ألقى الرئيس الصيني «شي جينبينغ» كلمة في قمة الصحة العالمية قال فيها: إن هزيمة الجائحة في يوم مبكر واستعادة النمو الاقتصادي لأمر يمثل الأولوية الأولى للمجتمع الدولي. فيجب على أعضاء مجموعة العشرين تحمل مسؤوليتها في التعاون الدولي لمكافحة الجائحة، وتلخيص الخبرات والدروس مع عدم تضييع الوقت في معالجة أوجه القصور وسد الثغرات وتقوية الحلقات الضعيفة، والعمل على تعزيز الإمكانية والقدرة على التعامل مع الطوارئ الخطيرة للصحة العامة، وطرح خمس نقاط حول ما يتعين القيام به. أولا- يجب الالتزام بمفهوم الشعب أولا والحياة أولا. نقوم بمكافحة الجائحة من أجل الشعب، ولا بد لنا من الاعتماد عليه. أثبتت التجارب أن الانتصار على الجائحة بشكل نهائي يتطلب وضع سلامة أبناء الشعب وصحتهم في المقام الأول، والتحلي بالمسؤولية والجرأة السياسية الكبرى، واتخاذ الإجراءات الاستثنائية لمواجهة التحديات الاستثنائية. ثانيا- يجب اتباع السياسات القائمة على العلم وضمان الاستجابة المنسقة والمنهجية في وجه هذا المرض المعدي الجديد، يجب علينا تكريس الروح العلمية واتباع المقاربة العلمية والامتثال لقانون العلم. إن مكافحة الجائحة معركة شاملة تتطلب الاستجابة المنهجية للتنسيق بين التدخل الدوائي والتدخل غير الدوائي والتوفيق بين مكافحة الجائحة بشكل دقيق وروتيني وإجراءات الطوارئ، وضمان السيطرة على الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في آن واحد. ثالثا- يجب الالتزام بروح الفريق الواحد والدعوة إلى التضامن والتعاون. تدل هذه الجائحة مرة أخرى على أن البشرية تتقاسم السراء والضراء وتعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك. في وجه جائحة كبرى مثل جائحة فيروس كورونا المستجد، يجب علينا التمسك بمفهوم مجتمع تتوافر فيه الصحة للبشرية وتعزيز التضامن والتعاون لتجاوز الصعوبات العابرة، والرفض القاطع لجميع المحاولات لتسييس الجائحة. رابعا- يجب الالتزام بالعدالة والإنصاف وسد «فجوة المناعة». قبل سنة، طرحت ضرورة جعل اللقاح منفعة عامة للعالم، أما في الوقت الراهن، فأصبحت مشكلة عدم التوازن في التلقيح أكثر تفاقما. يجب علينا نبذ «قومية اللقاحات»، وإيجاد حل ملائم لقضية الطاقة الإنتاجية والتوزيع للقاح، وتعزيز إتاحة اللقاح للدول النامية بكلفة ميسرة. خامسا- يجب الالتزام بحل المشكلة بظواهرها وبواطنها في آن واحد واستكمال منظومة الحوكمة. تمثل هذه الجائحة اختبارا شاملا لمنظومة الحوكمة العالمية للصحة. وفي هذا السياق، يجب علينا تعزيز وتفعيل دور الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واستكمال المنظومة العالمية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، بما يمنع الأوبئة ويستجيب لها بصورة أفضل في المستقبل. وقال الرئيس الصيني: في هذه المعركة غير المسبوقة ضد الجائحة، لاقت الصين دعما ومساعدة من دول عديدة، وأطلقت الصين بالمقابل عملية إنسانية واسعة النطاق على المستوى العالمي. في الدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية المنعقدة في مايو من العام الماضي، أعلنت 5 إجراءات ستتخذها الصين لدعم التعاون العالمي في مكافحة الجائحة، ونعمل الآن على قدم وساق على تنفيذها على الأرض. رغم القدرة الإنتاجية المحدودة والطلب المحلي الهائل، أوفت الصين بتعهداتها لتقديم لقاحات مجانية إلى أكثر من 80 دولة نامية ذات احتياجات ملحة، وتصدير اللقاحات إلى 43 دولة. قد منحت الصين ملياري دولار أمريكي من أجل مكافحة الجائحة وتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية المتضررة من الجائحة، وأرسلت مستلزمات مادية إلى أكثر من 150 دولة و13 منظمة دولية، وقدمت للعالم أكثر من 280 مليار كمامة و3.4 مليارات لباس واق و 4مليارات طقم اختبار. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء آلية التعاون لتوأمة المستشفيات الصينية مع 41 مستشفى إفريقي، وبدأت في نهاية العام الماضي أعمال التشييد بشكل رسمي لمقر المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة بمساعدة الصين. وحققنا تقدما مهما للمشروع المشترك بين الصين والأمم المتحدة لإنشاء مستودع ومركز متخصصين للاستجابة الإنسانية في الصين. كما تنفّذ الصين بشكل شامل «مبادرة مجموعة الـ20 لتعليق مدفوعات خدمة الديون للدول الأشد فقرا»، وتم تعليق مدفوعات خدمة ديون بقيمة تتجاوز 1.3 مليار دولار الأمريكي حتى الآن، وهي أكبر مبلغ من بين جميع أعضاء مجموعة العشرين. ومن أجل مواصلة الدعم للتضامن العالمي لمكافحة الجائحة، أعلن الرئيسة الصيني: - ستوفر الصين المساعدات الدولية الإضافية بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي في السنوات الثلاث المقبلة في سبيل دعم الدول النامية لمكافحة الجائحة وإنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية. - قد وفرت الصين 300 مليون جرعة من اللقاح للعالم، وستوفر مزيدا من اللقاحات بقدر الإمكان. - تدعم الصين شركاتها المختصة باللقاح لنقل التكنولوجيا إلى الدول النامية وإجراء التعاون معها في إنتاج اللقاح. - قد أعلنت الصين دعمها لرفع حقوق الملكية الفكرية عن اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، وتدعم الصين منظمة التجارة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية لاتخاذ قرار بهذا الشأن في يوم مبكر. - تدعو الصين إلى إنشاء منتدى دولي للتعاون في مجال اللقاح، وتقوم الدول التي تطور وتنتج اللقاحات والشركات وأصحاب المصلحة فيه بالتباحث حول سبل تعزيز التوزيع العادل للقاح في العالم.
مشاركة :