بجذور ضاربة في أعماق الأرض، وبأغصان ممتدة إلى عنان السماء، كانت، ولا تزال، بمثابة ملاذ آمن لروادها، إنها شجرة «جميزة المسيح»، في أقدم مدن العالم، مدينة أريحا، في الضفة الغربية، لتكون شاهدة على ألفي عام من التاريخ، وتصبح منذ عصور مقصداً للسياح. محمد جرادات مدير مديرية السياحة والآثار الفلسطينية في أريحا، يقول لـ «البيان»، إنّ عمرَ الشجرة يقاربُ عمرَ ميلاد المسيح، حيث يُقدّر عمرُها ألفي عام تقريباً، ويعودُ تاريخُها إلى فترةِ مجيء المسيح إلى أريحا في طريقِه إلى القدس، وتعد واحدةً من محطاتِ الحجاج والسيّاح على مرِّ العقود والقرون، ولا تزال حتى اللحظة تستقطبُ المزيدَ من الزوار، لأهميتِها الدينية والسياحية، وتشكّل اليوم معلماً سياحياً في المدينةِ. وحسب جرادات أن الشجرة اكتسبت شهرتها من رواية عن لقاء جمع المسيح بـ «زكا العشار»، جامع الضرائب قصير القامة، أثناء مروره من أريحا في طريقِه إلى القدس، وأثناء هذا المرور، تجمّعَ الناسُ لرؤيتِه، ما حجب الرؤية عن الأطفال وقصّار القامة، وكان من بين هؤلاء، شخصٌ مرابٍ له سمعةٌ سيئة، يجبي الضرائب من السكان المحليين لصالحِ الإمبراطورية الرومانية، واسمه «زكّا العشّار»، لم يستطع هذا الشخص رؤيةَ المسيح لقصرِ قامتِه، فصعد لأعلى شجرةِ جميز في المكان، ونظر إليه المسيح، وقال: «أنت لن تراني فقط، بل سأبيتُ عندك الليلة»، ومكث المسيحُ عندَه يوماً، وتكريماً لهذه الزيارة، تبرّع زكا بنصفِ مالِه للمساكين، ومنذُ ذلك اليوم، أعلن زكا توبته عن اقتراف السيئات، وأصبح رجلاً صالحاً، وبعد تلك الواقعة، باتت الشجرةُ تُعرف باسم شجرة «زكّــــــا العشّـــــار». وأوضح جرادات أن الشجرة تقع ضمن أراضٍ تعود ملكيتها لكنيسة الروم الأرثوذكسية، التي تأسست عام 1884 في أريحا، ما أدى إلى تقديس مكانتها للمسحيين والسياح، من مختلف بقاع الأرض، وأن وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، تتولى مهمة رعاية الشجرة، والحفاظ عليها، كونها باتت من أبرز المعالم السياحية في مدينة أريحا. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :