في رسالة شديدة اللهجة لبكين، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، أن الولايات المتحدة لن تقبل بفرض قيود في بحر الصين الجنوبي. وذكر كيري في كلمته في مستهل اجتماع مع قادة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، أن الولايات المتحدة «لن تقبل بأي قيود على حرية الملاحة أو الطيران، أو أي استخدامات مشروعة للبحر، وليس مهمًا إذا كانت السفينة سفينة حربية كبيرة، أو قارب صيد صغير. فالمبدأ واضح جدًا.. ينبغي احترام حقوق جميع الدول». وتتنازع كل من الصين وفيتنام والفلبين وماليزيا وتايوان وبروناي السيادة على بحر الصين الجنوبي، الذي يبلغ حجم التجارة التي تعبره سنويًا خمسة تريليونات دولار. لكن تحركات الصين لتأكيد سيادتها على البحر أقلقت جيرانها وأثارت مخاوف الولايات المتحدة، رغم تأكيد الصين أنها لا تكن أي نيات عدائية. وتستضيف الصين اجتماع وزراء دفاع «آسيان» الشهر المقبل، وسط تصاعد للتوترات بشأن البحر المتنازع بشأنه. وقبل أسبوع، دعا نواب أميركيون الولايات المتحدة إلى القيام برد فعل أقوى إزاء قيام الصين بإنشاءات على جزر وشعاب مرجانية في بحر الصين الجنوبي، وذلك قبل أسبوع من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى البيت الأبيض؛ إذ قال السناتور جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، خلال جلسة استماع حضرها مسؤولون كبار بالبحرية الأميركية، إن «بحر الصين الجنوبي ليس أراضي صينية، ويتعين أن تتوافر (حرية الملاحة) في هذه المنطقة»، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست». وأضافت الصحيفة أن ماكين يؤيد إطلاق عملية تسمى «حرية الملاحة»، تهدف إلى إرسال سفن للإبحار في حدود 12 ميلاً من هذه الجزر، وذلك لتأكيد الموقف الأميركي بأن هذه المنطقة تمثل مياهًا دولية. ونقلت الصحيفة عن ماكين قوله إن «أفضل إشارة على احترام الحريات في البحار هي عدم الاعتراف بالحدود البحرية التي تبلغ 12 ميلاً كأمر واقع، وأفضل طريقة للتأكد من عدم الاعتراف بهذه الحدود هي أن تبحر بسفنك في المياه الدولية، وهذه المنطقة تمثل مياهًا دولية بشكل واضح، فهذه جزر صناعية، وعليك أن تمر بجانبها مباشرة».
مشاركة :