استخدام الجوال أثناء القيادة.. النهاية مؤلمة!

  • 10/1/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت دراسة حديثة بأن ردة فعل المنهمك في الحديث الهاتفي أثناء قيادة السيارة تساوي أيضًا ردة فعل الواقع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%، كما أن ظاهرة استخدام الهاتف أثناء القيادة أصبحت السبب الرئيسي في وقوع كثير من الحوادث المرورية القاتلة بنسبة بلغت 78% من الحوادث المرورية بالمملكة، وأظهرت التقارير بأن استخدام الهاتف أثناء القيادة يقتل أكثر من الأسلحة البيضاء والنارية واشد خطورة على الإنسان من الحيوانات المفترسة. مخالفة استخدام الجوال وينص نظام المرور بأن قيمة المخالفة تتراوح من 150 الى 300 ريال، ولكن عند تكرار المخالفة تتم إحالة المخالف الى التوقيف، وسبق أن حررت إدارة مرور المنطقة الشرقية خلال أسبوعين فقط (8645) مخالفة مرورية تحت بند "استخدام الهاتف أثناء القيادة". دراسات مرورية وأشارت دراسة حديثة أجريت في معهد فيرجينيا لتكنولوجيا النقل إلى أن ردة فعل السائقين المشغولين بالاتصال عبر الهاتف المتحرك أثناء القيادة تساوي الوقوع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%، بالإضافة إلى أن 80% من حوادث الاصطدام تشمل سائقين فقدوا انتباههم في الثلاث الثواني الأخيرة التي تسبق الحادث، كما أفادت الدراسة أن الذين تعرضوا لحوادث مرورية أثناء قيادتهم للمركبة لا يتذكرون ما الذي حدث فعلاً أو كيف وقع الحادث لأنهم كانوا مشغولين بالهاتف ولم يتفادوا أو ينتبهوا للسبب الذي أدى إليه. ووفقاً لبعض الدراسات فإن من يستخدم الهاتف المحمول أثناء القيادة تنخفض قدرته على رد الفعل بنسبة 50% مقارنة بمن لا يستخدمه، وأن فرصة وقوع حادث مروري تتضاعف عدة مرات عندما يبدأ السائق الحديث عبر الهاتف المتحرك حتى لو كان ذلك من خلال سماعات الأذن. واتفقت جميع الدراسات العالمية في مجالات السلامة المرورية أن استخدام الهاتف النقال يتسبب في تعطيل جزء كبير من الوظائف الحيوية الضرورية للقيادة الآمنة، وأنه يصرف التركيز الذهني من القيادة إلى التفكير في مضمون الرسائل النصية أو المواقع المتصفحة، وكما يعطل إحدى اليدين أو كلاهما عن مسك عجلة القيادة، إضافة إلى أن النظر في الهاتف يجعل السائق يغفل عن رؤية الطريق، وأن واحداً من هذه الأسباب كفيل بجعل السائق معرضا لخطر الحادث المروري، وتتضاعف هذه الخطورة كلما زادت الأسباب. وكشفت شركة نجم لخدمات التأمين في تقرير لها بأن الجوال في بعض الأحيان يكون أخطر من الأسلحة المعروفة، فالبندقية التي تقتل في السنة (290) شخصا والشوزن (310) ضحايا والأسلحة البيضاء (1604) اشخاص سنويا، بينما كانت وفيات الحوادث التي يسببها الجوال (3328) شخصا في السنة. احتمالية وقوع الحادث وأكد التقرير بأن استخدام الجوال أثناء القيادة يزيد من نسبة التعرض للحوادث إلى (23) مرة، وبأن سرعة ردة فعل الشاب إذا استخدم الجوال وهو يقود تبطئ وتكون بمثابة سرعة ردة فعل شخص عمره سبعين سنة وأنه يقضي 10% من وقته خارج المسار المحدد له، مشيرًا الى أن الانشغال بالجوال والقيادة بنفس الوقت يعني قيادة السائق وهو مغمض عينه، حيث