أثار مقتل شاب وإصابة والده على يد أحد عناصر الميليشيات المسلحة في منطقة جنزور غرب العاصمة طرابلس بسبب خلاف شخصي، صدمة في ليبيا، وسط مطالبات بضرورة القبض على القاتل والقصاص منه وإيجاد حلّ لمعضلة الميليشيات، وسط اتهامات للحكومة والمسؤولين في وزارة الداخلية بتحمل مسؤولية ما يحدث من تجاوزات والتأخر في معالجة ملف الميليشيات وفوضى السلاح. ووثق مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع فى مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الجريمة، التي وقعت أمس الجمعة، حيث ظهر في المقطع مسلح يدعى "أيوب سحاب" من ميليشيا "فرسان جنزور"، وهو يتهجم على أحد المنازل في منطقة جنزور ويهدد بقتل كل من فيه أمام مرأى ومسمع الجميع، قبل أن يقوم برفع سلاحه ويبدأ بإطلاق الرصاص في كل اتجاه، مما أدى إلى مقتل شاب وإصابة والده داخل منزلهما. ولم تنف ميليشيات "فرسان جنزور"، تورط أحد منتسبيها في جريمة القتل، في حين أكدت مديرية أمن جنزور في بيان أن قسم التحقيق بمركز شرطة جنزور قام منذ ساعات الصباح الأولى باتخاذ الإجراءات وفتح المحاضر والانتقال إلى موقع الحادثة للمعاينة، ومازالت التحقيقات مستمرة. وعمّت حالة من الصدمة في أوساط الليبيين، الذين اعتبروا في تدوينات أنّ هذه الجريمة تعبّر باختصار عن وضع العاصمة طرابلس التي تشهد تزايدا قياسيا في معدلات الجريمة والقتل خارج القانون، في ظل سيطرة الميليشيات المسلّحة، مطالبين بضرورة القبض على القتلة والقصاص منهم. واعتبر رئيس اللجة الوطنية لحقوق الإنسان أحمد حمزة، في تصريح لـ "العربية.نت"، أن مشهد القتل بالرصاص وبدم بارد وفي وضح النهار وأمام الجميع و الأجهزة الأمنية، يعبر عن فشل ذريع لوزارة الداخلية في تحقيق الأمن والاستقرار وفرض النظام، ويمثل ذروة الاستهتار بحياة المواطنين من قبل المجرمين والخارجين عن القانون، في ظل غياب الجديّة من مؤسسات الدولة في معالجة هذا الملف. وتسلط هذه الجريمة الأخيرة الضوء على معضلة الميليشيات المسلحة التي تتحكم في العاصمة طرابلس ومدن غرب ليبيا وتروّع المواطنين وكذلك على ظاهرة انفلات السلاح، وهي قضايا تهدد الآمال المعقودة على تحسن الاستقرار في ليبيا، بعدما فشلت السلطات الجديدة حتى الآن في تثبيت وفرض سلطتها عليها وإيجاد الحلول.
مشاركة :