قالت "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، الكيان المعلن من طرف واحد عام 1976، في بيان إنّ المغرب "شكّل منذ عقود مصدر التهديد الرئيسي لجميع جيرانه عبر إغراق بلدانهم بالمخدّرات والهجرة السريّة ومن خلال تورّطه الموثّق في الإرهاب". واتّهم البيان المغرب بـ"مهاجمة دول، من بينها ألمانيا وإسبانيا، متذرّعاً بقضايا مفتعلة بهدف ممارسة الضغط والابتزاز والمساومة في موضوع الصحراء الغربية". وهذا أول ردّ رسمي من "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" ( البوليساريو ) على أزمة تدفّق أكثر من 8 آلاف مهاجر من المغرب إلى جيب سبتة الإسباني منذ الإثنين نتيجة تخفيف الرباط من رقابتها الأمنية. وجاءت موجة الهجرة على خلفية التوتر الدبلوماسي الحادّ بين مدريد والرباط منذ استقبلت إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي لتلقّي العلاج من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا. والمغرب باعتباره شريكاً أساسياً في مكافحة الهجرة، يرغب في أن يعترف الاتحاد الأوروبي بسيادته على الصحراء الغربية، على غرار ما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب . وأضاف البيان أنّ "الموجة العالمية المناوئة لتصريح ترامب وتشبّث المجتمع الدولي بالطبيعة القانونية للقضية الصحراوية ورفضه لسيادة المغرب علي الصحراء الغربية جعل المحتل المغربي يصاب بخيبة أمل عميقة". شاهد: اشتباكات على أبواب سبتة بين الشرطة المغربية وشباب يحلم بالهجرة إلى أوروبا ما الذي يحدث في جيب سبتة ولماذا صعدت بروكسل من لهجتها ضد المغرب؟ تعرف على مدينتي سبتة ومليلية "جوهر الصراع" بين المغرب وإسبانيا ولاحظ البيان أنّ قرار ترامب "لم يصمد أكثر من الفترة المتبقية لصاحبه في البيت الأبيض، نتيجة لتعارضه مع القانون الدولي ومع سياسة الولايات المتحدة ومصالحها ومكانتها والدور المنوط بها في حلّ النزاعات وفي إحلال السلام والأمن الدوليين". وحضّت الجبهة "الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي على تكاتف الجهود لوضع حدّ للاحتلال المغربي اللاشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية". كما اتّهم البيان المغرب بالتورّط في "عملية إجرامية مستمرّة تتجلّى في تفكيك وتركيب ما يسمّيه بالخلايا الإرهابية التي تقوم أجهزته بنشرها واستعمالها والإبلاغ عنها في آن واحد". من جهتها، حذّرت إسبانيا ، القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء الغربية، المغرب من أنّ موقفها لن يتغيّر بشأن المنطقة الصحراوية الشاسعة التي لا يزال وضعها غير محدّد. وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية ارانتشا غونزاليس لايا الأربعاء إنّ "إسبانيا لا تزال متمسّكة بشدّة بالحلّ السياسي الذي يجب إيجاده في إطار الأمم المتحدة". وتدعو البوليساريو إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير، أقرّته الأمم المتحدة ولكن يتم تأجيله باستمرار منذ أبرمت الرباط والجبهة اتفاقاً لوقف لإطلاق النار في 1991 بعد 16 سنة من الحرب. أمّا المغرب الذي يسيطر على ثلاثة أرباع المنطقة، فيقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.
مشاركة :