بغداد - تمكن الجيش العراقي خلال الأسابيع القليلة الماضية من تصفية ما لايقل عن عشرين من عناصر تنظيم الدولة، وذلك في وقت كثفت فيه الحكومة العراقية جهود دحر التنظيم الإرهابي في المنطقة المعروفة باسم مثلث الموت شمال البلاد. وأعلن الجيش العراقي السبت مقتل 20 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابي، خلال عمليات أمنية نفذها على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. وفي مؤتمر صحفي في العاصمة بغداد، قال الناطق باسم القائد العام للجيش يحيى رسول، إن "20 عنصرا من داعش قتلوا، كما تم ضبط 202 عبوة ناسفة، و963 قطعة سلاح في الفترة الممتدة بين 1 و21 مايو/أيار الجاري". وأضاف رسول "ما تبقى من داعش في العراق هي الخلايا النائمة، وتعمل بشكل مفارز تتألف من 5-6 عناصر مختبئة، أو تدخل في عمق الصحاري والمناطق الوعرة في الجبال". ولفت إلى أن "الفترة المقبلة ستشهد عمليات نوعية لطرد فلول التنظيم من البلاد". ومنذ مطلع مايو/أيار الجاري، أطلقت القوات العراقية عمليات عسكرية شملت محافظات ديالى (شرق) وكركوك ونينوى (شمال)، لملاحقة خلايا تنظيم "داعش". وبشأن التنسيق العسكري بين قوات الجيش والبيشمركة (حرس إقليم كردستان شمالي البلاد)، أشار رسول إلى أن "مراكز التنسيق الأمني بين الجانبين ستكون بإشراف وقيادة الجيش ويشترك بها ممثلين عن صفوف القوات العراقية كافة، وستكون تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي". وأضاف أن "عمل هذه المراكز سيكون للتنسيق بين القوات كافة، وكذلك تنسيق العمليات ضد عصابات داعش الإرهابية، وجمع المعلومات الاستخبارية". وشكلت بغداد وأربيل نهاية العام الماضي، 4 مراكز أمنية للتنسيق المشترك، مهمتها تحليل المعلومات الأمنية والاستخبارية الخاصة بتحركات مسلحي "داعش" في المناطق المشتركة في ديالى ونينوى وكركوك. ومن المقرر بدء العمل بالمراكز الأمنية الأسبوع الجاري، وفق تصريحات رسمية لوزارتي الدفاع الإتحادية والبيشمركة (بإقليم كردستان). وفي سياق متصل، أفادت خلية الإعلام الأمني (تابعة لوزارة الدفاع) في بيان، بأن قوات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية اعتقلت 4 من "داعش" بينهم عنصر خطير، في عملية أمنية ببغداد. فيما صرح المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب (نخبة الجيش)، صباح النعمان في مؤتمر صحفي ببغداد، بأن قوات مكافحة الإرهاب دمرت 250 كهفا (موقعا) لخلايا التنظيم، ضمن الاستراتيجية العراقية لمكافحة الإرهاب التي انطلقت مطلع العام الجاري. وخلال الشهور الأخيرة زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من "داعش"، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، المعروفة باسم "مثلث الموت". وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.