مونتيفيديو – الوكالات: يعرقل بطء حملات التطعيم الخروج من الأزمة الوبائية في دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، حيث تجاوز عدد الوفيات بجائحة كوفيد-19 المليون. منذ رصد الفيروس في أمريكا اللاتينية في ساو باولو أواخر فبراير 2020، سجلت وكالة فرانس برس أكثر من 1.001.404 حالات وفاة في المنطقة - ما يمثل 30 بالمئة من حصيلة الوفيات في العالم - وأكثر من 31.5 مليون إصابة. وقرابة 90 بالمئة من الوفيات سجلت في خمس دول تضم 70 بالمئة من إجمالي عدد سكان المنطقة. وتلك الدول هي البرازيل والمكسيك وكولومبيا والأرجنتين والبيرو. والبرازيل ثاني أكثر الدول المتضررة في العالم من حيث عدد الوفيات بكوفيد-19 بعد الولايات المتحدة، وسجلت أعلى حصيلة وفيات في أمريكا اللاتينية. وتراجعت الوفيات اليومية بنسبة الثلث منذ تخطيها عتبة 3000 وفاة في النصف الأول من أبريل. وسجلت المكسيك، ثاني أكثر الدول المتضررة في المنطقة، تراجعا أكبر في أعداد الوفيات بالجائحة من 1300 وفاة في نهاية يناير إلى 170. ووضع الأرجنتين متأزم بدوره مع تسجيلها 35 ألف حالة إصابة و435 وفاة الخميس. وأعلن الرئيس ألبيرتو فرنانديز إغلاقا مدة تسعة أيام بدأ أمس في وقت تواجه البلاد «أسوأ اللحظات» على الإطلاق في الوباء كما قال. أما أوروغواي المجاورة التي أشيد بجهودها خلال معظم 2020 كنموذج في إدارة الوباء، فسجلت أسوأ الأضرار في أبريل وتشهد حاليا أعلى حصيلة وفيات يومية على مستوى العالم. في الأسبوعين الماضيين بلغت نسبة الوفيات في أوروغواي 20.73 لكل مليون شخص يوميا، في معدل هو الأعلى في العالم تليها الأرجنتين (14.6) وكولومبيا (13.22) بحسب تعداد لفرانس برس. تعود الولايات المتحدة تدريجيا إلى حياة طبيعية فيما تقوم دول أوروبية بإلغاء مزيد من التدابير بفضل برامج التلقيح المتقدمة، لكن أمريكا اللاتينية لم تلقح حتى الآن سوى 3 بالمئة من سكانها، بحسب منظمة الصحة للدول الأمريكية. وتعاني المنطقة من عدم إتاحة اللقاحات والمستلزمات الطبية. وفقط 4 بالمئة من اللوازم الطبية الضرورية لمكافحة كوفيد تُصنّع في المنطقة، ما يفسر سبب النقص الكبير في معدات الحماية والأكسجين والأدوية واللقاحات، بحسب المنظمة. وفيما تخطو تشيلي وأورغواي خطوات كبيرة في برامج التلقيح فإن تدابير نشر اللقاحات في البرازيل والأرجنتين تعاني من بطء شديد. ويفضح الوباء أيضا منظومات الصحة الضعيفة في المنطقة، حيث ترزح المستشفيات تحت ضغوط هائلة. ومنيت الاقتصادات الهشة التي تعاني من انعدام المساواة الاجتماعية بضربة إضافية. وحتى تشيلي التي كانت تعد إحدى أكثر اقتصادات المنطقة ازدهارا، سجل اقتصادها في 2020 أسوأ تراجع له في 40 عاما بلغ 5.8 بالمئة. وخسر أكثر من مليون شخص وظائفهم والعديد منهم منازلهم، وأجبروا على الانتقال إلى مخيمات مؤقتة.
مشاركة :