ارتفع الطلب العالمي على النفط إلى 95 مليون برميل يوميًا، في مايو الجاري حيث تعود السوق إلى التوازن بدعم من استمرارية قوة ومثالية الإجراءات المتخذة لخفض الإنتاج العالمي المشترك في تحالف أوبك+. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في إيجاز أسبوعي يوم الجمعة: إن سوق النفط متوازنة إلى حد ما في الوقت الحالي، حيث يتجاوز الطلب العرض قليلاً، بعد أن شهدت سوق النفط عجزاً خلال الأشهر العديدة الماضية، ومع ذلك، قد يتغير الوضع قريبًا بشكل جذري بمجرد رفع العقوبات عن إيران. وأشار نوفاك نقلاً عن وكالة تاس الروسية بأن هذا هو مطلب طهران الرئيس مقابل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني. فيما يمكن لإيران هذا العام مضاعفة إنتاج النفط وإرسال حوالي 2-3 ملايين برميل يوميًا للتصدير. في غضون ذلك، قد يتسبب هذا السيناريو في مشاكل لأطراف صفقة أوبك+. وقد تتأرجح أسعار النفط، لكن الخبراء يأملون في ألا تؤدي عودة إيران على الأرجح إلى تقويض "قاعدة الميزانية" الروسية. ولفت محلل النفط الروسي في فيينا، أندري ماسلوف، إلى أنه في حالة تخفيف العقوبات على إيران، فستكون قادرة على تصدير 4.5 ملايين برميل يوميًا في غضون 2-3 أشهر، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على سوق النفط. وقال: إن إضافة مليوني برميل للسوق لم تكن ضمن خطة أوبك+ وستكون سيناريو غير مرغوب فيه للتطورات بالنسبة لروسيا ولأوبك+ حيث إن الإمدادات المتزايدة، بالنظر إلى أنه منذ مايو الجاري اتخذت أوبك+ مسارًا لزيادة إنتاج النفط تدريجياً، قد يؤثر سلبًا على أسعار النفط، حيث إن هذه الزيادة في العرض يمكن أن تخفض أسعار برنت بسرعة إلى 58 - 60 دولارًا للبرميل. بينما يلاحظ المحلل المالي الروسي، يفغيني ميرونيوك، بأن النمو المحتمل في الإنتاج بحلول نهاية العام "لن يكون بمثابة صدمة لسوق النفط". ومع ذلك، وافق على أن المشاركين في اتفاق أوبك+ سيسعون لإشراك إيران في الصفقة، وهذا من شأنه أن يحد من نمو الصادرات. وفي نفس المنحى، تشير المحادثات في قمة كولومبيا العالمية للطاقة، إلى أن الاستثمارات في النفط والغاز قد تراجعت في السنوات الخمس الماضية مع التزام الشركات بالانضباط الرأسمالي منذ الانهيار السابق لأسعار النفط وتراجع الصناعة في عام 2015- 2016. فيما ترى أوبك أن الطلب العالمي على النفط عند 94.79 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من هذا العام، بعد تعديل التقديرات المنخفضة بمقدار 300 ألف برميل يوميًا مقارنة بتقديرات أبريل، بسبب انخفاض الطلب عن المتوقع في أميركا الشمالية في الربع الأول وظهور تطورات سلبية للجائحة في الهند والبرازيل. ومع ذلك، رفعت المنظمة توقعاتها للطلب على النفط للربعين الثالث والرابع من عام 2021 بمقدار 150 ألف برميل يوميًا و290 ألف برميل يوميًا على التوالي. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط ​​الطلب في الربع الثالث 97.90 مليون برميل يومياً وأن يرتفع الطلب في الربع الأخير إلى 99.74 مليون برميل يومياً. وقالت (أوبك): إن الطلب المرتفع المتوقع في النصف الثاني من هذا العام هو نتيجة لبيانات الوقود الإيجابية من الولايات المتحدة، في حين أن "التسارع في برامج التطعيم في العديد من المناطق يسمح بالتفاؤل". وبشكل عام، تبدو أوبك متفائلة بأن تسريع برامج التطعيم وزيادة الطلب على الوقود سيرفع متوسط ​​الطلب العالمي على النفط بمقدار 5.95 ملايين برميل يوميًا في عام 2021 مقارنة بعام 2020. إلا أن وكالة الطاقة الدولية في تقريرها لشهر مايو، قالت: إن مخزونات النفط الفائضة في العام الماضي قد استُنفدت تقريبًا، وقد يؤدي انتعاش الطلب القوي في النصف الثاني من هذا العام إلى سحب أكبر للمخزون.