عندما ينظر السائق إلى جواله لمدة خمس ثوان وبسرعة 90 كم فإنه يكون قد قطع مسافة تعادل طول ملعب استاد الملك فهد! وطرح التقرير عدة حلول لهذ الاشكالية منها إذا واجه السائق مكالمة مهمة أو طارئة وهو يقود السيارة فعليه التوقف على جانب الطريق واجراء المكالمة، وأما إذا علم المتصل أو المرسل بأن الشخص الذي اتصل عليه يقود السيارة فيخبره بأن يتحدث له عندما يصل ولا يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر. التوعية يقول ابراهيم جار الله وكيل الأمن والسلامة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بإنه يجب على الطالب والطالبة تنبيه وتوعية أهاليهم بخطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة، وكذلك عدم السماح للسائق باستخدام الهاتف أثناء قيادته للسيارة فهو يعرض نفسه وأنفس الراكبين معه إلى الخطر، بالإضافة إلى تعريضه للمركبات الاخرى للخطر، وإعاقة حركة السير وخلق الزحام في الطرقات. تأثير المسلسلات! ولوحظ في الآونة الأخيرة دعوة المشاهير إلى استخدام الهاتف أثناء القيادة بطريقة غير مباشرة أو ربما كانت غير مقصودة، وذلك من خلال قيامهم بتصوير بعض حلقاتهم وهم يقودون السيارة، وكذلك المسلسلات والأفلام تنشر لقطات استخدام السائق للهاتف اثناء القيادة حتى أصبح أمرا عاديا وعادة يومية في مخيلة المشاهد كما لوحظ أيضاً بأن برامج الإذاعة شكلت وبنسبة كبيرة في دعوة السائق إلى الاتصال بهم ومشاركتهم وهو يقود، بالإضافة إلى ضعف حملات التوعية بمخاطر استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة. أداة قاتلة ومن زاوية أخرى فإن التطبيقات الاجتماعية مثل تويتر والواتساب وسناب شات التي من المفترض ان تسهل حياتنا وتواصلنا بأحبابنا، قد تقطع تواصلنا معهم إلى الأبد، حيث امتلأت تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعية بمقاطع فيديو أظهرت فئة متهورة منهم من يوثق سرعته الجنونية، ومنهم من صور حادثة وفاته، وبالإضافة إلى من وثق جرائمه بالتفحيط بيد واحدة والتصوير باليد الاخرى. تجارب مؤلمة من جهته أوضح ياسر حدله بأن أحد أصدقائه توفي قبل سنوات بسبب استخدامه الهاتف أثناء القيادة، وأضاف عبدالرحمن السناني‏ بأنه اتعظ من استخدام الهاتف أثناء القيادة عندما وقع أمام ناظره حادث شنيع تسبب به سائق كان منهمكا بالجوال أثناء القيادة، كما أجمع الكثير من المواطنين على أن أغبى الأخطاء التي اقترفوها في حياتهم كانت استخدامهم للهاتف أثناء القيادة الذي سبب لهم حوادث مرورية شنيعة، ولفت بعض الطلاب بمعهد أرامكو بأن المخالفات المرورية تضر الطالب وقد تكون سببا في فصله من المعهد. وفيما تداول المجتمع عبر المواقع والتطبيقات الاجتماعية رسائل سخرية وترفض استخدام الجوال أثناء القيادة ومنها "عزيزي السائق ان الزر الأخضر هو الذي يجيب على المكالمة وليس الفرامل" ومنهم من كتب على الزجاج الخلفي لسيارته "العصافير لا تغرد وهي تطير حتى لا تصطدم بشجرة.. وأنت كذلك لا تدردش وأنت تسوق حتى لا تغرد فيني"، وفيما طالب العديد من المواطنين برفع سعر مخالفة استخدام الجوال أثناء القيادة والتعامل بحزم مع مرتكبي هذه المخالفة.

مشاركة :