كشفت مصادر مطلعة بوزارة الصحة عن ترتيبات لمنع وفادة مرض الكوليرا الى المملكة، بعد حالة التفشي الاخيرة في العراق والتي سجلت نحو 415 اصابة. وأفصحت أن الوزارة تتابع كافة الأمراض المعدية وغير المعدية على المستوى الاقليمي، وفي دول الجوار بشكل آن ومستمر، وتقوم بتفعيل اجراءاتها وفق خطة معدة مسبقا لمثل هذه الحالات. وأشار الى أن الوزارة تعمل جنباً الى جنب في هذا الاطار، وتتعاون مع منظمة الصحة العالمية والتي أوصت بـتعزيز التأهب والاستجابة السريعة لأي فاشية في حالة انتشار الكوليرا عبر الحدود، والحدّ من عواقبها، وتعزيز الترصّد للتوصل إلى تحسين البيانات اللازمة لتقدير مخاطر الفاشيات والكشف المبكر عنها، بما في ذلك إنشاء نظام للترصد الفعّال. وأبان المصدر أن المملكة لم تسجل خلال العام الماضي سوى 3 اصابات في المنطقة الشرقية، اثنتان منها في محافظة الاحساء، والثالثة في الدمام وفقاً لبيانات الكتاب الاحصائي السنوي لوزارة الصحة. وشدد على أن المملكة منعت الوافدين من الدول الموبوءة بالكوليرا من إدخال الأطعمة والمشروبات من أجل الإبقاء على هذا المرض بعيداً عن المملكة. وافاد بأن منظمة الصحة العالمية ركزت على تدابير المكافحة التي يوصى باتباعها عموماً مثل مياه الشرب المحسنة، والإصحاح المناسب، والتثقيف الصحي، ويلزم أن يرفق بتعزيز الترصد والإنذار المبكر. وكانت وزارة الصحة العراقية اعلنت مؤخراً عن تسجيل 415 إصابة بمرض الكوليرا في عموم العراق تم علاج 95% منها بنجاح، فيما يرقد الباقون في المستشفيات، وعزت وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود في بيان صحفي سبب انتشار مرض الكوليرا في البلاد إلى شحة المياه، واستخدام المواطنين في بعض المناطق ومنها قضاء ابوغريب غربي بغداد والذي شهد اكبر عدد من الإصابات مياها ملوثة غير صالحة للشرب. عدوى معوية والكوليرا وفقاً لمنظمة الصحة العالمية هي عدوى معوية حادة تنجم عن ابتلاع بكتيريا الكوليرا المنقولة بالمياه أو الأطعمة الملوثة بالبراز. وترتبط عدوى الكوليرا في المقام الأول بقلة توافر المياه المأمونة والإصحاح الجيد، وقد يتفاقم أثرها في المناطق التي تعاني من تعطل أو خراب البنى التحتية البيئية الأساسية القائمة فيها. ويشتد التعرض لفاشيات الكوليرا في البلدان التي تمر بحالات طارئة صعبة. وتتصف حالات الكوليرا الشديدة بحدوث إسهال مائي حاد ومفاجئ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة نتيجة للجفاف الشديد، ويساعد قصر فترة الحضانة، التي تتراوح بين ساعتين وخمسة أيام، على تأزم استشراء الفاشيات بالنظر للتزايد السريع في عدد المصابين. وقد لا تظهر أعراض المرض لدى 75% من المصابين بعدوى الكوليرا، مع ذلك فإن العوامل الممرضة تبقى موجودة في براز هؤلاء الأفراد لفترة تمتد بين 7 أيام و14 يوماً، حيث تعاود ظهورها في البيئة مع احتمال تسببها في عدوى عدد آخر من الأفراد. وتتسم الكوليرا بكونها مرضاً شديد الفوعة يؤثر في الأطفال والبالغين على السواء. وخلافاً لأمراض الإسهال الأخرى، فإنها يمكن أن تؤدي إلى وفاة البالغين الأصحاء في غضون ساعات قلائل، ويعتبر الأفراد الضعيفي المناعة مثل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو الأشخاص المتعايشين مع الإيدز، أشد تعرضاّ لخطر الوفاة في حالة إصابتهم بعدوى الكوليرا. وعرفت منظمة الصحة العالمية الكوليرا بأنها عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية، ولها فترة حضانة قصيرة، وتنتج نزيفا معوياً يؤدي إلى إسهال مائي غزير غير مؤلم، يمكن أن يفضي سريعاً إلى جفاف شديد وإلى الوفاة إن لم يعط العلاج فوراً، كما يحدث القيء بين كثير من المرضى. وأضافت المنظمة عبر موقعها على الانترنت: ان معظم المصابين بالضمة الكوليرية لا يمرضون، وعندما يحدث المرض بالفعل يكون ما بين 80 و90 في المائة من النوائب معتدل الحدة أو متوسط الحدة، ويصعب التمييز سريرياً بينه وبين الأنواع الأخرى من الإسهال الحاد، وتحدث لدى أقل من 20% من المرضى كوليرا نمطية بعلامات جفاف معتدلة أو شديدة. حقائق رئيسة وتظل الكوليرا تمثل تهديداً عالمياً، وهي من بين المؤشرات الأساسية للتنمية الاجتماعية، ولئن كان المرض لم