في الواقع يستحوذ نظام التشغيل أندرويد على حصة كبيرة من سوق الهواتف المحمولة العالمية حيث إن أندرويد هو أكثر أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة انتشارا في العالم، ويحتل نظام التشغيل أندرويد حصة أكبر من نظام تشغيل أبل iOS في السوق العالمية ولكن في الولايات المتحدة يتفوق نظام أبل iOS بحصة سوقية أكثر بقليل على نظام أندرويد وفقًا لـ«ستوت كونتر» لتحليل البيانات. ويرجع السبب الرئيسي الذي يجعل أندرويد يتفوق في السوق العالمية هو الكلفة، ففي العديد من البلدان ذات عدد سكان كبير، يكون دخل الفرد أقل من الولايات المتحدة، لذلك لا تستطيع شركة أبل منافسة جوجل في هذا المجال، حيث أن الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد تباع بسعر زهيد يبدأ من 15 دينارا بحرينيا تقريبا، ولكن أرخص هاتف أبل يمكن شراؤه مستخدما وقديما بسعر يبدأ من 60 دينارا بحرينيا تقريبا. بالإضافة إلى تفضيل معظم الفئات العمرية تقريبًا أجهزة أندرويد على أجهزة الآيفون ويحتوي متجر جوجل على تطبيقات أكثر من متجر أبل للتطبيقات أبستور. أما في اليابان فيستحوذ نظام تشغيل أبل على ٪62 من حصة السوق ويفضل المتحدثون للغة الإنجليزية نظام iOS بالمقارنة مع نظام أندرويد الذي يتمتع بحصة سوقية أكبر وبشكل متزايد في البلدان الآسيوية حيث يمثل ٪83 في قارة آسيا الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم ولكن حقق متجر تطبيقات أبل زيادة في إنفاق المستهلكين بنسبة ٪87.3 مقارنة بمتجر جوجل. وكعلامة تجارية تتحكم أبل في كل شيء بمنتجاتها، على عكس الأجهزة التي تستخدم نظام الأندرويد، حيث تعمل جوجل نظام التشغيل فقط وتنتج الشركات المصنعة الأخرى معدات الأجهزة، وتتمسك أبل على كل شيء في الأجهزة من معدات وبرامج وتراقب الجودة، بحيث تتمتع منتجاتها بموثوقية كبيرة. نادرًا ما تسمع عن أشخاص يشكون من أجهزة أبل ولا يمكن التغلب على توافق أجهزتها مع برامجها حتى أن الأجهزة المصنعة خصيصا لجوجل لا تتمتع بنفس المستوى من التناسق، ففي الولايات المتحدة يثق الناس بشركة أبل أكثر من جوجل وتتجاوز هذه الثقة بالهواتف إلى الحفاظ على خصوصية البيانات، بالإضافة إلى قوة التوزيع في الولايات المتحدة، ووجود خطط شراء الأجهزة بالتقسيط مما يسهل اقتناء الأجهزة، وايضا التأثير على المستهلكين بالإعلانات التجارية والأفلام التي تساعد أبل على استحواذ حصة الأسد من السوق الأمريكية. والأمر مختلف في جميع أنحاء العالم، لا يهم المظهر أكثر من التطبيق العملي، فعندما يحتاج الناس إلى هاتف، لا يهم العلامة التجارية أو الميزات الأخرى، طالما يمكنهم إجراء مكالمات والاتصال بالإنترنت، فهو جيد إذا كان منخفض الكلفة ويلبي الاحتياجات الأساسية، إلا إذا كانت شركة أبل يمكنها طرح أجهزة منخفضة الكلفة في السوق، لمنافسة جوجل. لكن لا نعتقد حدوث تغيير في الوقت الراهن، لذلك ستستمر جوجل مع نظام التشغيل أندرويد في الهيمنة على سوق الهواتف العالمية لسنوات قادمة، وفي الوقت نفسه، ستستمر سيطرة أبل على السوق الأمريكية.
مشاركة :