عاش جمهور الثقافة والأدب والفن في فترة جائحة كوفيد 19 تجربة جديدة من نوعها، تتمثل بحضور الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية افتراضياً، من خلال منصات مخصصة تسمح بمشاركة ودخول الجمهور للفعالية من موقعه الجغرافي ومن دون الحاجة للسفر أو الانتقال من منزله أو مكانه وفق إجراء تقني. هذه التجربة ساهمت في اتساع رقعة المشاركة التي امتدت على مستوى العالم، فبمجرد بدء النشاط أو الحدث تتدفق مشاركة الجماهير الراغبين في الحضور من دون قيد يمنعهم، غير أن هذه الأنشطة ينقصها الكثير من التفاعل الحقيقي.. ومع عودة بعض الأنشطة بشكلها الاعتيادي والواقعي طرحنا السؤال: هل تؤيد استمرار تنظيم فعاليات ثقافية افتراضية، بجانب الأخرى الواقعية ؟ على قراء «البيان» من خلال الموقع الإلكتروني وحساب تويتر، وجاءت النتائج على الموقع الإلكتروني 75% أجاوب ب(نعم)، مقابل 25% لا، وعلى موقع تويتر 55% نعم مقابل 45% لا. تفاعل مباشر من جهتها، تؤيد مريم النقبي مسؤولة منتدى شاعرات الإمارات، عودة الأنشطة واقعياً وافتراضياً لمن لا يتمكن من الحضور وقالت أؤيد عودة الأنشطة والفعاليات الواقعية مع استمرار نقلها افتراضياً لمن لا يتمكن من الحضور، وبالتأكيد مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة وتطبيق التباعد الاجتماعي للحضور والمشاركين. ومن واقع تجربة الفعاليات الافتراضية ورغم نجاحها إلا أننا نجد أن عنصر التفاعل المباشر لم يتحقق بالشكل المطلوب.. أما عن التجربة الافتراضية فقد نجحت جهات كثيرة في تنظيم الكثير من الفعاليات والبرامج بتميز وجدارة.. وهناك أمسيات شعرية كثيرة تم تنظيمها وشاركت فيها كانت ناجحة إلا أن الشعر يكون أجمل وأكثر تأثيراً في الأمسيات الواقعية المباشرة. ويجب على المسؤولين عن تنظيم مثل هذه الفعاليات والأمسيات مجاراة الواقع والتعايش مع هذه الأزمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستمرار النجاح. ظروف استثنائية وقالت الكاتبة إيمان اليوسف إن من أبرز الجوانب التي التفت إليها المشهد الثقافي واستثمر فيها بشكل إيجابي في الظروف الاستثنائية لوباء كورونا من عام 2020 وحتى اليوم، كان تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والندوات بشكلٍ افتراضي. وكذلك، فقد شاركت الكثير من كبريات المدن العالمية والدول التي تتصدر المشهد الثقافي في فتح أبواب متاحفها ومعارضها للمشاهدة والزيارة الافتراضية وعن بُعد بالإضافة إلى عروض المسارح وبعض دور السينما وخاصة غير التجارية. وأضافت أرى أنه من الحكمة البقاء محافظين على هذا الخط الافتراضي حتى بعد التشافي التام من الجائحة وذلك لأسباب كثيرة، أولها وأهمها أن الخطوة سهلت مشاركة كتاب وناشرين ومثقفين من جميع الدول حول العالم ومن دون الحاجة لتكبد عناء السفر، والتفرغ من وظائفهم أو مسؤولياتهم كما وفرت التكاليف المالية من سفر وإقامة وتنظيم موقع لاستضافة الحدث. وأضافت: من الضرورة إدراك أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة في حاضر العالم ومستقبله من قبل القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية والذي استثمر كثيراً في خطوة الندوات والمعارض الافتراضية التي تصل بكاتبنا وصوتنا وهويتنا وثقافتنا إلى الآخر وهو في بلده وبيته، أي سعة انتشارها أضعافاً مضاعفة للندوات التي تحدث بشكل واقعي. ولكن، هناك جزء حيوي من الثقافة يقوم على الجوانب التفاعلية الحسية ولا يمكن الاستعاضة أو الاستغناء عنه ولا يمكن إغفال دوره أو التقليل من أثر ووقع الفعاليات والندوات التي تتم على أرض الواقع. وعليه فإن الوضع الأمثل يكمن في الموازنة والتعادل بين نوعي الجلسات الافتراضية والواقعية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :