الحوثيين» لجهود السلام ومفاقمة الأزمة الإنسانية يؤكد للعالم أي طرف لا يرغب في تحقيق السلام في اليمن. تنسيق أممي وأكد على وجود تنسيق أميركي كامل مع الأمم المتحدة، واجتماعات دورية، وتشاور على أساس يومي، لافتاً إلى أن واشنطن منحازة تماماً لأهداف خطة السلام الأممية. وشدد على وجود إدانات متعددة من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومجلس الأمن للهجوم الحوثي على مأرب، والمجتمع الدولي، لافتاً إلى أن الميليشيات تتحدى المجتمع الدولي فيما يتعلق بهجومها على مأرب، مع وجود تأييد دولي للتوصل إلى هدنة من أجل التمكن من إيصال المساعدات الدولية الضرورية للشعب اليمني. ولفت إلى أن بلاده، باعتبارها واحدة من أكبر المانحين لتخفيف المعاناة عن لشعب اليمني، تدعو المانحين الدوليين إلى مواصلة تقديم المساعدات الضرورية للشعب اليمني، والوفاء بتعهداتهم خلال مؤتمرات المانحين. ونوّه إلى أن بلاده قدمت 3.4 مليار دولار، منذ بدء المعارك، لتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن، تضمنت عدداً من القطاعات. وقال ليندركينج: «إن جميع الموانئ والمطارات في اليمن ينبغي فتحها لتخفيف الأزمة الإنسانية». كما أكد أن التزام واشنطن تجاه اليمنيين يتجاوز وقف إطلاق النار، إلى دعم حل طويل الأمد للصراع، ومساعدة الأمم المتحدة والقوى الفاعلة الدولية على حمل الأطراف اليمنية كافة على الجلوس إلى مائدة المفاوضات وتقرير مصير بلادهم.

مشاركة :