يعد يشكل تهديداً في البلدان التي لديها الحد الأدنى من المعايير الصحية، فهو يظل من التحديات المطروحة على البلدان التي لا يمكن فيها ضمان الحصول على مياه الشرب النقية والمرافق الصحية الملائمة. ويواجه كل بلد نامٍ تقريباً فاشيات للكوليرا أو تهديدات بوباء الكوليرا. ونشرت المنظمة عددا من الحقائق حول المرض، تمثلت في أن الحقائق الرئيسية: الكوليرا مرض حاد من أمراض الإسهال يمكن أن يفتك بالأرواح في ظرف ساعات من الإصابة به إذا تُرك دون علاج، ويقدر عدد حالات الكوليرا بما يتراوح بين 3 و5 ملايين حالة وعدد الوفيات الناجمة عنها بما يتراوح بين 000 100 و000 120 وفاة في كل سنة. ويمكن علاج 80% من الحالات بنجاح بواسطة أملاح معالجة الجفاف التي تعطى عن طريق الفم. الأعراض والخطر إن الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد، وهو يصيب الأطفال والكبار ويمكن أن يفتك بالأرواح في ظرف ساعات، ولا تظهر أعراض الإصابة ببكتيريا الكوليرا V. cholerae على نحو 75% من المصابين بالعدوى، وذلك على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة من 7 أيام إلى 14 يوماً بعد العدوى، وهي بهذا ترتد إلى البيئة ويمكن أن تصيب العدوى أشخاصاً آخرين. ومن بين الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض يعاني 80% أعراضاً متوسطة الشدة أو غير شديدة، بينما تظهر على نحو 20% أعراض الإسهال المائي الحاد وما يصاحبه من جفاف شديد، ويمكن أن يتسبب ذلك في الوفاة إذا تُرك دون علاج. والأشخاص المعرضون لمخاطر الوفاة أكثر من غيرهم إذا أصيبوا بالعدوى هم الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، كالأطفال المصابين بسوء التغذية أو الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري. الوقاية والمكافحة من الأمور الهامة للحد من فاشيات الكوليرا ومكافحة الكوليرا في المناطق الموطونة والحد من الوفيات، اتباع نهج متعدد التخصصات يستند إلى الوقاية والتأهب والاستجابة، إلى جانب نظام رصد فعال. إن الكوليرا مرض سهل العلاج، ويمكن علاج 80% من المرضى بنجاح إذا أُعطيت لهم بسرعة أملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم (الكيس المعياري لأملاح معالجة الجفاف الذي توزعه منظمة الصحة العالمية/ اليونيسيف). أما المرضى المصابون بالجفاف الشديد فيحتاجون إلى إعطائهم السوائل في الوريد، ويحتاج هؤلاء المرضى أيضاً إلى المضادات الحيوية الملائمة لتقليل مدة الإسهال وتقليل الكمية اللازمة من سوائل معالجة الجفاف، وتقليل مدة إفراز بكتيريا الكوليرا V. cholerae، ولا يوصى بإعطاء المضادات على نحو جماعي؛ لأنها لا تؤثر على انتشار الكوليرا، كما أنها تساعد على زيادة المقاومة لمضادات الميكروبات. ولضمان إتاحة العلاج في التوقيت المناسب يمكن إنشاء مراكز العلاج من الكوليرا في المناطق التي تعيش فيها المجموعات السكانية المتضررة منها، وبواسطة العلاج المناسب يمكن أن يظل معدل الإماتة في الحالات أقل من 1%. الاستجابة للفاشيات إن استراتيجية التدخل المعتادة بمجرد اكتشاف أية فاشية هي العمل على تقليل عدد الوفيات من خلال الإسراع بإتاحة العلاج، ومكافحة انتشار المرض عن طريق توفير المياه المأمونة وخدمات الإصحاح الملائمة والتوعية الصحية من أجل تحسين التصحح، واتباع المجتمع المحلي للممارسات المأمونة في مناولة الأغذية. ومن التحديات الضخمة التي لا تزال هي العامل الحاسم في الحد من تأثير الكوليرا توفير المياه وخدمات الإصحاح المأمونة. لقاحا الكوليرا الفمويان هناك نوعان من لقاحات الكوليرا الفموية يتسمان بالمأمونية والنجاعة متاحان حالياً في السوق، وكلاهما لقاح ميت كامل الخلية، وأحدهما يحتوي على الوحدة الفرعية B المأشوبة، والآخر لا يحتوي عليها، وكلاهما يوفر الحماية المستمرة لأكثر من 50% لمدة سنتين في المناطق الموطونة. اجتاز لقاحا الكوليرا اختبار المنظمة المسبق للصلاحية وتم الترخيص باستعمالهما في أكثر من 60 بلداً، وثبت أن لقاح ديكورال يوفر الحماية القصيرة الأمد لنسبة من 85% إلى 90% ضد المجموعة المصلية O1 من بكتيريا الكوليرا V cholerae في كل الفئات العمرية بعد التطعيم بفترة تتراوح بين 4 شهور و6 شهور.
مشاركة :